الإثنين: 25/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

اول مؤتمر صحي في فلسطين يناقش تحديات التغذية الصحية بين طلبة المدارس

نشر بتاريخ: 09/10/2010 ( آخر تحديث: 09/10/2010 الساعة: 20:13 )
رام الله -معا- اكد وزير الصحة الدكتور فتحي ابو مغلي ان الوزارة أولت موضوع التغذية وبخاصة تغذية الاطفال والمراهقين كل اهتمام، وعملت على تطبيق السياسات اللازمة للحد من أمراض سوء التغذية، حيث قامت دائرة التغذية في وزارة الصحة ببناء نظام تغذوي يهدف الى رصد الوضع التغذوي في الاراضي الفلسطينية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الذي نظمته مؤسسة "جذور" للانماء الصحي والاجتماعي تحت عنوان "تغذية الطلبة الفلسطينيين استثمار في الحاضر من اجل المستقبل" في مقر جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني في البيرة، وذلك بحضور الدكتور امية خماش مدير الصحة في وكالة الغوث ورئيس المؤتمر، والدكتورة سلوى النجاب مديرة مؤسسة جذور والدكتور اسماعيل حلاحلة رئيس الجمعية الفلسطينية للغذاء والتغذية، والدكتور ريتشارد ديكالبوم مسؤول معهد التغذية من جامعة كولومبيا، وعدد كبير من خبراء واخصائيي التغذية محليا واقليميا ودوليا.

واضاف ابو مغلي " لقد نجحنا خلال السنوات القليلة الماضية في تدعيم الطحين بعشر مغذيات دقيقة، وايدنة الملح، ورغم التحسن الواضح في المؤشرات التغذوية لكن هذا التحسن الملحوظ تراجع في العامين السابقين بسبب ممارسات الاحتلال واجراءاته التي كانت ولا تزال تعيق كل جهودنا، ولعل اكبر نموذج على تاثير اجراءات الاحتلال وارتفاع نسبة فقر الدم والهزال والتقزم بشكل كبير في قطاع غزة الذي يعاني من حصار لاإنساني ولا أخلاقي من الجيش الاسرائيلي"

واكد وزير الصحة التزام الوزارة بتبني الاستراتيجية الاقليمية للتغذية للاعوام 2010- 2019 والتي اقرت في اجتماع اللجنة الاقليمية لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط في دورته السابقة 57 والتي عقدت في القاهرة قبل ايام لانها تستهدف الاساليب الاستراتيجية لسوء التغذية، وعوز المغذيات الدقيقة والوقاية من السمنة والامراض غير السارية وتوكد على جهود التخلص من الفقر والاسباب الجذرية لسوء التغذية.

من جهتها اكدت الدكتورة لميس العلمي على ان استثمار الوزارة في الصحة المدرسية هو احد اهم المحاور التي تعمل عليها الوزارة لتحسين نوعية التعليم من خلال بلورة سياسية التغذية المدرسية، وضمن رؤية واضحة ورسالة منطقية اقرتها الوزارة في خطتها الخمسية الثانية وخطة التنمية والاصلاح الفلسطينية.

وبينت العلمي ان الصحة الجيدة للطلبة لها تاثير كبير في تحصيلهم الاكاديمي وقابليتهم للتعلم، وحضورهم المبكر وقدرتهم على التركيز والمشاركة الصفية.

وبناء عليه عملت الوزارة على توفير وجبات غذائية مدعمة مع كوب حليب لمئة وخمسين الف طالب في الضفة الغربية وقطاع غزة بنسبة تغطية تعادل 13%من عدد الطلبة الكلي.

واضافت الوزيرة "اننا نسعى وبالتعاون مع المؤسسات الشريكة الى احداث تغير في السلوك الصحي التغذوي لدى الطلبة من خلال تطبيق سياسة التغذية المدرسية، وايجاد البيئة الداعمة والميسرة، وتطوير مشروع المقاصف المدرسية، بالإضافة الى توزيع العديد من الادلة والنشرات والبوسترات، وانتاج اقراص محوسبة خاصة بالتغذية والعادات الصحية السليمة".

