الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

احلامنا الرياضية ! *بقلم: فايز نصار

نشر بتاريخ: 09/10/2010 ( آخر تحديث: 09/10/2010 الساعة: 22:11 )
اختصر رئيس لجنتنا الاولمبية، اللواء جبريل الرجوب كثيرا من الاسئلة، التي كانت تجول في خاطر ضيف فلسطين الكبير، السيد جاك روغ، حول الظلال، التي تلقيها الحركة الرياضية، على النزاع – كما يقول الاعلام العبري – او الصراع – كما يقول التاريخ – بين الفلسطينيين والمحتلين.

اللواء الرجوب اجاب على كل الاسئلة المتوقعة، من الرياضي الاول على هذه البسيطة بالقول: إننا نتعهد بعدم توظيف الحركة الرياضية، في صراعاتنا الخاريجة، أو في نزاعاتنا الداخلية، لأن فلسفة الرياضة في العهد الرياضي الفلسطيني الجديد، لا تؤمن بالجعجعة والمواقف العاطفية المتسرعة، التي طالما كانت حجة في ايدي الآلة الاحتلالية، التي كان المتفيقهون يريحون بها المحتلين من محكات المؤسسات الرياضية الدولية.

هذا الكلام سمعته من اللواء الرجوب في حفل الاستقبال الخاص، الذي اقيم على شرف الضيف الكبير في بوابة القدس الجنوبية بيت لحم، ورد عليه الاولمبي الاول بالتصفيق، تاكيدا بان الرسالة الفلسطينية وصلت، بأقل الكلمات، التي تعبر عن بساطتنا الفلسطينية، ولكن بعمق ووعي فهمه الضيف الكبير، فهز رأسه، وكانه يتمنى ان يسمع على الارض تصرفات اسرائيلية تجنب الرياضيين الاعباء السياسية، حتى تتحول الرياضة الى حمامة السلام، التي تخترق أعقد العقبات في الملفات التفاوضية.

نعم .. لقد صفق السيد جاك روغ لكلام الرجوب، وابتسم وهو يستلم درعا خاصا من اطفال فلسطين، حمله البرعم علي شاهين، وكتب عليه بالانجليزية ما ترجمته " السيد جاك روغ .. من فضلك .. لا تدعهم يصادروا احلامنا الرياضية!"

فاحتضن الرجل البلجيكي الطفل الفلسطيني، وقبله وكأنه يقول له: أبشر يا فتى، ساحاول العمل جاهدا لاقناع الاسرائيليين بتسهيل مهمة الرياضيين الفلسطينيين.

هذا الكلام سمعه الفلسطينيون من السيد جاك روغ، لدى مداعبته اطفال مخيم العِزة " الامعري " ولدى وضعه حجر الاساس للزمن الفلسطينيّ الاولمبي الجديد، بانطلاق الاعمال لانشاء مقر اللجنة الأولمبية الفلسطينية في الضاحية الشمالية لقدسنا، ليصبح العالم امام مشهد كاريكاتوري، يقارن بين من يصنعون الحياة الرياضية، ببناء الملاعب والمؤسسات الاولمبية، ومن يفرضون لغة الطغيان، بالجدار الفاصل، والحواجز المقيتة.

الكلام نفسه قاله السيد روغ امام آلاف الاطفال في بيت لحم، قبل مغادرته البلاد الفلسطينية، محملا بملف غير مسبوق عن أوجاع الفلسطينيين الرياضية، التي نجح القائد ابو رامي في عرضها، كأمهر محام لأعدل قضية !

ولم تكن ردود السيد روغ على مطالبنا العادلة وعودا في السراب، لأن الرجل يعرف "البير وغطاه" ويعرف جيدا خارطة المصالح الدولية، وتاثير المال والاعلام، وانحيازهما غير المبرر .. لذلك كانت وعوده واقعية، اقتصرت على انه سيحاول اقناع الاسرائيليين بتغيير سياساتهم بحق الرياضة الفلسطينية، لأن الرجل، الذي يرأس المؤسسة الاولمبية، لا يملك القدرة على انهاء الصراعات، تماما كما انه لن يكون يوما المتسبب فيها، لذلك ننتظر ان ينضم صوت روغ الاولمبي الى صوت السيد بلاتر الكروي، ومعهما صوت بلاتيني الاوروبي، للتتوسع منابر الضغط على المحتلين، الذين اصبحوا في الزاوية، امام مطالب فقهاء الرياضة الدولية بتحقيق العدالة للرياضيين الفلسطينيين.

على طريقة الاولمبيين، الذي يتحدثون قليلا، ويتركون للميادين اعلان النتائج، اختصرت كلمات روغ خطته القادمة، لانصاف الفلسطينيين، ومحاولة مساعدتهم لابعاد المؤثرات الاحتلالية عن الملاعب الرياضية في عموم الوطن.

والآن .. وبعد ختام زيارة الوفد الاولمبي غير المسبوقة الى البلاد، يتوافق الخيرون على هذه الارض بان اللواء جبريل الرجوب سجل نقطة أخرى لصالح الرياضة الفلسطينية، وان الشعب الفلسطيني، الذي يلتف حول القائد الرياضي المدعوم من القيادة السياسية ، سجل نقاطا كثيرة ، أولها ان العالم الرياضي الحر، أصبح مقتنعا باننا اصحاب قضية عادلة، وكلهم سيحاولون دعمنا رياضيا ، ولن يدعوا المحتل يصادر احلامنا الرياضية !

والحديث ذو شجون