الشيخ الأسطل للرئيس : إياك والاستقالة فقد تقلدت الأمانة من الأمة
نشر بتاريخ: 08/10/2010 ( آخر تحديث: 08/10/2010 الساعة: 17:20 )
غزة -معا- دعا الشيخ ياسين الأسطل السيد الرئيس محمود عباس أبو مازن إلى عدم الاستقالة والتحلي بالصبر والثبات على الموقف جاء ذلك في خطبة الجمعة اليوم بمسجد الحمد بخان يونس والتي بعنوان: ( يا عباد الله هذا السبيل فاثبتوا ) وأردف قائلاً : أنت يا ولي الأمر : اُثبت بالله فهو معك ، مادمت معه ، واصفح الصفح الجميل ، وإياك والاستقالة َلا يستفزنك القالُ ولا القيل ، لقد تقلدت الأمانة من الأمة فلا تخلعها ، واصبر إننا معك صابرون مصابرون ، ولن يفلح عدوٌ حقود ، ولا ماكرٍ حسود ، والعاقبة للمتقين" .
كما خاطب الفصائل الفلسطينية ممن تسمى الإسلامية والوطنية قائلاً: إن لكم في اتباعكم الإسلام صافياً كما نزل وبلا تعصب ولا تحزب - مع حبكم الوطن وأهله ورحمتكم المسلمين والناس والخلق شعوراً صادقاً بلا مخاتلةٍ ولا مخادعةٍ - هدايةً ونجاةً من وحل اختلافكم وتنازعكم ، فانهلوا من نبع هذا الدين الصافي تأتلفوا ، وتنسموا عبير فلسطين المباركة على أريجه الوافي لا تختلفوا"
وأضاف : دعونا من تعصباتكم الحزبية ، وعصبيتكم لشعاراتكم الخاصة الفصائلية ، فهي سبب التعاسة التي أصابت مسيرتنا لتحرير وتطهير الأقصى وبيت المقدس من الرجس والدنس ، واربعوا على أنفسكم ، وارحموا شعبكم من ويلاتٍ وعذاباتٍ أنتم سببتموها جراء اختلافكم وتفرقكم وتحزبكم لأهوائكم ، وليكن ما نزل بنا من الويلات دافعاً إلى لملمة صفنا المتمزق وتضميد الجراحات الفائرة بنزيف دمائنا أجمعين ، فبالله عليكم لتنصفونا من أنفسكم ولننصفكم من أنفسنا قبل أن ينتصف الله للمظلوم من الظالم" .
وقال إن العبادة في الإسلام ليست كهنوتاً ؛ ولا طقوساً موغلةً في الاستغراق والانفراد في التعبد والتنسك البعيد عن المشاعر والأحاسيس والحاجات الإنسانية سواءً للفرد وللمجتمع المسلم والمجتمعات البشرية من حول المسلمين بل والعالم كله ؛ إذ لا رهبانية في الإسلام ، ولكن العبادة هي الإسلامُ الدين الذي ارتضاه الله للناس جميعاً ، لقلوبهم وألسنتهم وجوارحهم ،وجميع أحوالهم وأعمالهم ، قال الله سبحانه : { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }المائدة3 ، وقال عزوجل : {إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ وَلَا يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ثُمَّ إِلَى رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ }الزمر7 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ( العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة . فالصلاة والزكاة والصيام والحج وصدق الحديث وأداء الأمانة وبرّ الوالدين وصلة الأرحام والوفاء بالعهود والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين والإحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل والمملوك من الآدميين والبهائم والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة ، وكذلك حب الله ورسوله وخشية الله والإنابة إليه وإخلاص الدين له والصبر لحكمه والشكر لنعمه والرضا بقضائه والتوكل عليه والرجاء لرحمته والخوف من عذابه وأمثال ذلك هي من العبادة لله ) اهـ .
وأضاف إن الأعمال الجبلية والعادية تصبح عبادة وطاعة أو هي وسيلة إلى العبادة والطاعة بالنية ، ومن ذلك معاشرة الأزواج زوجاتهم وإطعامهن بوضع اللقمة في فمها تصبح عبادة بالنية .