اسرائيل تكشف وثائق جديدة حول حرب 73- اجتماع للحكومة قبل الحرب بـ6ساعات
نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 07/10/2010 الساعة: 12:01 )
بيت لحم -معا- بعد مرور (37 عاما) على حرب اكتوبر تكشف اسرائيل مزيدا من الوثائق السرية لاجتماعات القيادة العسكرية الاسرائيلية والحكومة ، والتي سبقت اندلاع الحرب وكذلك خلال الايام الاولى لهذه الحرب ، وتم نشر 8 وثائق جديدة ليلة امس الثلاثاء وقامت وسائل الاعلام بنشرها اليوم الاربعاء في كافة الصحف العبرية .
ويظهر الاجتماع الذي عقد يوم 6/10 عام 73 الساعة الثامنة وخمس دقائق صباحا، وقبل اندلاع الحرب بست ساعات من اكثر الوثائق سرية واهمية يتم الكشف عنها ، حيث عقد الاجتماع في مكتب رئيسة وزراء اسرائيل غولدا مائير بناء على معلومات امنية تفيد استعداد مصر للبدء في حرب ضد اسرائيل في عيد الغفران والتي قام العميل الاسرائيلي اشرف مروان ببعثها الى اسرائيل ، وحضر الاجتماع وزير الجيش موشي ديان وقائد الجيش دافيد العيزر ورئيس جهاز الاستخبارات العسكرية ايلي زعيرا ونائب وزير الجيش تسيبي تسور والوزراء يسرائيل جليلي ويغال الون .
وتم نقاش امكانية اندلاع الحرب بناء على المعلومات التي وصلت وكيفية التعاطي والاستعداد لمواجهتها خاصة ان عيد الغفران قد بدأ ، وقدم رئيس الاستخبارات العسكرية تقديراته الامنية المبنية على المعلومات التي تم جمعها والتي اكد من خلالها صعوبة اقدام الرئيس المصري انور السادات على خوض هذه الحرب، وبنفس الوقت انه يدرك تماما في حال اقدامه على هذه الخطوة انه سيخسر الحرب .
الوزير جليلي اقترح في الاجتماع تسريب المعلومات الامنية التي وصلت اسرائيل عن نية مصر وسوريا للبدء في الحرب لوسائل الاعلام وهذا ما سيؤدي الى خربطة الاواراق لديهم، بدورها غولدا مائير تدخلت في النقاش وقالت :"ماذا لو كانت هذه المعلومات التي قدمها صديقنا صحيحة ، وكذلك فان محطات البي بي سي، والسي بي اس ومحطات اخرى تعلم ان الروس يقومون ببناء مصر وسوريا لهذه الحرب ، المهم الان كيف يمكن ان نحطم لهم عنصر المفاجأة" .
رئيس الجيش تدخل واكد انه يمكن تدمير سلاح الجو السوري حتى الساعة الثانية عشرة ظهرا، ونحتاج الى 30 ساعة اضافية لتحطيم الصواريخ السورية ، ولكن سيكون سلاح الطيران الاسرائيلي قادر على الحركة بحرية ويستطيع ضرب الجيش السوري ، وقدم ايضا اقتراحا باستدعاء الاحتياط في الجيش الاسرائيلي استعدادا لامكانية اندلاع الحرب خلال ساعات.
موشي ديان تدخل واكد انه لايوجد ما يستدعي ذلك ويمكن ان يقتصر الامر على استدعاء وحدات عسكرية محددة ، بدورها وقفت مائير بين قائد الجيش ووزير الجيش، واكدت انه يجب استدعاء فرقة من الجيش للجبهة الجنوبية واخرى للجبهة الشمالية وكذلك استدعاء كامل لسلاح الطيران الاسرائيلي ، ونحن هنا نتحدث عن 50 الى 60 الف جندي اسرائيلي سيكونون جاهزين حتى ساعات المساء ، ويمكن ان نقوم باستدعاء باقي الجيش في حال يتطلب الامر استدعاء اضافي .
ويظهر في هذه الوثائق الاجتماع الذي عقد يوم 7/10 عند الساعة التاسعة وعشر دقائق للقيادة العسكرية والسياسية ، حيث اكدت مائير في الاجتماع ضرورة الطلب من الادارة الامريكية منع مجلس الامن الدولي من اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار اليوم ، وذلك لان هذا القرار الان سوف يضر باسرائيل كثيرا مع التقدم الحاصل الان في الميدان على الجبهة السورية والمصرية ، وكذلك يجب اقناع الحكومة الامريكية بتوريد اسرائيل الفوري بالسلاح ، وتم اقتراح بعث اسحق رابين الى امريكا للالتقاء مع وزير الخارجية الامريكي هنري كيسنجر لاقناعه بذلك ، ووضعه في صورة الاوضاع الامنية وسير المعارك ، وفي هذا السياق فقد قترح بعض الوزراء وضع كيسنجر في صورة بعض التفاصيل الامر الذي دفع غولدا مائير للرد بعنف على هذا الاقتراح ، مؤكدة انه يجب عدم اخفاء شيء عن كيسنجر ويجب وضعه في كافة التفاصيل بدقة .
