مستوطنون يضرمون النار بمسجد ويخطون شعارات معادية في بيت لحم
نشر بتاريخ: 04/10/2010 ( آخر تحديث: 04/10/2010 الساعة: 12:49 )
بيت لحم- معا- أضرم مستوطنون، فجر اليوم الاثنين، النار في مسجد ببلدة بيت فجار جنوب بيت لحم، وفق ما أكد شهود عيان وبعض المصادر المحلية.
وقال محمد طقاطقة أحد سكان البلدة، والذي يجاور منزله مسجد "الانبياء" الذي تعرض للحرق، إنهم شاهدوا سيارة بيضاء اللون تحمل لوحة تسجيل اسرائيلية تغادر البلدة بعد أن أقدم عدد من الأشخاص على إضرام النار في المسجد، وقد اتجهت غربا صوب مفرق مستوطنات كفار عصيون.
وأشار طقاطقة في حديث لـ "معا" إلى أن الاهالي تيقظوا على النيران، وسارعوا لإخمادها بالوسائل المتاحة لديهم، حتى وصلت إلى المكان سيارة إطفاء تابعة للدفاع المدني، كما حضرت قوة من الشرطة الفلسطينية الى المكان.
وأتت النيران على فراش المسجد إضافة إلى 15 مصحفا قام المستوطنون بجمعها وحرقها، كما تسببت النيران بسقوط الحجارة التي تحيط بأعمدة المسجد، فيما كتب المستوطنون شعارات باللغة العبرية، تحرض على قتل الفلسطينيين وتسيء لمشاعرهم الدينية.
ووصل إلى بلدة بيت فجار في وقت لاحق عدد من المسؤولين في المحافظة، من بينهم رئيس نيابة محافظة بيت لحم علاء التميمي الذي استنكر ما قام به المستوطنون، واستمع من الاهالي لشرح عما حدث.
وقال التميمي لـ "معا" إن السلطة الوطنية فتحت تحقيقا في ملابسات الاعتداء على مسجد بيت فجار، مؤكداً أنه وبتعليمات من النائب العام المستشار أحمد المغني تقوم النيابة العامة بتوثيق جميع الاعتداءات من قبل المستوطنين على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم.
وحمل التميمي اسرائيل المسؤولية عن تصاعد اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية، معتبرا ان التعنت السياسي الذي تقوم به حكومة نتنياهو يدفع بالمستوطنين نحو المزيد من التطرف الذي يدفع ثمنه المواطنون الفلسطينيون.
من جانبه استنكر مدير الاوقاف في بيت لحم محمد عايش احراق المستوطنين لمسجد بيت فجار، معتبراً أن هذا العمل يأتي في إطار الهجمة على كل ما هو فلسطيني.
وقال عايش لـ "معا" إن الاوقاف تستنكر قيام مجموعة من المستوطنين باحراق المسجد، مضيفا أن اسرائيل تقابل السلام بهذه الاعمال، من حرق وتهويد واستيطان واستيلاء على الاراضي، حيث يذكر هذا العمل بأحراق المسجد الاقصى عام 69.
تجدر الإشارة إلى أن مستوطنة "مجدال عوز" تبعد أقل من كيلو متر واحد عن المنطقة التي يقع فيها مسجد "الأنبياء" ووقعت في السابق العديد من الأحداث بين أهالي بيت فجار وسكان المستوطنة.
المفتي: المستوطنون يدفعون بالمنطقة إلى حرب دينية.
حذر الشيخ محمد حسين- المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك- من أعمال العربدة التي تقوم بها المجموعات الاستيطانية وسلطات الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني ومقدساته.
جاء ذلك خلال زيارة المفتي برافقة الشيخ إبراهيم عوض الله الوكيل المساعد لدار الإفتاء الفلسطينية- مفتي محافظة رام الله والبيرة- والشيخ عبد المجيد العمارنة– مفتي محافظة بيت لحم- لبلدة بيت فجار ومسجد "الأنبياء" الذي أحرقته مجموعة متطرفة من المستوطنين فجر اليوم (الاثنين).
وقال المفتي العام: "إن هذه المجموعات المتطرفة بحماية من سلطات الاحتلال تدفع بالمنطقة إلى حرب دينية لا يعرف عواقبها، واستنكر قيام مجموعات من المستوطنين باقتحام قرية بيت فجار في بيت لحم وإحراق مسجد "الأنبياء"، وكتابة شعارات على جدرانه تمس العرب والمسلمين.
وحذر المفتي العام من خطورة هذه الممارسات، مبيناً "أن هذا المسجد ليس الأول الذي يحرق، فبالأمس القريب أحرق بايد استيطانية مسجد ياسوف، ومسجد اللبن واعتدي على مساجد كثيرة، كما أن سلطات الاحتلال تهدد بهدم مسجد سلمان الفارسي في قرية بورين قرب نابلس"، مبيناً أن هذه الاعتداءات ليست عبثية بل تجري بتخطيط من سلطات الاحتلال وتحت حمايتها، مذكراً بمقولة "يهودية الدولة التي تدعو إليها حكومة الاحتلال".
وأوضح المفتي أن كل هذه الانتهاكات بالإضافة إلى الاعتقالات والقتل بدم بارد ومصادرة الأراضي وهدم البيوت، إنما هي تصنف بأعمال تطهير عرقي، وقد ناشد كافة المواطنين بالتيقظ وأخذ المزيد من الحذر والدفاع عن مقدساتهم وأراضيهم، مهما بلغت التضحيات.
كما ناشد القمة العربية الطارئة والدول الإسلامية والهيئات والمنظمات الرسمية والشعبية الدولية والمحلية القيام بواجبها لوقف هذه الاعتداءات الإسرائيلية الآثمة وحماية الشعب الفلسطيني، ومقدساته وأرضه من اعتداءات مجموعات المستوطنين التي تعيث في الأرض الفساد دون حسيب أو رقيب.