الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

العلمي تدعو لـ"مهننة" التعليم والمعلم في العملية التربوية

نشر بتاريخ: 06/10/2010 ( آخر تحديث: 06/10/2010 الساعة: 23:04 )
رام الله- معا- اعتبرت وزيرة التربية والتعليم العالي لميس العلمي أن المعلم الفلسطيني هو الحلقة الأقوى في العملية التربوية، مشيدة بدوره في التنمية الاجتماعية والاقتصادية، ومؤكدة أن وزارة التربية والتعليم العالي تسعى للنهوض بمهنة التعليم، وتحسين أوضاع المعلم، وتلبية احتياجاته وتطلعاته.

جاءت تصريحات الوزيرة العلمي خلال احتفالية يوم أمس الثلاثاء، بمناسبة يوم المعلم العالمي نظمتها هيئة تطوير مهنة التعليم بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، في إطار تنفيذ مشروع "انظمة متميزة للمعلمين المتميزين" الذي يموله الاتحاد الأوروبي.

يشار إلى أن العالم يحتفل بيوم المعلم العالمي في الخامس من تشرين الأول من كل عام، وبالتزامن مع الاحتفالية الدولية المركزية التي عقدت في مقر اليونسكو في باريس، عقدت الاحتفالية الوطنية في مقر المعهد الوطني للتدريب التربوي في البيرة، وفي فندق (الجراند بالاس) في غزة، بالاستعانة بتقنية الربط الهاتفي التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).

وجاء احتفال فلسطين بيوم المعلم العالمي لهذا العام بالتركيز على مهننة التعليم تحت شعار "المعلم صاحب مهنة: نحو معايير مهنية وقواعد السلوك للمعلمين"، حيث قدمت هيئة تطوير مهنة التعليم في الاحتفال عدة وثائق لسياسات تربوية في مجال مهننة التعليم، وتحديداً المعايير المهنية للمعلمين والمعلمين الجدد ووثيقة لقواعد السلوك وأخلاق المهنة للمعلمين.

وتحدث في الاحتفالية بالإضافة إلى الوزيرة العلمي وكيل الوزارة المساعد لشؤون التخطيط والتطوير بصري صالح، ومديرة مكتب اليونسكو في رام الله لويز هاكسهوازن، ورئيسة قسم الشؤون الاجتماعية في ممثلية الاتحاد الأوروبي فابيين بيسون، والأمين العام للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين محمد صوان، وضرغام عبد العزيز من دائرة التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وعضو المجلس الاستشاري لهيئة تطوير مهنة التعليم أ.د هاني نجم، كما قدم زاهر عطوة من هيئة تطوير مهنة التعليم عرضاً عن الهيئة وأهدافها وعملها، فيما قدم وهبة ثابت ود. عبد الجابر الهودلي عروضاً لوثائق انتجتها الهيئة حول المعايير المهنية للمعلمين والمعلمين الجدد ووثيقة السلوك وقواعد المهنة للمعلمين.

وافتتح الاحتفال، الذي حضره أكثر من مئة وعشرين من التربويين والمعلمين والمسؤولين الذين تقدمهم عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صالح رأفت، بالسلام الوطني الفلسطيني، ثم عرض فيلم انتجته اليونسكو للمناسبة تحت عنوان "قصة وسيم: معلم من فلسطين". ويروي الفيلم قصة مبادرة مجتمعية قام بها المعلم وسيم العطعوط من طولكرم وتلاميذه في مدرسة كفر صور الثانوية لنقل مكب النفايات الصلبة من جوار المناطق السكنية في المدينة، ما يدلل على الدور التنموي والتغييري الذي يلعبه المعلمون في مجتمعاتهم المحلية.

وألقى الوكيل المساعد لشؤون التخطيط والتطوير أ.بصري صالح كلمة رحب فيها بالحضور وحيا معلمي العالم في يومهم، وخص المعلمين الفلسطينيين بالتحية، قائلا إن الاحتفال بيوم المعلم العالمي في فلسطين بالتركيز على مهننة التعليم يشكل تعبيراً حقيقياً عن موقف الشعب والمعلم الفلسطيني في تنفيذ استراتيجية تأهيل وإعداد المعلمين، وإن الوثائق التي أعدتها هيئة تطوير مهنة التعليم تقربنا من تنفيذ تلك الاستراتيجية.

