ثلاثية العشرة في التاريخ مرة كل الف عام- ما الأمنيات في هذا اليوم؟
نشر بتاريخ: 10/10/2010 ( آخر تحديث: 10/10/2010 الساعة: 11:51 )
بيت لحم- خاص معا- حلّ علينا يوم 10-10-2010، لربما هذا التاريخ جميل في توافقه المتناهي، والعكس ربما يدعو هذا التاريخ لوقفة تفكير مع الذات، الى اين وصلنا؟، ولربما تتحقق الكثير من الاماني لدى الشعوب بهذا اليوم، لكن الشعب الفلسطيني لا زال يبحث عن عدالة عالمية لحل القضية.
فها هو تاريخ 10/10/ 2010 يطل علينا، ولا زال الشعب الفلسطيني محتلا يبحث عن حرية، وعن دولة مستقلة، في ظل قوى عالمية لم تمنحه حتى الان أملا بالحرية.
قد يتساءل أحفادنا بعد 1000 عام من الآن، أي في 10-10-3010 تماماً، عما كنا عليه حين مر علينا أيضاً هذا اليوم المميز برقم 10 مكرراً 3 مرات فجر الأحد، بعد غياب طال 10 قرون، فهو لا يظهر ثلاثياً يشير الى اليوم والشهر والسنة، الا مرة واحدة كل 1000 عام، آخرها كان 10-10-2010 الذي لن يظهر بهذا الترتيب ثانية على الإطلاق فيجد احفادنا أن القضية هي القضية ولا زالت تراوح مكانها.
لكن الرقم 10 ليس مهماً لهذا السبب، ففي العام المقبل عندنا 11-11-2011 وبعده بعام يأتينا 12-12-2012 أيضاً، ثم لا نعود، لا نحن ولا غيرنا، نرى تكراراً مماثلاً لأي رقم من الأرقام إلا حين يستدير الزمان دورة ألفية ثالثة. لكن المهم في رقم 10 هو اختلافه عن سواه في كل شيء تقريباً. غير اننا في كل عام ومع تكرار كل تاريخ يطل علينا لا زالت قضيتنا تراوح مكانها.
يبدو أن الرقم10 لخبراء الأرقام يرمز للاكتمال والتمام، وعنده تقف العشر الأوائل بين الأعداد ثم تمضي من بعدها في رحلة تتوسع فيها وتتضخم الى أرقام عملاقة وفلكية يعجز اللسان عن لفظها وتؤكد الرياضيات أنه لا حدود لها ولا تنتهي الا بنهاية الوجود.
يقول بعض هواة تفسير الأرقام والتأمل بمعانيها ومناسبات حلولها الزمني إن يوم الأحد 10-10-2010 سيكون عادياً ويمر كسواه من الأيام. مع ذلك يصرون على أن يكون هذا اليوم بالذات خاصاً ومختلفاً عن أي تكرار رقمي آخر، ومنه 11-11-2011 العام المقبل مثلاً، فليس بين الأعداد رقم بأهمية 10 على الاطلاق، حتى ولا 7 الشهير، وفق ما يكررونه في "عشرات" المواقع لهم على الانترنت.
اما فلسطينيا ففي يوم 10/10/2010/ توحدت مطالب واماني الشعب الفلسطيني بدخول هذا اليوم، وتعددت الاماني وان اختلف في طريقة التعبير، لكنها في المعنى "واحدة" وهي ان ياتي هذا التاريخ، وقد نال الشعب حريته، وتخلص من الاحتلال، وعاش بكرامة تحت مظلة واحدة تجمع الكل الفلسطيني.
