اهالي برطعة الشرقية.. ابتلع الجدار اراضيهم.. وباتوا يعيشون في سجن مغلق الجدران!
نشر بتاريخ: 15/07/2006 ( آخر تحديث: 15/07/2006 الساعة: 13:19 )
جنين- معا- تقرير اخباري- "برطعة الشرقية عبارة عن سجن اسرائيلي كبير.. ممنوع عمل اي شيء.. او ادخال اي شيء.. الا بتنسيق امني مع الارتباط العسكري.. عفوا مع ادارة سجن برطعة", هذا ما قاله انور قبها عضو المجلس القروي لبلدة برطعة الشرقية في حديث لمراسل وكالة "معا" في جنين.
سيطرة اسرائيلية على اراضي برطعة:
وذكر قبها ان الجدار الفاصل التهم ما يقارب 1000 دونم عندما تم بناؤه قبل سنتين تقريبا, كما تمنع قوات الاحتلال المواطنين من استخدام مساحات كبيرة من الدونمات حيث يستخدم اهل برطعة ما يقارب 1450 دونماً فقط من مساحة 14 الف دونم تابعة لبلدية برطعة الشرقية الواقعة جنوب غرب مدينة جنين.
ومن الجدير بالذكر ان بلدة برطعة الشرقية محاصرة من كافة جهاتها بجدار الفصل.
استفزازات اسرائيلية ضد المواطنين على بوابة برطعة:
ويوجد مدخل وحيد يصل بلدة برطعة بباقي البلدات والمدن في محافظة جنين وهي بوابة برطعة الاسرائيلية, حيث يحظر على اي مواطن ان يدخل او يخرج من البلدة الا بتصريح يقطعة من معسكر سالم الاسرائيلي.
وذكر قبها ان على بوابة برطعة الشرقية تكون الماسي والمعاناة وتبرز القصص الانسانية العديدة جراء ممارسات الاحتلال وانتهاكاهم لحقوق المواطنين.
وقال قبها:" ان جنود الاحتلال المتواجدين على بوابة برطعة الشرقية يتعاملون مع المواطنين بشكل استفزازي, ويخضع المواطن لمزاج الحندي, وكثيراً ما يحتجز المواطنون تحت اشعة الشمس الحارقة او في جو بارد جدا في فصل الشتاء بينما الجندي يكون في غرفة مجهزة بكافة الامور التي تريحه غير ابه او مهتم بالمواطن الذي ينتظر منه السماح بالعبور عن البوابة اللعينة".
ممنوع دخول المواد:
واضاف قبها ان قوات الاحتلال الاسرائيلي تمنع المواطنين القاطنين في بلدة برطعة من ادخال المواد الى البلدة مثل الاجهزة الكهربائية او المواد الزراعية او غير ذلك الا بتنسيق امني مع الارتباط العسكري وبحضور قائد البوابة الاسرائيلية واحيانا يمنع الاحتلال الاسرائيلي المواطنين من ادخال المواد التموينية والغذائية, هذا ان كان في مزاج سيء".
قصص انسانية حدثت على البوابة:
وذكر قبها قصة عروس كانت تريد الدخول الى بيت زوجها في بلدة برطعة, قائلاً: قبل شهرين خرجت مجموعة من سيارات المواطنين لاحضار عروس من خربة زبدة الواقعة غرب بلدة يعبد, واخبر المواطنون الجنود المتواجدين على البوابة بأنهم ذاهبون لاحضار عروس, وتم التنسيق مع جنود الاحتلال والارتباط العسكري من اجل السماح بادخال العروس الى بلدة برطعة, وعند حضور المجموعة "الفاردة" منع جنود الاحتلال العروس من الدخول الى البلدة وطلبوا من كافة المواطنين ابراز الهويات والتصاريح وبعد التدقيق فيها اجبر جنود الاحتلال المواطنين على النزول من مركباتهم لاخضاعهم للتفتيش الجسدي ومنهم العروس, ولكن المتواجدون رفضوا الانصياع لاوامر جنود الاحتلالبانزال العروس ووقعت مشادات الكلامية, قام بعدها الجنود باغلاق البوابة مهددين بعدم فتحها الا بعد انزال العروس من السيارة وتفتيشها جسديا".
واضاف قبها "بعد المشادات الكلامية الطويلة والمفاوضات بين المواطنين وجنود الاحتلال اتفقوا على احضار مجندات اسرائيليات لتفتيش العروس بشرط داخل غرفة محكمة الاغلاق حتى لا يتم كشف عورة العروس".
ممنوع الدخول الا بتصريح ساري المفعول:
ومن قصص معاناة المواطنين في برطعة الشرقية, قصة طالبة جامعية تدرس في جامعة النجاح الوطنية منعتها قوات الاحتلال من الدخول الى برطعة بسبب انتهاء صلاحية التصريح الذي تملكه, ولم يسمحوا لها بالدخول حتى قام اهلها بتقديم المعاملات من اجل اخراج تصريح جديد لها والسماح لها بالدخول الى البلدة حيث تقطن هناك".
