الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

وزير البيئة الاسرائيلي يهدد بالحيلولة دون بناء مدينة الروابي

نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 12:05 )
بيت لحم- معا- هدد وزير حماية البيئة الإسرائيلي "جلعاد إردان" من حزب الليكود، الثلاثاء، بأن يبذل قصارى جهده للحيلولة دون بناء مدينة الروابي في ضواحي رام الله والتي تعد أول مدينة فلسطينية نموذجية تبنى على أسس هندسية. ويتذرع الوزير الإسرائيلي اليميني بأن المدينة ستشكل مخاطر بيئية لا بد من إيجاد حلول لها إذا أراد أصحاب المشروع المضي قدما.

وكان إردان قد زار الموقع الذي تقام عليه المدينة برفقة وفد من الإعلاميين كي يستمع إلى أصحاب المشروع رغم الخلافات القائمة حول مسألة تجميد البناء في المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والذي يعد من الموضوعات الشائكة. ومن على تلة تطل على الموقع الذي ستقام عليه أول 1350 شقة ضمن مدينة الروابي، قال الوزير الإسرائيلي: "إن حكومة إسرائيل تنظر بأهمية بالغة إلى دعم الاقتصاد الفلسطيني، ولهذا فإنها تتعاون في موضوع بناء مدينة الروابي. إلاّ أنه في الوقت ذاته يتمخض عن إقامة المدينة الجديدة مشاكل أساسية كتلوث الجو، وتلوث التربة، ومشاكل المياه العادمة والنفايات".

وكانت معدات البناء تظهر من التلة المقابلة لمدينة الروابي، غير أن العمل كان متوقفا تماما أثناء زيارة الوزير الإسرائيلي الذي أردف قائلا: "إن التلوث لا يراعي حدودا ويمكن له أن يمتد إلى المستوطنات المحيطة- سواء كانت يهودية أم عربية- وقد يمتد تأثيره حتى إلى ما وراء الخط الأخضر.

كما أشار إردان إلى أن أصحاب المشروع قدموا لوزارته شرحا حول تقديراتهم فيما يخص موضوع البيئة "إلاّ أن ذلك لم يرقى إلى المستوى المعتاد لديهم (ويقصد الإسرائيليين)" وعليه تقدمت الوزارة بعدة استفسارات طالبة توضيحا حولها.

وهدد الوزير اليميني بأنه سيطلب من الإدارة المدنية أن تغلق الطرق المؤدية إلى موقع البناء في وجه وسائل النقل التي توصل المواد ومعدات البناء إلى مدينة الروابي. ولا بد من الإشارة هنا على أن المدينة ستقام بأكملها على مناطق مصنفة ضمن تقسيم "أ" حسب اتفاقية أوسلو وهي منطقة ليس لوزارة البيئة التابعة لحكومة الاحتلال أي صلاحية فيها من حيث إصدار رخص البناء التي هي من صلاحيات السلطة الوطنية الفلسطينية.

بيد أن الطرق المؤدية إلى مدينة الروابي تمر في مناطق مصنفة "ج" حسب أوسلو وهي تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية، وهذا ما دفع الوزير الإسرائيلي إلى التلويح باستخدام هذه الورقة "لتجميد البناء بفرض الأمر الواقع" عن طريق قطع الطريق على مواد البناء المتجهة إلى موقع العمل إذا لم توجد حلول للقضايا التي طالبت بها وزارته.

وهنا لا بد من التساؤل في هذا السياق أين كان وزير البيئة الإسرائيلي حين كانت المستوطنات ولا زالت تلقي مياه المجاري والنفايات الصلبة مباشرة في الحقول الفلسطينية المزروعة بأشجار العنب واللوزيات والزيتون؟ هل كان التلوث وقتها يفرق بين الحدود؟ أم أنه لنفايات المستوطنات ومياهها العادمة لا تسبب التلوث كما تفعل نفايات الفلسطينيين؟.