الثلاثاء: 01/10/2024 بتوقيت القدس الشريف
خبر عاجل
إيران تقصف إسرائيل
4 قتلى وعدد كبير من الجرحى بعملية إطلاق النار في "تل أبيب

زحيكة: استهداف الاطفال المقدسيين ظاهرة خطيرة ومقلقة

نشر بتاريخ: 08/10/2010 ( آخر تحديث: 08/10/2010 الساعة: 18:15 )
القدس-معا- اثار لقاء الاربعاء لنادي الصحافة المقدسي الذي عقد في الفندق الوطني بالقدس ظاهرة استهداف الاطفال الفلسطينيين والمقدسيين خاصة من حيث توقيفهم وترهيبهم وتخويفهم في محاولة يائسة لكسر معنوياتهم ومعنويات اهاليهم في الدفاع عن حقوقهم الانسانية والوطنية امام الهجمة التي يشنها المستوطنون في ظل حماية القوات الاسرائيلية على مختلف مسمياتها واذرعها .

واعتبر القيادي والاعلامي الفلسطيني صلاح زحيكة انه شارك في هذا اللقاء الحواري لتسليط الضوء على هذه الظاهرة الخطيرة التي يجب عدم السكوت عليها وقارن بصورة ذكية بين ما تعرض له سيدنا موسى الطفل عليه السلام من كيد ومؤامرات لقتله وهو في المهد ، ولكنه كان في حماية وتعهد رب العالمين في الوقت الذي يكون فيه اطفال فلسطين والقدس عرضة لاغتيال برائتهم دون ان تكون هناك جهات قادرة على حماية حق الطفولة في الحياة وممارسة حقوقها الطبيعية التي كفلتها مواثيق واعراف العالم .

وقال زحيكة :"ان فرعون مصر خشي من طفل واحد فقام بقتل الاطفال ..! وتساءل، اوليس ما تقوم به سلطات الاحتلال بحق الاطفال يشير الى خوفها منهم والدليل ان هناك احصائيات تشير الى سقوط قرابة الالفي طفل من ضمن قائمة شهداء الانتفاضات الفلسطينية في السنوات الاخيرة ؟!. ".

واوضح زحيكة ان ممارسات المستوطنين الذين يستولون بالقوة على المنازل العربية في احياء القدس المختلفة وعربدتهم المستمرة تحرم اطفالنا حتى من المتنفس الوحيد في اللعب في الاحياء وممارسة هواياتهم وطفولتهم بحرية نظرا لما يثيره المستوطنون من حالة عنف وارهاب ضدهم وضد المواطنين الفلسطينيين عموما وما تخلفه هذه الضغوط والتأثيرات النفسية في قلوبهم وعقولهم الصغيرة في حين ان الطفل اليهودي يعيش في عالم اخر من الرعاية وتوفير كل وسائل الراحة واللعب والترفيه له دون اية منغصات ..! فلماذا يعاني الطفل الفلسطيني من ضياع حقوقه الطبيعية التي يمارسها اطفال العالم..؟؟!
وقال " ان هذه الظاهرة تستدعي وقفة جادة تعنى بحقوق الطفل .. ابسط حقوق الطفولة، في ان يمارسوا حياتهم الطبيعية دون خوف.. وعلى المنظمات الدولية مثل اليونسيف وحماية الاطفال وغيرها من منظمات المجتمع المدني ان تولي هذه الظاهرة الاهتمام الكافي وتعطيها حجمها الحقيقي " .

ورأى زحيكة في قصة الطفل كريم دعنا الذي ابعد عن امه بعد اقتحام مدرسته ان هذا يؤكد غياب اية ضمانات ليعيش اطفالنا احرارا..! فأين المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان لوضع حد لمثل هذه الانتهاكات الخطيرة بحق الطفولة البريئة..؟ كما اشار الى استشهاد الطفل الرضيع في العيسوية. وتابع ان اطفالنا باتت تستهويهم لعبة الحجارة لانهم لم يجدوا غيرها في ظل اجواء العنف والارهاب التي يشيعها المستوطنون ومن يقف خلفهم..!