المواطنات المتزوجات.. ممنوع الدخول:
كما افاد قبها ان هناك عدداً كبيراً من المواطنات واللواتي تزوجن خارج بلدة برطعة يمنع عليهن الدخول الى البلدة سواء ملكن تصريح العبور الى البلدة ام لا والسبب انهن يقطن خارج البلدة وقد حرمن هؤلاء المواطنات من زيارة اهاليهن في البلدة.
واضاف قبها "انه بعض الاحيان يسمح للمواطنات اللواتي تزوجن في محافظة جنين بالدخول الى بلدة برطعة بينما تمنع المواطنات اللواتي تزوجن في محافظات اخرى من الدخول".
معاناة عائلة حسين قبها بسبب الجدار الفاصل:
ذكر المواطن امجد محمد حسين عن معاناة عائلته بسبب الجدار الفاصل من الناحية الاقتصادية والنفسية والتعليمية حيث قال:" كانت الاراضي التي تملكها عائلتي قبل بناء الجدار الفاصل تتجاوز السبعين دونما قسمها الجدار الى قسمين حيث تقدر مساحة الاراض التي صودرت بسبب بناء الجداء بحوالي 56 دونما وبقي لنا 14 دونما فقط وقد كانت مزروعه بالزيتون".
واضاف "قام جيش الاحتلال بقطع الاشجار الموجودة في الاربعة عشرة دونماً المتبقية لنا وذلك تحت ذريعة حماية الامن الاسرائيلي والحفاظ على السور وبذلك لم يبق لدينا اي شيء من الارض".
قطع اوصال العائلة:
قال امجد "يدرس اخي الكبير العلاج الطبيعي في الجامعة العربية الامريكية في جنين وكان يذهب ويعود كل يوم الى المنزل دون متاعب, ولكن وبعد بناء الجدار اصبح لا يستطيع زيارة الاسرة الا مرة واحدة كل شهرين او ثلاثة اشهر".
واضاف" كما اننا لم نواجه متاعب مالية في الماضي كما لن نكن نعاني من مشاكل في توفير الاقساط الجامعية, وذلك بسبب وجود الاراضي التي تغمرنا بخيراتها, بالاضافة الى وجود محلات تجارية لعائلتي ولكن بعد بناء الجدار الفاصل صودرت اراضينا واقتلع جيش الاحتلال الاسرائيلي اشجارنا المثمرة".
بسبب الجدار اغلقنا المحلات التجارية:
وتابع امجد سرد معاناة عائلته بسبب الجدار حيث قال:" بالنسبة للمحلات التجارية لم نستطع شراء البضائع من المناطق التي تقع خلف الجدار ولا من المناطق التي تقع داخل الضفة الغربية لذلك قمنا باغلاق المحلات التجارية".
مستقبل مجهول:
وقال امجد:" لقد درست القانون كي اصبح محاميا وكان لاهلي القدرة المالية على القيام باستئجار مكتب لي في مدينة جنين كنت ارى المستقبل جميلا اما الان فلا ادري ماذا يخبيء لي هذا المستقبل؟ وذلك لاستحالتي الذهاب كل يوم الى جنين حيث تكلفني المواصلات ذهابا وايابا بين جنين وبرطعة ما يقارب 40 شيكلا يوميا وهذا صعب جدا على مدار شهر حيث ستكلفني المواصلات وحدها 1200 شيكل".
ووصف امجد وضع اهالي بلدته حيث قال:" ان وضع عائلتي مقارنة مع اهالي البلدة بخير, فانني ارى ان عائلتي لا تعاني مقارنة بما يعانيه اهل البلدة, فهناك الكثير من العائلات التي تعتاش فقط على الاراضي الزراعية التي فقدتها بسبب الجدار الفاصل ولم يبق لها اي معيل سوى الله, كما فقدت الكثير من العائلات اعمالها فقد اصبحنا معزولين عن العالم ولم يبق للناس معيل سوى الله".
حرمان من رؤية غروب الشمس:
وقال امجد "كنت أقف على سطح المنزل قبل بناء الجدار، وكنت أعشق رؤية الغروب من وراء تلال أراضينا، كنت أراها جميلة متألقةً، أما بعد بناء الجدار، فإنني أقف على سطح المنزل لاتذكر تلك الأيام، وأشاهد ما تفعله آليات الاحتلال من إعتداءات وقلع للاشجار، ولكن المصيبة اكتملت بعد استكمال بناء الجدار، اذ أصبح الجلوس على سطح المنزل ممنوعاً تحت ذريعة سلامة الجدار وما وراءه".