بدورها شددت الوزيرة العلمي على أن "للمعلمين حقوقا وظيفية يجب أداؤها دون نقصان"، مشيرة إلى أن الوزارة تسعى إلى توفير البيئة التعليمية المناسبة واللوائح والنظم التي تساعد المعلم على أداء عمله على الوجه المطلوب، مشيرة إن وزارة التربية والتعليم العالي تعمل على تطوير قدرات المعلمين المهنية وكفاءاتهم عبر تدريبهم وفق افضل الأسس والمعايير، مشيرة إلى "تبني استراتيجية كبيرة تعنى بتأهيلهم وتدريبهم، وبالتعاون مع الجامعات الفلسطينية، وتصنيف مهامهم داخل المدارس، وكل ذلك من شأنه أن يخلق ثورة تعليمية، وحراكا تربويا فكريا، رائده المعلمون وجمهور التربويين، الذين يستحقون الأفضل دائما".

واستعرضت العلمي الظروف الصعبة التي مر بها المعلم الفلسطيني بفعل الاحتلال وسياساته، وأكدت أن المعلمين "لم يهنوا ولم يضعفوا ولم يستسلموا، رغم ضيق ذات اليد، ورغم عنصرية الاحتلال الذي استهدفهم باعتبارهم طليعة الشعب وقادته التنويرين".

من جانبها، حيت مديرة مكتب اليونسكو في رام الله لويز هاكسهوازن المعلمين الفلسطينيين لدورهم في بناء شخصيات الأطفال والناشئة ليكونوا مواطنين صالحين قادرين على المشاركة في بناء مشروع الدولة الفلسطينية. وقالت إن دعم المعلمين هو استثمار واجب لتحقيق السلام والتنمية.

وأشارت هاكسهوازن إلى مشاركة المعلمين لمياء نصار من مدرسة خليل الرحمن الأساسية في البيرة وسعيد أبو خضر من مدرسة ذكور قلقيلة الأساسية في الاحتفالية الدولية بيوم المعلم العالمي في مقر اليونسكو في باريس، حيث سيعرضان تجربتهما المميزة التي قالت انها تدلل على قدرة المعلمين على المشاركة في تغيير واقع ومستقبل الأجيال الصاعدة رغم المعيقات والظروف الصعبة.

وشددت على ضرورة التركيز على تأهيل المعلمين للوصول إلى قوة عمل مدربة ومبادرة في حقل التعليم، موضحة ان اليونسكو تشارك بشكل كامل في عملية إصلاح التعليم في فلسطين بشراكة وثيقة مع وزارة التربية والتعليم العالي وبدعم من الاتحاد الأوروبي من خلال مشروع "أنظمة متميزة لمعلمين مميزين".

وقالت هاكسهوازن إن المشروع يهدف "لتطوير أنظمة وأطر تنفيذية ضرورية لإصلاح نظام تأهيل المعلمين ولمهننة التعليم، وتحديدا من خلال دعم تأسيس هيئة تطوير مهنة التعليم، ومعايير وطنية مهنية للمعلمين، ونظام ترخيص، وقواعد للسلوك وأخلاق المهنة وجميع العناصر الأخرى الضرورية لمهننة التعليم".

بدورها، عبرت رئيسة قسم الشؤون الاجتماعية في ممثلية الاتحاد الأوروبي "فابيين بوسون" عن ثقتها بأن فلسطين على طريق تأسيس نظام تعليمي مميز يتجاوب مع حاجات وتطلعات الجيل الصاعد . وقالت إن وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية تنفذ خططا مختارة بعناية لتطوير مكانة المعلمين وتوفير التحفيز اللازم لهم، مشيرة في هذا السياق إلى النجاحات التي حققها مشروع "أنظمة متميزة لمعلمين مميزين" في تطوير معايير مهنية، ونظام رخص للمعلمين، التي قالت إنه يجب أن يكون نظاما واضحا وشفافا.

أكدت أن دعم التعليم أولوية عالمية بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مشيرة إلى أن الاتحاد يدعم التعليم في فلسطين بجميع مراحله في الضفة وقطاع غزة والقدس في توفير البنى التحتية والمساعدة التقنية وبرامج تبادل الزيارات التربوية.

وخلصت بيسون إلى القول إن تشجيع ودعم المعلمين وتوفير التدريب اللازم لهم ضرورة لتأسيس الدولة الفلسطينية ومواصلة جهود التنمية في الأراضي الفلسطينية.

