الأحد: 29/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

القسام وفصائل مسلحة تهدد بملاحقة السلطة والاقصى تعتبرها دعوة للانقلاب

نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 17:04 )
غزة- معا- هددت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة حماس- اليوم الاربعاء، بملاحقة قادة السلطة الفلسطينية، "في حال استمرت ملاحقة عناصر المقاومة ومحاكمتهم في سجون الأجهزة الأمنية بالضفة الغربية"، فيما اعتبرت كتائب الاقصى الفتحاوية تهديدات القسام بالدعوة الجديدة للانقلاب مؤكدة أنها لن تقف مكتوفة الايدي أمام أي اعتداء على قادتها وعناصرها.

جاء التهديد على لسان "أبو عبيدة" الناطق باسم كتائب القسام في بيان تلاه خلال مؤتمر صحافي نيابة عن 12 فصيلا عسكريا في غزة.

وقال "لقد طفح الكيل من ممارسات الأجهزة الأمنية بالضفة، وقد آثرنا طوال الفترة الماضية أن نعطي جهود المصالحة كل الوقت اللازم لها، وأن نكظم الغيظ ونعض على الجراح، ولكننا نقول اليوم إن صمتنا لن يطول، و إنّ تمادي هذه الأجهزة في عدوانها سيضطرنا لنضع حداً لهذا الصمت، وإذا لم تكن جهود المصالحة كفيلة بإنهاء قضية ملاحقة المجاهدين ومحاكمتهم واعتقالهم، فلا ينبغي لأحد أن يلومنا إذا ما لاحقنا رموز سلطة فتح في كل أماكن تواجدها معاملةً بالمثل".

وأتهم "أبو عبيدة" الأجهزة الأمنية بمواصلة اعتقال المئات في سجونها على خلفية سياسية ومن المقاومين من كافة فصائل المقاومة، قائلا: "بالأمس القريب دخل الشيخ خضر عدنان القيادي في حركة الجهاد الإسلامي إضراباً عن الطعام، ولا يزال المعتقلون يسامون أسوأ صنوف التعذيب في تلك السجون"، على حد قوله.

وأضاف أن "آخر هذه الممارسات ما أقدمت عليه السلطة من محاكمة المجاهدين والمقاومين أمام محاكم عسكرية، حيث طالت هذه المحاكمات الباطلة العشرات من أبناء الشعب الفلسطيني والتي كان آخرها محاكمة القسامي علاء ذياب بالسجن 20 عاماً، وعبد الفتاح شريم 12 عاماً، وزوجته حُكمت بالسجن عاماً كاملاً بتهمة إيواء المقاومين".

وقال "إن ما يجري في الضفة المحتلة من هجمة شرسة متواصلة ضد المقاومة وأنصارها وكل ما يتعلق بها قد دخل منحنىً خطيراً"، مضيفا ان "السلطة خانت قضية الأسرى، مما جرّأ الاحتلال على انتهاك كرامة أسرانا وأسيراتنا، والتي كان آخرها الشريط الذي ظهر فيه جندي إسرائيلي مجرم ينتهك كرامة إحدى الأسيرات".

وتجدر الإشارة إلى الاجنحة العسكرية الموقعة على البيان هي: كتائب الشهيد عز الدين القسام، وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب الناصر صلاح الدين، وكتائب المجاهدين، وكتائب الأنصار، وكتائب شهداء الأقصى (وحدات نبيل مسعود)، وكتائب سيف الإسلام، وكتائب حماة الأقصى، وكتائب جهاد جبريل، وكتائب قوات الصاعقة، وكتائب نسور فلسطين، وكتائب وحدة الصاعقة الوطنية.

كتائب الاقصى: تهديدات القسام دعوة جديدة للانقلاب

ورداً على تهديدات القسام والفصائل المسلحة بغزة، قالت كتائب شهداء الأقصى في فلسطين، الجناح العسكري لحركة فتح، إن "مؤتمر كتائب القسام والفصائل الصغيرة الموالية لها ما هو إلا دعوة جديدة للانقلاب والفتنة"، داعيةً السلطة الفلسطينية إلى التعامل بحكمة مع مجريات الأمور وعدم الانسياق إلى مساعي بعض "المنتفعين" من الانقسام.