من جهتها اكدت مديرة عمليات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ان الوكالة فخورة بمواصلة دعمها للاجئين الفلسطينيين في سبيل تذليل العقبات التي تحول دون الاستثمار الامثل لمختلف الامكانيات لضمان بناء الدولة الفلسطينية .

واضافت " رغم ما تعانية الوكالة الا انها حريصة على توفير مختلف اشكال الدعم للاجئين الفلسطينيين للقضاء على الامراض الناجمة عن سوء التغذية التي تعانيها الامهات والاطفال".

من جانبها اكدت الدكتورة سلوى النجاب مديرة مؤسسة جذور ان هذا المؤتمر هو الرابع من نوعة في فلسطين، وهدفه تسليط الضوء على تغذية الطلبة والمراهقين في المدارس الفلسطينية، واعادة التفكير في النمط الغذائي الشائع بينهم بغية تصويبه لتجنب الامراض الكثيرة والمرتبطة بسوء التغذية والتي تتزايد بشكل مستمر.

وتوقعت النجاب ان يوفر المؤتمر الذي يستضيف 250 خبيرا وباحثا يعملون في مئة مؤسسة اكاديمية وصحية واكثر من 20 خبير عربي واجنبي، فرصة كبيرة لتبادل الافكار والخبرات والمعلومات الصحية لتبنيها من قبل واضعي السياسات الصحية الفلسطينية، وشكرت النجاب جميع الجهات الداعمة للمؤتمر.

واشارت الدكتورة طروب حرب مديرة مشروع تطوير القطاع الصحي في فلسطين الى اهمية هذا المؤتمر، فهو يناقش تغذية الطلبة المراهقين كاحد اهم التحديات التي تواجه الصحة والتغذية، ولا سيما انه يعتبر في ذات الوقت من اهم المحددات لواقع الصحة في المجتمع الفلسطيني.

واكدت حرب على دعم برنامج FLAG SHIP)) للقطاع الصحي الفلسطيني من خلال المساهمة في بناء مؤسساته وتطوير موارده البشرية وذلك بالتنسيق والتعاون مع وزارة الصحة.

بدوره اشاد مسؤول معهد التغذية في جامعة كولومبيا بالقائمين على المؤتمر الذي يعتير الاول من نوعه في فلسطين وبجهود وزارتي الصحة والتعليم العالي لانجاح هذا المؤتمر الذي يتناول تغذية الشباب الفلسطيني في الحاضر من اجل المستقبل.

ومن جانبه اكد رئيس الجمعية الفلسطينية للغذاء والتغذية على ان الجمعية ستعمل بالتنسيق والتعاون مع المؤسسات الاهلية والوزارات المعنية من اجل تنفيذ السياسات الوطنية في مجال الغذاء والتغذية كما تتطلع الى اقامة علاقات تعاون وشراكة مع الهيئات الاقليمية والدولية المختصة في هذا المجال .

واكد الدكتور امية خماش رئيس المؤتمر ان تعاظم المشكلات الصحية الناشئة عن الانماط الغذائية السلبية للاطفال وتحديدا خلال المراحل الدراسية الاولى ومرحلة المراهقة يثير القلق، ويدق ناقوس الخطر لبذل مزيد من الاهتمام والتدخل لوضع سياسات التغذية الصحية للشباب والمراهقين على مقاعد الدراسة.

ولفت خماش إلى حجم المشاركة المحلية والإقليمية والدولية الكبيرة، منوها الى ان رعاية وزارتي الصحة والتربية والتعليم العالي ووكالة الغوث لهذا المؤتمر يشير الى ايمانهم باهمية فكرة المؤتمر، وتوجههم للمشاركة في الحلول عبر تبني التوصيات التي ستخرج عن الخبراء والاخصائيين المشاركين في المؤتمر، وعبر عن شكره الجزيل للوزيرين أبو مغلي والعلمي لاهتمامهما الكبير ومتابعتهما الحثيثة لقضية الصحة المدرسية في فلسطين.