توصيات بدعم البحث العلمي خلال مؤتمر أمراض القلب بغزة
نشر بتاريخ: 05/10/2010 ( آخر تحديث: 05/10/2010 الساعة: 12:36 )
غزة- معا- دعا المجتمعون في المؤتمر الثاني لأمراض القلب والأوعية الدموية، الذي نظّمه مستشفى غزة الأوربي، تحت عنوان "تحديات الواقع وآمال المستقبل"، إلى دعم البحوث الطبية في قطاع غزة وخاصة بمجال أمراض القلب والأوعية الدموية، حيث بدأ المؤتمر أعماله على مدى يومين متواصلين، وتمّ خلاله عرض ومناقشة العديد من الأبحاث التي تقدم بها عدد من الاستشاريين والمختصين المحليين، وحضرها العشرات من الأطباء والمعنيين بمجال القلب والأوعية الدموية.
وفي كلمة له نيابة عن وزير الصحة، أكد الوكيل المساعد بالوزارة، الدكتور حسن خلف أنه " الرغم من مرور أكثر من أربع سنوات على الحصار، فإن غزة تشهد تقدما واضحا في كل مجالات الخدمات الصحية التي صارت الآن أفضل مما كانت عليه عند إنشاء وزارة الصحة".
وأضاف د. خلف: "إن أهمية هذا المؤتمر تنبع من عدة زوايا، من بينها الأهمية التي توليها مختلف الدولة لأمراض القلب، التي تعد السبب الرئيس لتحويل مرضانا للعلاج إلى خارج فلسطين، بكل ما تسببه من تكاليف ضخمة وضغوط مادية واجتماعية على المرضى ".
وأشار د. خلف أن جراحة القلب بدأت في مستشفيات قطاع غزة في أواخر التسعينيات من أجل إنشاء قسم خاص بها ولكن بـ"أيد غير فلسطينية"، لتعود بعدها إلى "نقطة الصفر"، وتنطلق الجهود الحثيثة من عدد من الأطباء والكوادر الفلسطينية، حيث دشنت خدمة قسطرة القلب التشخيصية في نوفمبر عام 2006، وتطورت إلى تقديم خدمات القسطرة العلاجية ثم جراحات منظمات ضربات القلب في يناير من العام الحالي، في خطوات متسارعة أكدت على "امتلاك الكوادر الطبية المحلية للقدرة والكفاءة النادرة واللازمة لتقديم هذا النوع المعقد من الخدمات الطبية".
من جهته، قال مدير مستشفى غزة الأوربي، الدكتور عبد اللطيف الحاج: " إن المستشفى الأوربي استطاع تقديم العديد من الإنجازات في ظل الحصار، على الرغم من نقص الإمكانيات المحلية والعجز في الكوادر البشرية حتى صارت محط إعجاب الجميع "، وذلك من خلال الدراسات التي قدمها إضافة إلى تطوير مستوى خدماته، داعيا مختلف الأقسام الأخرى إلى تطبيق ذات التجربة الناجحة، و"الخروج من جو المحاضرات النظرية والأيام العلمية المحدودة هنا وهناك ".
ثم تابع د. الحاج " إن هذا المؤتمر الطبي يعرض إنجازات أطباء قطاع غزة وجميع المهتمين بمجال أمراض القلب مع عرض إنجازاتهم ودراساتهم لتعميم التجربة على الكادر الصحي الذي حضر المؤتمر. كما أنك ستجد تنوعا واضحا في المادة العلمية لهذا العام مقارنة بالتي قدمت خلال العام الماضي، مع تعدد ظاهر في أعداد المشاركين بالمؤتمر ".
ثم أكمل قائلا: " لا يمكن الحديث عن تطوير الخدمة الطبية في فلسطين دون إجراء الأبحاث العلمية والطبية المتواصلة التي تمثل "حجر الأساس" في هذا التطوير. كما أن هذه الأبحاث والتجارب بحاجة أيضا إلى تطعيمها بتجارب الباحثين في الدول الأخرى وهو ما يشكل تحديا حقيقيا بالنسبة لنا تبعا لظروف الحصار، وصعوبة جلب مشاركين من الخارج ".
بدوره، أكد رئيس اللجنة العلمية للمؤتمر، الدكتور محمد حبيب أن هذا المؤتمر يمثل " تجربة نوعية على مستوى فلسطين"، بعد نجاح المؤتمر الأول الذي عقد في مارس من العام الماضي وناقش عددا من عمليا القسطرة، حيث تم تفعيل قسم جراحة القلب وإجراء البحوث المشتركة بين المستشفيات وجامعات عدة كان من بينها الأزهر وعين شمس.
كما نوه د. حبيب إلى أن عددا من توصياته " لم تطبق حتى الآن لأسباب داخلية و وخارجية وعلى رأسها زيادة عدد العاملين في قسم القلب بالمستشفى الأوربي، مع جلب معدات وأجهزة ومستهلكات طبية للرقي بمستوى العمل بالقسم " مشيرا إلى أنه قد تم إجراء ما لا يقل عن ستة آلاف عملية ما بين قسطرة تشخيصية وعلاجية، إضافة إلى 160 عملية أخرى خاصة بزراعة أجهزة منظمة لضربات القلب.
