قطف الزيتون بغزة.. الرحلة جماعية خوفا من الرصاص الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 05/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 08:41 )
غزة- معا- من بعيد بدا المشهد كأنه زفة عريس .. فالشباب لبسوا العباءة الفلسطينية واعتمروا الكوفية والفتيات لبسن الثوب المطرز ورفرف العلم الفلسطيني في المسيرة الصغيرة التي علا فيها صوت الشباب بالأهازيج الفلسطينية.. عند الاقتراب بدا المشهد مختلفا فالجميع كان في رحلة قطف للزيتون من حقل قريب من الحدود الفلسطينية قرب معبر بيت حانون شمال القطاع
العديد من المزارعين الفلسطينيين انشغلوا سريعا بقطف ثمار الزيتون وعلى وجههم علامات الفرح لتمكنهم من الوصول لحقولهم وجني ثمار الزيتون لهذا العام بخلاف السنوات الماضية التي لم يتمكنوا من الوصول إليها نتيجة إطلاق النار المتواصل من أبراج المراقبة الإسرائيلية
أنوار الزعانين إحدى المتطوعات من فريق المبادرة المحلية ببيت حانون قال أنها جاءت لمساعدة المزارعين في قطف أشجار مضيفة "نتمنى أن يستطيعوا دوما الوصول لأرضهم التي تقع في المنطقة الحدودية بقرب معبر ايرز وجدار الفصل العنصري" متابعتا حديثها وهي تنثر الغبار عن وجهها"بالرغم من الخطورة التي نواجهها إلا أننا نأتي هنا ونستمر بجني الزيتون لتثبيت أقدام المزارعين بأرضهم".
الحاج أبو إبراهيم العثمامنة صاحب الحقل بدا أكثر الناس سعادة بالموسم فهو يعيش حالة تحدي خاصة مع الاحتلال مؤكدا أن حقله زرع للمرة الرابعة بعد
عمليات التجريف
مضيفا :"ايش اعمل هذه قسمتي ونصيبي، اليهود يجرفوه وأنا ازرعه" مكررا عبارته وعلى وجهه علامات الأسى. مضيفا "هذه السنة أول سنة أقطف بسلام بخلاف السنين السابقة التي كنا نتعرض لإطلاق النار من قبل الجيش الإسرائيلي".
ويضيف المتطوع خليل الزعانين "نحن كمتضامنين في المبادرة المحلية، جئنا هنا لندعم صمود المزارع صاحب هذه الأرض" موضحا" ونحن أولى أن نعزز صموده ونقف بجانبه ونساعده ،فالزيتون يدل على السلام وأوصى به الله عز وجل وبارك فيها وفي زيتها فيجب المحافظة عليها وتوريثها لأجيالنا".
عدد من المتضامنين الأجانب انشغلوا بقطف الزيتون والوقوف إلى جانب المزارعين حيث أكدت لويزا وور من كندا أنها جاءت لتعزز صمود الفلسطيين وان الأرض الجرداء يمكن زراعتها من جديد
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي جرفت نحو 8784 دونمًا مزروعة بأشجار الزيتون خلال الحرب الأخيرة على غزة عدا عن ألاف الدونمات خلال التوغلات المستمرة في السنوات الأخيرة الماضية