الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مركز حقوقي: الشهيد كوازبة قتل من مسافة صفر

نشر بتاريخ: 03/10/2010 ( آخر تحديث: 03/10/2010 الساعة: 15:47 )
القدس-معا- دان مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية قتل الشرطة الإسرائيلية في ساعات الفجر الأولى من هذا اليوم العامل الفلسطيني عز الدين صالح كوازبة 38 عاما من بلدة سعير بمحافظة الخليل بعد مطاردته ومجموعة من العمال بالقرب من بلدة العيسوية شمال القدس المحتلة وإطلاق النار عليه من مسافة قريبة جدا، ثم الاعتداء العنيف على زملائه العمال الذين حاصرتهم وحدات خاصة من الشرطة وانهالت عليهم بالضرب.

وقال بيان أصدره المركز أنه وفقا للمعطيات التي توافرت لديه من قبل أحد العمال وهو ابن عم الشهيد والشاهد الرئيسي على الجريمة الإسرائيلية ، فقد أطلقت النار على ابن عمه من مسافة صفر بعد أن تمت السيطرة عليه، وقام أحد الجنود بوضع بندقيته على جسد الشهيد والضغط على الزناد ما تسبب في استشهاده على الفور.

وفي إفادته لمركز القدس أكد صلاح عبد ربه كوازبه ابن عم الشهيد أنه شاهد الجنود وهم يجرون جثة عز الدين بعد وضعه في كيس أسود لمسافة تزيد عن خمسين مترا. ولدى احتجاجه ومن معه من العمال على ما جرى وإصرارهم على معرفة مصير ابن عمه هاجمتهم قوة من الشرطة الخاصة وأوسعتهم ضربا قبل أن يتم اقتيادهم مع عشرات آخرين من العمال إلى مدخل بلدة العيزرية وإبعادهم إلى هناك.

وفند مركز القدس رواية الشرطة الإسرائيلية والتي ادعت فيها أن الشهيد تعارك مع أحد جنود الاحتلال وحاول خطف سلاحه، وقال البيان: "إن الشهيد لم يكن في وضع يمكنه من القيام بأية مقاومة أو محاولة خطف لسلاح الجندي"، واصفا ما جرى بأنها قتل دون محاكمة وعملية إعدام ميدانية لإنسان تهمته البحث عن لقمة عيش لأطفاله الستة ، وهي مهمة باتت محفوفة بالمخاطر يدفع العمال الفلسطينيون حياتهم ثمنا لها".

وأشار البيان أن الضغط على الزناد من قبل عناصر الشرطة والأمن الإسرائيليين بات مهمة سهلة حين يتعلق الأمر بالمواطن الفلسطيني، مستذكرا جريمة قتل الشهيد سامر سرحان من بلدة سلوان على يد حارس أمن إسرائيلي أطلق سراحه بعد أقل من 24 ساعة على ارتكابه لجريمته، وقد بررت السلطات ذلك بالدفاع عن النفس. كما تعيد تلك الجريمة إلى الأذهان جريمة قتل الشهيد حازم عادل محمد حافظ أبو الضبعات من حي الثوري، الذي قتله شرطي إسرائيلي في تل أبيب فجر يوم السادس عشر من أيلول الماضي وهو مكبل اليدين، ثم أطلق سراح قاتله بدعوى أن الرصاصة التي أصابت الشهيد انفلتت بالخطأ من مسدس القاتل، الذي أطلق سراحه هو الآخر، في استهتار واضح لحياة الإنسان الفلسطيني.

وهو ما حصل أيضا مع الشهيد زياد الجولاني من بلدة شعفاط، الذي قتلته الشرطة الإسرائيلية قبل عدة شهور في واد الجوز بعد أن أصابته ثم أجهزت عليه وهو جريح، وادعت الشرطة لاحقا أنه حاول دهس أحد أفرادها. في حين أن الجريمة قبل الأخيرة كان ضحيتها الطفل محمد محمود فايز أبو سارة من بلدة العيسوية البالغ من العمر عاما واحد فقط، والذي قضى مختنقا بالغاز المسيل للدموع الأسبوع المنصرم.

وأكد مركز القدس في بيانه أن جدار الفصل العنصري حول القدس وعزل المدينة المقدسة وحصارها ومنع الدخول إليها للعمل أو للحصول على الخدمات الإنسانية الأساسية من صحة وتعليم وعمل، تعد انتهاكا خطيرا لمواثيق جنيف الدولية ولكافة الأعراف والمواثيق الدولية الأخرى، في حين أن المشكلة الأساسية والحقيقية هي في هذا الاحتلال وفي جداره العنصري الذي يسقط عنده الشهداء والجرحى ويمنع المرضي من حقهم في العلاج، في حين يحرم التلاميذ من تلقي تعليمهم.

ودعا بيان مركز القدس إلى محاسبة وملاحقة قاتل الشهيد كوازبة قضائيا، وإنزال العقوبة المشددة عليه، مؤكدا عدم ثقته بالقضاء الإسرائيلي.