الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

المواطن حيران: مواسم زراعية تأتي وأخرى ترحل ولا تغيير في الأسعار

نشر بتاريخ: 05/10/2010 ( آخر تحديث: 05/10/2010 الساعة: 14:04 )
غزة- تقرير معا- تولّد لدى المواطنين في قطاع غزة، تساؤل هام عن المواسم الزراعية في قطاع غزة كالعنب والبطيخ والشمام والتين والجوافة والصبر وحاليا الزيتون والبلح، عن أسعارها وجودتها المرتبطة بمذاقها وتواجدها بالسوق.

يقول البعض إنها غالية جدا ونادراً ما دخلت بيته الصيف المنصرم، وآخرون يؤكدون أنها ليست بذات الجودة التي سبقت، وفريق ثالث يؤكد أنه لم يتذوقها ولم يدخلها منزله لأنها ببساطة مرتفعة الثمن فعلى سبيل المثال وصل سعر كيلو العنب لـ 8 شواقل هو ما جعله بعيدا عن جيوب الفقراء وبيوتهم أما سعر البطيخ فكان سعر 8 كيلو بـ 10 شيقل فيما كان بالسابق سعر 15-20 كيلو بـ 10 شواقل وهنا يكمن الفرق عدا عن الجودة والمذاق.

أما الصبر فيقول المواطنون إن طعمه فقد جزءا كبيرا من حلاوته وانه غاب عن الكثير من المنازل وكذلك الجوافة التي كان طعمها "كالسكر"، ويتراكم لدى المواطنين تخوف أن يطال السعر المرتفع موسم الزيتون والبلح الموسم الحالي والفراولة الموسم القادم وكذلك الحمضيات.

الأسباب عديدة يصب اغلبها في خانة الاحتلال الإسرائيلي الذي جرف آلاف الدونمات الزراعية على الحدود وفي اجتياحاته المختلفة والذي سمم التربة بحربه الأخيرة على غزة شتاء 2008-2009 ، عدا عن إغلاقه المتواصل للمعابر وشح المبيدات الكيماوية التي يوردها للمزارعين عدا عن محاربته للمزارع الغزي ومنعه من تصدير منتجه المحلي.

"معا "حاولت الاستفسار من المسؤولين بوزارة الزراعة بالحكومة المقالة ومن العاملين بالقطاع الزراعي وهل ترى أن المواسم الزراعية كانت جيدة نوعا ما مقارنة بما اعتمد عليه السوق المحلي سابقا وهو الاستيراد من الجانب الإسرائيلي.

محمود غنيم رئيس مجلس إدارة جمعية التطوير الزراعي والبيئي اعتقد بصواب القول أن المواسم الزراعية بغزة فشلت عازياً ذلك لعدة أسباب أهمها وأكبرها الاحتلال الإسرائيلي الذي قام بتجريف آلاف الدونمات الزراعية أغلق المعابر ومنع توريد المبيدات الكيماوية اللازمة لإنضاج المزروعات بغزة، عدا عن التغير المناخي الذي أتلف المزروعات كالبرودة القارصة بالشتاء الماضي والطقس الحار الصيف المنصرم.

ويقول غنيم أن من بين المواسم التي فشلت هي موسم البطيخ الذي نالت منه شائعة رشه بمبيد "ميما كور" بنسب مرتفعة ودون رقابة مما سبب إصابة العديد من المواطنين من بينهم أطفال بحالة إسهال شديد ونقلوا إلى المشافي.

ويعود غنيم ليؤكد ان البطيخ كان جيدا ولكن ما عرض بالسوق كان مرتفع السعر وكذلك الشمام الذي لم ينل النجاح المطلوب والعنب الذي قل عرضه نتيجة التجريف الإسرائيلي الواسع للأراضي الزراعية.

ويرى غنيم أن أكثر ضرر يمكن أن يلمسه المواطن قد أصاب قطاع الحمضيات التي جرفت مساحات هائلة منها تصل إلى 20 ألف دونم زراعي في شتى أرجاء القطاع.

وكذلك فقد أصاب الضرر محاصيل التفاح، الخوخ، البرقوق التي تزرع في قطاع غزة، فقد جرف الاحتلال 150 دونما كاملاً لأحد المزارعين في محافظة رفح جنوب قطاع غزة كان محصولها السوي من التفاح والبرقوق وبذلك يضطر السوق المحلي للاعتماد على المنتج الإسرائيلي من هذه الفواكه.

زياد حمادة من قسم وقاية النبات والحجر الزراعي بوزارة الزراعة المقالة اعتقد جازماً ان المواسم الزراعية لم تفشل بل نجحت نجاحاً كبيرا بالنظر إلى الوضع القائم وحالة الحصار المفروض على القطاع وعدم وجود المستلزمات اللازمة للإنتاج عدا عن الظروف الجوية التي أضرت بالمحاصيل الزراعية، نافياً بالمطلق استخدام مبيد " ميما كور" أو حدوث حالات إصابة بالإسهال في مشافي القطاع من تناول البطيخ أو أي محصول زراعي محلي هذا العام.
ويؤكد حمادة ان حالة واحدة تم وصول شكوى عنها وهي إصابة بمرض بكتيري في مزروعات مزارع واحد وتم السيطرة عليها.

وأكد أن القطاع مر بعملية اكتفاء ذاتي جاءت نتيجة لسياسة وزارة الزراعة وعلى رأسها قرار الوزير الذي أكد على وجوب إحلال المنتج المحلي الذي يمكن زراعته محلياً محل المنتج الإسرائيلي الذي يتم استيراده على مدار السنوات السابقة، وقد طال هذا الاكتفاء محصولي البطيخ والبصل بشكل خاص حيث لم يتم استيراد هذان المحصولان من الجانب الإسرائيلي إلا إذا لزمت الحاجة.

وحسب حمادة فإن هذه المحاصيل المزروعة محلياً والتي تم الاكتفاء منها ذاتيا قد تعدت حاجة المستهلك في كثير من الأحيان وتواجدت في الأسواق بكثرة وجودتها " عالية جداً" والتدخل الوحيد لوزارة الزراعة كان في محاولة خفض الأسعار إذا ما تلاعب التجار في هذه الأسعار ورفعوها على المستهلك المحلي.

ويرى أن حاجة المواطن تم إشباعها بالكامل فيما عدا بعض الفواكه التي تأثرت بفعل ارتفاع درجات الحرارة كالعنب فقل محصوله ولذلك ارتفع سعره نتيجة لقلة المعروض عنه وأنه لم يتدخل أحد من الوزارة أو الوزير لتقليل عرضه بالسوق.

وفيما يتعلق بالمبيدات الحشرية فيما إذا أدت إلى تقليل جودة المحصول المحلي أكد أن هذه المبيدات تراقب من قبل الإدارة العامة للوقاية والحجر الزراعي التابعة للزراعية ويتم مراقبتها على المعابر الإسرائيلية ثم توزع على التجار الكبار فالتجار الصغار ومراقبتها ميدانيا بالحقول عبر المهندسين الزراعيين مشددا على أن الرقابة في رش المبيدات الحشرية متكاملة.

وحول إمكانية قيام المزارعين برش مبيد " ميما كور" لإنضاج الثمار نفى ذلك بالمطلق مشيرا إلى أن هذا المبيد يستخدم ما قبل الزراعة وأن فترة الأمان له هي 90 يوماً وأنه لا أحد يلجأ لاستخدام ميما كور لإنضاج الثمار.