وكرر مطالبته لكل شرائح المحتمع الفلسطيني والمقدسي بشكل خاص بالتكاتف للدفاع عن اطفالنا وحمايتهم ووقف هذه السياسة الاسرائيلية المبرمجة بحقهم بهدف كسر شوكة المقاومة في كل بيت فلسطيني ومقدسي.. وذكّر بالجحيم الذي لا يطاق الذي نشره المستوطنون في سلوان وفرضهم انماط مختلفة من الحياة وما تولده هذه الممارسات العنجهية الموتورة من احقاد وغضب في نفوس الاطفال. وسخر من سؤال المحققين الاسرائيليين للاطفال الفلسطينيين الموقوفين.. لماذا تكرهوا المستوطنين..!

وسخر كذلك من الاتهام الاحمق للفلسطينيين بانهم يستخدمون اطفالهم كدروع بشرية ؟ واضاف انه في ظل النقص الحاد في الغرف الصفية في المدارس وحصار الاطفال الفلسطينيين بسبب ممارسات الاحتلال ومستوطنيه تصبح الحياة بالنسبة لهم شبه مستحيلة وهذا يترك اثارا مدمرة على النسيج الاجتماعي الداخلي الفلسطيني كما يخلق ردات فعل قوية تجاه الذين يبادرون بالاعتداء على الاطفال ويحرمونهم من مقومات الحياة الطبيعية .

وطالب الكاتب محمد موسى سويلم جهازنا التعليمي الفلسطيني بالمساهمة اكثر في احتضان الطفولة وابتداع اساليب جديدة من فتح الملاعب وساحات المدارس امامهم في غير اوقات الدراسة لممارسة طفوتهم لتجاوز الظروف الخطيرة التي يمرون فيها بسبب لعبهم في شوارع الاحياء والحارات مما يجعلهم عرضة بشكل اكبر لقمع المستوطنين والقوات الاسرائيلية.

ودعا الكاتب نبيل الجولاني الى صياغة ميثاق لحماية الطفولة ومنع الاعتداء عليها من جانب قوات الاحتلال التي ليس غريبا عليها ان تلجأ الى مثل هذه الممارسات بحقهم كما رأينا عبر محطات تاريخية عديدة. وكما ان البراعم من الشجرة هي المستهدفة ، فكذلك هم الاطفال في شجرة العائلة هم المستهدفون، لانهم مشاريع المستقبل والبناء والتحرر والتقدم.

وحث المؤسسات الرسمية الفلسطينية والمجتمعية على ايلاء شريحة الاطفال اهتماما خاصا لان الاطفال هم اساس المجتمع. ووصف الكاتب والاعلامي محمد صبيح الواقع الذي يسعى الاحتلال الى تكريسه في المجتمع الفلسطيني بأنه عبارة عن مستنقع يغرق في المشاكل الاجتماعية من مخدرات وتسرب من المدارس وتفكك اسري ، وعين الاحتلال على الاطفال لانه يريد خلق جيل مشوه تسهل السيطرة عليه وتطويعه لخدمة مآربه الخبيثة.

واقترج تشكيل هيئة او اطارا جامعا من اهل الاختصاص والخبراء للدفاع عن الطفولة الفلسطينية المعذبة حتى نتمكن من بناء جيل واعد قادر على مواجة التحديات .

فيما طالب الكاتب الروائي عيسى قواسمي بمؤسسة حقوقية تكرس جهدها للدفاع عن الاطفال وحقوقهم الشرعية والطبيعة. واكدت الاعلامية الناشئة يارا دويك ، عدم الركون على المؤسسات الاجنبية فقط وضرورة ايجاد حلول لعمالة الاطفال .

وفي ردوده على بعض المداخلات اكد زحيكة ان المعوقات الاحتلالية مسؤولة الى حد كبير عن ايجاد مناخ غير صحي للطفولة الفلسطينية المقدسية على مختلف المستويات التعليمية والصحية والاجتماعية لانها اساسا تهدف الى تطفيش المقدسيين من وطنهم. واعرب عن امله في ان يكون اللقاء الحواري نواة نحو انطلاقة اوسع للعمل في حقل الطفولة لاعادة الامور الى نصابها الطبيعي. وخلص الى القول ان لعبة عسكر وحرامية ، حولها اطفالنا اليوم الى لعبة لكشف الدور الخطير للمستوطنين وهو تلخيص مكثف لمعاناة هؤلاء الاطفال الابرياء. وادار الحوار الاعلامي محمد زحايكة الرئيس التنفيذي لنادي الصحافة في القدس.