اجتماع اخر عقد عند الساعة 1,40 ظهرا من نفس اليوم وقدم خلاله نائب وزير الجيش تسبي تسور قائمة بالسلاح الذي يريده الجيش الان من الادارة الامريكية ، والذي يشمل 40 طائرة مقاتلة من نوع فانتوم، وكذلك دبابات امريكية بالاضافة الى قائمة كبيرة من المواد القتالية سبق وتم تقديمها الى امريكا ولكن حتى الان لم تصلنا ، واكد امام غولدا مائير انه يوجد نقص في الدبابات التي بحوزة الجيش الاسرائيلي الان خاصة عند الحديث عن استدعاء 200 الف جندي ، ولا يمكن الان خلال نصف يوم انزال كافة الدبابات التي بحوزة الجيش الاسرائيلي الى ساحة المعركة. وفي معرض الحديث عن استدعاء كامل الاحتياط طرح وزير الجيش موشي ديان تجنيد ابناء 17 عاما استعدادا لاشراكهم في الحرب في حال استمرارها دون خضوعهم للتدريبات العسكرية الاساسية وكذلك اقترح تجنيد يهود العالم في هذه الحرب التي اعتبرها حرب وجودية.
وقبل منتصف الليل بقليل عقد اجتماع اخر قدم فيه قائد الجيش الاسرائيلي قائمة من اربعة مواقع مهمة على الساحل المصري لضربها ، حيث اخذ موافقة رئيسة الحكومة مائير بذلك بعد ان اكد لها ان هذه الاهداف سيكون لها تأثير ميداني على سير المعارك .
وتوالت الاجتماعات بعد ذلك للقيادة العسكرية والسياسية الاسرائيلية ، وتم تقديم تقدير للموقف يوم 8/10 من قبل الوزراء حاييم بارليف يغال الون بعد جولة ميدانية على الجبهة الجنوبية والشمالية ، واصبح الوضع الان افضل من يوم امس وبدأت قواتنا بالانتظام بعد ان كانت مشتتة يوم امس ، وتم الطرق ايضا للموقف الاردني وامكانية انضمام الملك حسين للحرب ، واكدت مائير انه يتعرض لضغوطات من قبل الرئيس المصري انور السادات وكذلك الرئيس السوري حافظ الاسد ، ولكن تقديراتي انه لن يدخل الحرب فعليا ولن يقدم على فتح الجبهة الاردنية .
يوم 9/10 الساعة 8,10 صباحا تم التطرق في هذا الاجتماع الى الوضع على الجبهة السورية ، واكد وزير الجيش موشي ديان انه يجب الدفاع عن هضبة الجولان والقتال حتى الموت وعدم الانسحاب ، وهذا الامر تم اعطاءه الى الجيش الاسرائيلي حيث كان يوجه الحديث الى غولدا مائير ، وطلب منها المصادقة على الاهداف التي يجب ضربها في العاصمة السورية دمشق .
ردت مائير داخل العاصمة دمشق ، ورد ديان نعم داخل دمشق والمنطقة المحيطة بها وذلك لكسر السوريين ، لايوجد لدينا الان قوات برية للتوجه نحو العاصمة السورية دمشق ، ما يوجد لدينا الان هو نفس عدد الدبابات في حرب 67 وطبعا يوجد في بعضها مشاكل ، واستمر ديان في شرح قراره بضرب العاصمة السورية ، قمنا بضرب المطارات والعديد من الاهداف الاخرى ولم يتبقى اهداف مهمة ، لذلك يجب الان ضرب العاصمة السورية ومنذ الان عليكم ان تدركوا انه سيقع ضحايا ابرياء جراء ذلك ويمكن ان تتعرض مدينة تل ابيب لرد، تسالت مائير هل هذه حقيقة سوف تكسر السورين ؟ ام ستكسرنا نحن ؟ فرد قائد الجيش العازر مؤكدا ان كثافة الانفجارات وشدتها ستكون كبيرة ومدمرة وسوف تسمع اصدائها من رمات تل ابيب .
في هذا الاجتماع عرضت مائير نيتها التوجه الى واشنطن بشكل سري لمدة 24 ساعة فقط، وذلك لعقد لقاء مع الرئيس الامريكي ريتشرد نيكسون بهدف بحث الاوضاع الميدانية معه ووضعة في صورة الوضع الخطير الذي تعيشه اسرائيل الان، وكذلك اقناعه بالموافقه ودعم الموقف الاسرائيلي خاصة فيما يتعلق بزويد اسرائيل بالسلاح ، واكدت في هذا الاجتماع المصغر انه يجب ان يبقى هذا الموضوع سريا حتى عن الحكومة الاسرائيلية ، وطلبت من الحضور عدم تسريب هذا الامر نهائيا .