وفي كلمته، أشار الأمين العام للاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين محمد صوان إلى الاتفاق الذي توصل له الاتحاد مع الحكومة بتعديل قانون الخدمة المدنية واللوائح ذات الصلة والذي من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ مع بداية العام المقبل.

وقال "توصلنا، وبالعمل مع الوزارة إلى سلم رواتب جديد للمعلمين. وبناء على ذلك سلمنا ورقة لرئيس الوزراء د. سلام فياض، لكي نصل 1/1/2011 وتلتزم الحكومة بما اتفقنا عليه".

وكان صوان تقدم بالتهنئة لـ"جميع المعلمين في العالم" على مواقفهم المشرفة في دعم نضال المعلم الفلسطيني، ذاكراً اتحادات المعلمين في النرويج وبريطانيا وكندا ، مناشدة على جوب تكريم المعلم واحترامه والاعتراف بمهنته "فالمعلم الفلسطيني عبر مراحل نضاله استطاع وبكل قوة ان يحافظ على مسيرة التربية الفلسطينية رغم كل ما أحاط بها من معوقات".

من جانب دعا ضرغام عبد العزيز من دائرة التعليم في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) معلمي العالم للوقوف إلى جانب المعلم الفلسطيني لتحقيق تطلعاته وأمانيه في بناء الأجيال، وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة.

وأعرب عبدالعزيز عن اعتزاز الأونروا بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي في "إعداد المعايير المهنية للمعلمين، ومدونة السلوك، والخطة الطموحة التي وردت في الخطة الاستراتيجية للتطوير التربوي". وطالب بمهننة التعليم لتصبح مهنة التعليم منافسة للمهن الأخرى، مشيرا إلى أن الوكالة "أولت تأهيل المعلمين وتطوير قدراتهم المهنية وتحسين ظروفهم الحياتية اهتماما بالغا".

بدوره استعرض عضو المجلس الاستشاري لهيئة تطوير مهنة التعليم هاني نجم عمل الهيئة، وقال انها تعمل على تعزيز وتقديم صورة ايجابية للمعلم النوعي سواء من موقع الخدمة أو من خلال المجتمع. وأشار إلى أن هيئة تطوير مهنة التعليم أسست بناء على توصيات استراتيجية تأهيل وإعداد المعلمين كوحدة دائمة وشبه مستقلة في إطار وزارة التربية والتعليم العالي.

وقال نجم إن الدور الكبير يقع على عاتق الهيئة في تنفيذ تلك الاستراتيجية وخصوصاً في وضع المعايير المهنية للمعلمين الجدد والمعلمين ومديري المدارس والمشرفين التربويين، وكذلك وضع المعايير لبرامج تأهيل المعلمين بالتعاون مع الهيئة الوطنية للاعتماد والجودة وكذلك لبرامج التطوير المهني المستمر.

وأضاف أن استراتيجية تأهيل المعلمين أوصت بتبني "مراحل مهنية" للمعلمين على النحو التالي: معلم جديد، ومعلم، ومعلم أول، ومعلم خبير، وكذلك بتأسيس آليات لمنح رخص للتعليم. وسيكون وضع المعايير لكل من المراحل والرخص هو أيضاً من الأدوار الرئيسية لهيئة تطوير مهنة التعليم.

وقدم زاهر عطوة من هيئة تطوير مهنة التعليم عرضاً لأهداف الهيئة وآليات عملها، وقال إنها تهدف لتعزيز وتحسين مكانة مهنة التعليم، ونوعيته، ونوعية برامج المعلمين، وفي تعزيز المساءلة في نظام التعليم. واستعرض عطوة قيم الهيئة التي تتمثل في المهنية والتشاركية والابداعية والشفافية، وقال إنها تتكون من ثلاث وحدات للمعايير المهنية وللمؤهلات وللنشر والإعلام، وإن مجلساً استشارياً زاخراً بالكفاءات التربوية يوجه عملها.

وقدم عبد الجابر الهودلي استعراضاً لوثيقة مدونة السلوك وأخلاق المهنة، فأكد أنها وثيقة مفتوحة للنقاش، مشيراً إلى أهميتها في تعزيز الضبط المهني المبني على القناعات الذاتية، ما يؤدي في النهاية إلى تعزيز مكانة المعلم.

وفي الختام، فتح باب النقاش، حيث قدمت العديد من المداخلات من معلمين وخبراء تربويين لتطوير وثائق هيئة تطوير مهنة التعليم وآليات عملها، وسط إشادة الحضور بدورها في تعزيز مكانة المعلم الفلسطيني.