وحول سؤال عن إمكانية إجراء البحوث الطبية في غزة، على الرغم من الحصار والنقص الشديد في جميع الإمكانيات والأجهزة الطبية المطلوبة لمثل هذه الأبحاث، أجاب رئيس اللجنة العلمية قائلا: " هنالك أبحاث قد تكلفنا مليارات الدولارات وأخرى قد لا تتكلف أكثر من بضع مئات من الشواكل. فلكي تقوم وزارة الصحة مثلا بإعداد خطة تقليص أعداد المصابين بأمراض ضغط الدم مثلا، فإنها بحاجة إلى أعداد دقيقة لهم مرتبطة بتحديد الجنس والعمر،.. إلخ. والمسألة لا تحتاج أكثر من تقديم استمارات الاستبيان إلى مرضى ضغط الدم المترددين على مستشفيات القطاع، مع تحديد سنة إعداد الإحصاء، وهو بحث سيكون مهما جدا، ولن يكلف مبلغا كبيرا ".
ثم أضاف بالقول: " كما أن هناك العديد من التجارب الطبية النادرة والعمليات الطبية الممتازة التي تم تطبيقها في ظل حصار غزة بقسم القلب في المستشفى الأوربي، لذا فإن دور المؤتمر هنا هو نشر الفائدة لمختلف الأطباء، ولتعريفهم بهذه الخبرات الجديدة التي اعترفت بها جمعيات وهيئات طبية محكمة في الخارج ".
أما رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، الدكتور عبد الرحيم شقورة، فقام خلال كلمته المقتضبة بالمؤتمر، بتقديم الشكر إلى وزارة الصحة والطواقم الطبية العاملة بها، إضافة إلى المؤسسات والمختصين الذين عملوا على خروج المؤتمر بحلته الحالية، داعيا إلى "الحفاظ على استمرارية التجربة الاستفادة من تجارب الآخرين في هذا المجال".
بدوره، أكد مدير شركة "نوفارتيس" للأدوية والمستحضرات الطبية بقطاع غزة، والتي كانت الراعي الرئيسي للمؤتمر، د. حازم عمار، على أن شركته ستستمر في دعمها لجهود البحث العلمي الطبي بقطاع غزة، متعهدا بـ"دعم النسخة الثالثة من هذا المؤتمر "، وداعيا الشركات الطبية الأخرى إلى اتخاذ ذات الخطوات لكونها "جزءا من المجتمع، وللخروج من مجال المنافسة التجارية البحتة إلى دعم التنافس في الأبحاث العلمية التي تصب في النهاية في مصلحة الأطباء والمرضى بفلسطين على السواء ".
وفي نهاية جلسات المؤتمر، شدد المشاركون على ضرورة "دعم مجال البحوث العلمية الطبية في مجال القلب والأوعية الدموية على مختلف الصعد، سواء أكانت الرسمية عبر الوزارات المعنية وعلى رأسها وزارة الصحة والمستشفيات وربطها بالجهود الأكاديمية للجامعات والكليات الصحية المعنية بهذا المجال، إضافة إلى الشركات المختصة في مجال الأدوية والمعدات الطبية.
كما أوصى البيان الختامي للمؤتمر برفع مستوى الدعم الذي تقدمة وزارة الصحة لكادر قسطرة القلب وجراحة القلب من أطباء وممرضين وعاملين، على الصعيد العلمي والمعنوي، وذلك عن طريق عقد الدورات الطبية المتواصلة وتوفير الحوافز لهم، والعمل على توفير جهاز الأشعة المقطعية الخاص بالكشف عن أمراض الشرايين التاجية من أجل تخفيف الضغط على جهاز القسطرة، ومستهلكات القسطرة التشخيصية والعلاجية ومنظم ضربات القلب بشكل دوري تضمن استمرارية تقديم الخدمة، مشيرا إلى أن قطاع غزة يحتاج لإجراء 750 حالة قسطرة علاجية و زرع 65-70 منظم لضربات القلب وإجراء أكثر 3000 حالة قسطرة تشخيصية سنويا.
كما طالب البيان بـ" العمل على زيادة عدد حالات جراحة القلب المفتوح في قطاع غزة، حيث يقدر عدد المرضى اللذين يحتاجون لإجراء جراحة القلب المفتوح بنحو 1000 حالة سنويا، وذلك عن طريق فتح أكثر من غرفة عمليات و التسريع في افتتاح مركز جراحة في مستشفى غزة الأوروبي وزيادة ساعات العمل للعاملين بقسم جراحة القلب بمستشفى الشفاء أو عن طريق العمل على استقطاب عدد من جراحي القلب من الخارج، بما في ذلك زيادة عدد حالات إجراء الجراحات بدون استخدام ماكينة القلب والرئة الصناعية.