وأضافت كتائب الأقصى في بيان تلقت "معا" نسخة عنه "أن سجون حكومة حماس ممتلئة بالمجاهدين والمقاتلين من كتائب الأقصى ومن بينهم القادة زكي السكني وشادي أحمد المطلوبان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، ورغم ذلك لم يتحرك أحد بما فيها القسام من أجل الحفاظ على كرامة المقاومين وصون نضالاتهم، خلال الدفاع عن ثرى قطاع غزة وصدّ الاجتياحات وتنفيذ العمليات المسلحة ضد الكيان الغاصب".

وتابع البيان "هل تجرؤ كتائب القسام أن تعترف أمام الإعلاميين أن القائد زكي السكني كان أبرز من زودها بالعبوات الموجهة خلال الاجتياحات المستمرة للأراضي الفلسطينية، وكان له دور ريادي في قيادة المقاومة المسلحة ضد جيش الاحتلال"، وتساءلت الكتائب "لماذا اعتقاله من قبل حكومة حماس حتى الآن منذ ثلاث سنوات وبرفقته قيادات كبيرة من كتائب الأقصى دون أن يحرك أحد ساكناً، رغم مطالبات الكتائب بضرورة التدخل من أجلهم، وهل اعتقالهم شرف وطني واعتقال عناصر حماس بالضفة جريمة؟".

ورأت كتائب الأقصى أن ما يجري في قطاع غزة أخطر بكثير مما يدور في الضفة، مشيرةً إلى أن "تخاذل فصائل صغيرة موالية لحماس عن طرح الحقيقية أمام الجمهور يأتي في سياق تلقي الأوامر من جهات إقليمية هدفها زعزعة الشأن الداخلي الفلسطيني والبقاء على حالة الانقسام"، وقالت الكتائب "ماذا عن اختطاف قيادات حركة فتح والكتائب منذ الانقلاب الأسود والانقسام، أين أصوات المقاومة والممانعة المزعومة؟".

وأوضحت كتائب الأقصى أن تهديدات القسام باستهداف رموز وقيادات حركة فتح، "يأتي تناغماً مع استهداف جيش الاحتلال لقادة فتح في القدس واعتقالهم والملاحقة المستمرة لقيادات بكتائب الأقصى"، معتبرةً هذا التهديد "بالضعف والهروب من المسؤولية الوطنية وتحريف مسار البندقية لتعزيز الانقلاب ودعم الفتنة الإقليمية بالأراضي الفلسطينية".

واستغربت الكتائب من أن فصائل المقاومة أصبحت تتفاخر باستهداف قيادات وطنية لها تاريخ عريق، وقالت "كان الأجدر بالقسام وحاشيتها أن توجه تهديداتها لقادة العدو وأن تدرس خيارات المقاومة المشروعة، بعيداً عن المقاومة المسيسة المؤتمرة بأموال الدعم الإقليمي".

وردت الكتائب على تهديدات القسام باستهداف رموز حركة فتح بالقول "إن أي استهداف لأي قائد فتحاوي لن يجعل الكتائب تصمت على الرد بالمثل وبحجم الحضور التاريخي التي يتمتع بها قيادات حركة فتح"، داعيةً في الوقت نفسه جميع مقاتليها بالضفة إلى ضبط النفس وعدم الانجرار إلى "جعجعة" القسام التي تخلت عن المقاومة وحولتها لمشروع استثماري من خلال تنفيذ عمليات "مشكوك بأمرها" مقابل مليون دولار على كل عملية، حسب البيان.

ونفت كتائب الأقصى نفياً قاطعاً أن يكون أحداً قد مثلها ومثّل موقفها خلال المؤتمر، وقالت إن "هؤلاء عناصر من القسام يضعون عصبة الكتائب على رؤوسهم لمعرفتهم المسبقة أن موقفهم ضعيف وهزيل".

وطالبت الكتائب جميع العقلاء ورجال الإصلاح والشخصيات الفلسطينية وقادة الفصائل الفلسطينية إلى استيعاب خطورة المرحلة، وطرحها على مائدة المصالحة الفلسطينية لتجنب الفتنة التي سوف تأخذ الكلّ الفلسطيني إلى الهاوية، مؤكدة أنها مع قرار الإجماع الوطني برفض الاعتقالات السياسية مهما كانت دوافعها وأسبابها ومعاملة المقاومين والمجاهدين بحجم تضحياتهم الجسام.