السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مستقبل الفلتان الامني في فلسطين

نشر بتاريخ: 08/07/2005 ( آخر تحديث: 08/07/2005 الساعة: 14:29 )
معا- تقريراخباري- حالة الفلتان الامني او ظاهرة الفلتان الامني التي تحدث في الاراضي الفلسطينية آخذة في الانتشار بشكل متسارع وهي في الوقت الذي تأخذ هذا المسار من الانتشار والتسارع فهي تبعث على الرعب والقشعريرة في نفوس المواطنين الفلسطينيين الذين يشعرون ان السلطة الفلسطينية تقف عاجزة امام هذا الواقع المتنامي والذي وصل الى حد لا يمكن بأي حال من الاحوال قبوله.
والاعتقاد السائد لدى الكثير من الفلسطينيين ان هذه الظاهرة بدأت مع بدايات الانتفاضة الثانية " انتفاضة الاقصى" والتي بدأت فيها المظاهر المسلحة بالانتشار حيث كنت ترى مجاميع المسلحين بكل انواع الاسلحة الرشاشة وبعض القاذفات تتصدر نشرات الاخبار في الصحف والمحطات والفضائيات في العالم مما عكس تصورا او انطباعا خاطئا بكل المقاييس لدى المشاهد او المستمع او القاريء الاجنبي او حتى العربي الذي يعيش في البلدان المجاورة لدرجة ان العملية اصبحت من الخطورة بحيث صار لدى هؤلاء كلهم انطباع ( بان فلسطين ليس سوى غابة من السلاح وان كل من فيها هو ليس سوى رجل متطرف مقنع ومسلح وحتى تلك الصور للاطفال الذين تم تصويرهم في مقدمة الجنازات والاستعراضات والتظاهرات لاطفال وهم يمتشقون سلاحهم اوحت للعالم بان هذا شعب مسلح مقاتل وعنيف ولا يفهم الا لغة القتل والقتال وانهم يهددون اسرائيل وامن اسرائيل ) هكذا قال لنا احد المقاتلين القدماء او قدامى المحاربين والذين اشتركوا في كل معارك المقاومة ابتداء من الكرامة وخروجا من بيروت وعودة الى الوطن.
ظاهرة النفخ والتهويل التي يتم الان التركيز فيها على المظاهرالمسلحة بدون رقيب او عيب تشبه الى حد بعيد لعبة المخابرات, والمقاتلون سعداء لا يعلمون ما يدبر لهم وظلت عملية النفخ مستمرة تذكر الفلسطينين بتجربة المقاتلين في الاردن ومثلها في لبنان, ويعتقد ان النتائج اصبحت معروفة للجميع حيث يشّبه البعض ما يحدث هنا بتجربة لبنان وبدلا من استخلاص الدروس والعبر من تجربة الاردن وايلول الاسود يكرر الفلسطينيون ما حدث في الاردن وفي لبنان .
ان المظاهرالمسلحة وحالات القفز على القانون او اخذه باليد للدرجة التي يتم فيها الاعتداء على منزل رئيس الوزراء او الاستيلاء على مقر المجلس التشريعي في رفح لا يمكن بحال من الاحوال الا ان يكون مقدمة لخسائر مجتمعية اكبر.
والسلطة الفلسطينية بدورها عليها ان تعلن سياسة اكثر وضوحا وتشددا ازاء هذه الممارسات وملاحقة كل من يتعدى على القانون بغض النظر عن انتمائه او مشربه بشرط ان تطرح الحلول لمشاكل المسلحين الذين هم بمعظمهم كانوا جنوداً للانتفاضة وقدموا انفسهم قرابين للشعارات السياسية التي رفعتها نفس القيادة.