الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض: نعمل لكي نكون جزءا من الاهتمام الكوني بالرياضة رغم الاحتلال

نشر بتاريخ: 05/10/2010 ( آخر تحديث: 05/10/2010 الساعة: 22:45 )
رام الله-معا- أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن برنامج عمل السلطة الوطنية، وخطتها "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، والوثيقة المنبثقة عنها "موعد مع الحرية"، لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة وبنيتها التحتية، هو برنامج شامل يتعلق بشكل مباشر في بناء المؤسسات الوطنية القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات لمواطنيها، وتعزيز صمود المواطنين

كما يشمل فيما يشمل كل مناحي الحياة، حيث أفردت السلطة الوطنية جزءاً رئيسياً من هذه برنامجها لقطاع الشباب والرياضة، والذي يهدف إلى خلق قيادات مجتمعية مؤهلة ومدربة من الطلائع والشباب للمساهمة في بناء الدولة ومؤسساتها، وتوفير البنية التحتية الشبابية والرياضية من منشآت ومرافق قادرة على تلبية احتياجات الشباب والرياضة الفلسطينية، واستضافة المشاركات الشبابية والرياضية على المستوى العربي والإقليمي، خاصةً وأن قطاع الشباب يشكل ما نسبته 37% من مجموع السكان الفلسطينيين، هذا القطاع الفتي والذي يمتلك طاقة خلاقة على صعيد التغيير والبناء والإبداع والتميز، وإيمانا من السلطة الوطنية بأن تنمية هذا القطاع وتغيير واقعه نحو الأفضل إنما هو ركيزة أساسية من ركائز الاستقرار والأمن المجتمعي والرفاه الاجتماعية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد في مقر الجنة الاولمبية الفلسطينية، في ملعب الشهيد فيصل الحسيني، بمشاركة رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الدكتور جاك روغ، ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب، وذلك قبيل بدء المباراة بين المنتخب الوطني، ومنتخب الأردن.

ولفت رئيس الوزراء إلى أن السلطة الوطنية الفلسطينية تمكنت من بناء وإعادة تأهيل البنية التحتية الرياضية، رغم كافة المعيقات التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي. فهي تعمل على إنشاء 50 مرفقاً رياضياً، ضمن المواصفات العالمية لمنظمة الفيفا، و5 مرافق لممارسة الشباب للأنشطة الترويحية، بالإضافة إلى تطوير وتجهيز وتهيئة 60 نادياً ومركزاً شبابياً، وأشار إلى أن السلطة الوطنية تعمل كذلك على توفير كل أشكال الدعم لتطوير البنية التحتية الرياضية، والنهوض بعمل الاتحادات الرياضية، ورعاية الكفاءات والأندية والمؤسسات الرياضية المختلفة، وأضاف أن الدعم الواضح والمساندة الملموسة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية، كان له الأثر الملموس في تطوير ورفع مكانة الرياضة الفلسطينية، وتمكينها من السير نحو تحقيق أهدافها في تعزيز قدراتها على طريق الوصول إلى المكانة التي تسعى لتحقيقها، وقال "نعمل لكي نكون جزء من هذا الاهتمام الكوني بالرياضة، ونسعى كذلك لأن نكون قادرين على مواكبة التطور الحاصل في عالم الرياضة. ويكتسب التواصل مع العالم أهمية إضافية لدى الشعب الفلسطيني حيث يفرض عليه الاحتلال الإسرائيلي قيود على التنقل والحركة ويحاول عزله عن محيطه، وإن ذلك كله بالنسبة لنا هو جزء من تأكيد حقنا من إقامة دولة فلسطين وترسيخ مكانتها على الصعيد العلمي.

وأشار رئيس الوزراء إلى الممارسات والعراقيل التي تضعها إسرائيل أمام تطور الرياضة الفلسطينية، وقال"إن رسالة رياضيو وشباب فلسطين اليوم للعالم بأسره تتمثل في أنه قد آن الأوان لوضع حد للاحتلال والمعاناة والإحباط، وان رسالة شعبنا الذي ما يزال يرزح تحت وطأة الاحتلال وإرهاب المستوطنين بأنه آن الأوان لإنهاء آخر احتلال في التاريخ المعاصر، وأنه آن الأوان لتمكين شعبنا من تقرير مصيره وبناء دولته المستقلة القادرة على رعاية أبنائها وتطوير قدراتهم ومواهبهم وتلبية تطلعاتهم في الإبداع والمعرفة".

وعبر رئيس الوزراء عن ترحيبه الحار بالضيف والوفد المرافق له، على أرض فلسطين، وأشار إلى أن هذه الزيارة نما تشكل ليس فقط دعماً كبيراً ورسالة هامة وطموحه للنهوض بواقع الرياضة في فلسطين، بل هي تشكل أيضاً دعماً واضحاً لشعبنا في سبيل نيل حقوقه المشروعة في الحرية والاستقلال والعيش بسلام وازدهار.

وجدد فياض التزام السلطة الوطنية بمواصلة تقديم كل إشكال الدعم للارتقاء بمستوى وتقاليد ومكانة الرياضة الفلسطينية، وتعزيز روح المنافسة الايجابية فيها، لتكون الرياضة دوماً رسالة محبة وسلام، وجسراً للتواصل مع كل شعوب العالم، بشأن رسالة شعبنا وعدالة قضيته.

من جانبه أشار رئيس اللجنة الاولمبية الدكتور جاك روغ إلى أن هذه الزيارة التي تمتد لأربعة أيام سنزور خلالها الأردن وفلسطين وإسرائيل، تأتي في إطار دعم اللجان الاولمبية في هذه الدول، وأضاف "سنعمل على تخفيف الصعوبات التي تواجه الرياضي الفلسطيني، وان اللجنة الاولمبية الدولية هي ليس فقط التي تدعم فلسطين بل أيضا اللجنة الاولمبية الأسيوية والدلالة على ذلك وجود الشيخ فهد.

وعن انطباعه من زيارة مخيم الأمعري قال: "لمست من خلال متابعتي للأطفال في مخيم الأمعري مدى حبهم للرياضة بالرغم من المعاناة التي يعيشونها"، وأضاف "لقد لفت نظري وجود منتخب نسوي، وهذا دليل واضح على مدى التطور ونظرة المجتمع الفلسطيني إلى المرأة".

وحول موضوع العقبات التي تواجه الرياضة الفلسطينية قال "سنبحث الموضوع مع اللجنة الاولمبية الفلسطينية واللجنة الاولمبية الإسرائيلية ومع مسئولين إسرائيليين"، وأضاف "على الحكومات أن تدعم الرياضة وهناك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق السياسيين لدعم الرياضة ويتوجب أن تكون للرياضة استقلاليتها الخاصة". وتمنى روغ مشاهدة مباراة ممتعة بين المنتخبين الفلسطيني والأردني.

ومن الجدير ذكره أن الدكتور جاك روغ رئيس اللجنة الأولمبية كان قد وصل صباح اليوم إلى مدينة رام الله، على رأس وفد كبير من اللجنة الأولمبية الدولية، في زيارة تاريخية هي الأولى في فلسطين، حيث كان في استقباله رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، ورئيس ديوان الرئاسة الدكتور حسين الأعرج، ورئيس اللجنة الأولمبية الفلسطينية اللواء جبريل الرجوب.

وفور وصوله توجه الوفد الضيف يرافقه رئيس الوزراء وعدداً من المسؤولين الرسميين إلى ضريح الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث وضع إكليلا من الزهور على الضريح.

وبعد ذلك توجه الوفد الضيف يرافقه رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض إلى مخيم الأمعري، حيث كان في استقبالهم العديد من الشخصيات الرسمية والرياضية والاجتماعية والاعتبارية. وتجول في أزقة المخيم.

كما اطلع رئيس اللجنة الأولمبية السيد روغ على مناحي الحياة اليومية التي يعيشها المواطنين في مخيم الأمعري، وزار مقر نادي الأمعري، والتقى أعضاء الفريق الرياضي، واجتمع مع ممثلي الفعاليات الوطنية في المخيم، وكان على رأسهم النائب جهاد طمليه رئيس مركز شباب الأمعري، وشاهد العديد من العروض الرياضية، واطلع على المسبح الاولمبي قيد الإنشاء التابع للمركز. وفي نهاية زيارته قلدت طفلة من المخيم السيد روغ، تكريما له على زيارته.

وفي تصريح للصحفيين، أثناء جولته في المخيم، ثمن رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض الزيارة عالياً، وقال: "إن زيارة روغ إلى المخيم تهدف إلى الإطلاع عن كثب على واقع المعيشة فيه، والتعرف على معاناة المواطنين الذين هجروا من أراضيهم عام 1948 إبان الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والتضامن معهم"، وأضاف: "تهدف هذه الزيارة أيضا إلى توفير الدعم المعنوي والمادي لأبناء شعبنا في المخيم، وتعبيرا عن إرادة شعب قوي في صموده وثباته من أجل تحقيق أهدافه المنشودة بالتحرر وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

وكان قد أقيم على شرف الضيف الكبير والوفد المرافق له، مأدبة غداء في مقر الرئاسة، بحضور رئيس الوزراء د.سلام فياض، وأمين عام الرئاسة الطيب عبد الرحيم، واللواء جبريل الرجوب، وعدداً من أعضاء اللجنة التنفيذية، والوزراء، وقادة الفصائل والعمل الوطني.