الروائي والكاتب الدكتور احمد رفيق عوض- استاذ الصحافة والاعلام بجامعة القدس ابو ديس- قال في هذا اليوم: "اعتقد ان هذا التاريخ لا يعني لي شيئا من حيث هندسته، والزمن هو بيد الله وحده، والتاريخ حدد من قبل الانسان، ولكنه معنويا يدفعني لاعبر عما يختلج في نفسي من امنيات، كمواطن فلسطيني من اهمها انني اتمنى ان نتخلص كشعب فلسطيني من ظلم الاحتلال، وهذا اخر ما نطلبه واول ما نتمناه، ان نعيش بلا احتلال، بحرية وبكرامة وبسيادة على ارض الاجداد والاباء، واقول للعالم اجمع: كنا نتوقع منكم في يوم 10/10/ 2010 ان تقولوا كفى ظلما واحتلالا للشعب الفلسطيني، كنا نتوقع منكم ان تتحرروا من ظلم انفسكم، لسكوتكم على ظلم الشعب الفلسطيني، كنا نتوقع منكم، ان تنتصروا ولو لمرة واحدة، لشعب طالما رزح تحت نير وسطوة المحتل الظالم".
اما الوحدة الوطنية فكانت حاضرة هي الاخرى وبقوة في نفوس ابناء الشعب الفلسطيني الذين تمنوا "ان تتحقق المساعي والجهود، وان تعود الوحدة والمصالحة بين شقي الوطن، وان تسود المحبة بين ارجاء الوطن الكليم، الذي يئن على اهات وعذابات الاخوة الذين فرقهم وشتتهم الانقسام الداخلي.
الصحفي باكير الوحيدي- من دائرة الاعلام التابعة لمحافظة رام الله قال: "أمنيتي الوحيدة في هذا التاريخ أن تتحقق المصالحة الوطنية، وتنطوي صفحة الانقسام، وتعود الوحدة بين شطري الوطن، وان يعم السلام على المجتمع الفلسطيني، وان تقام الدولة الفلسطينية المستقلة بعاصمتها القدس الشريف، متمنيا ان يتحقق كل ذلك، قبل أن يأتي العام القادم".
أما الصحفي حافظ عساكرة، من وكالة "معا" الاخبارية، فقال: "أمنياتي أن يتحقق العنوان الاساس والكبير الذي نفتقده في هذا اليوم وهو الوحدة الوطنية، وقبل أن نتمنى التحرر والاستقلال، فالمطلوب أن نحرر انفسنا من الغلائل والاحقاد والذاتية والحزبية الضيقة التي تسيء الى تاريخ وعراقة واصالة هذا الشعب الذي يحتاج الى الوحدة وانهاء حالة الانقسام، فالوطن للجميع، واتمنى ان يحل السلام وان يعيش ابناء الشعب في حرية كبقية شعوب المنطقة في ظل دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف".
ودعا عساكرة وسائل الاعلام الى تبني منهج جديد هدفة الاساس الوحدة الوطنية وتعزيز هذا المبدأ، والابتعاد عن اثارة النعرات والتسييس، فالوطن يحتاج الى الصدق مع الذات والمصالحة الوطنية، كما يحتاج الى المحبة والوحدة.
بدورها قالت الطالبة في جامعة الخليل مادلين خضور: إنها في هذا اليوم تتمنى أمنية واحدة وهي أن يتحقق حلم أبناء الوطن بالحرية والاستقلال وأن تتحرر فلسطين من المحتل، وأن تصبح الحياة بين الفلسطينيين تمتاز بالمحبة والاخوة وأن تتحقق المساعي والجهود الى ترجمة حقيقية على الارض بانهاء حالة التشرذم والانقسام بين جناحي الوطن.
أما على الصعيد الشخصي، فتمنت خضور أن تنهي دراستها بنجاح وأن تحقق كل ما حلمت به من أحلام بسيطة تخصها كأي فتاة في العالم العربي والغربي.
من جانبها قالت نداء يونس مديرة المكتب الصحفي بوزارة الإعلام الفلسطينية في هذا الاطار: "إن الاماني كثيرة، ولكن أهمها بالنسبة الى أن تكون هذه المناسبة صرخة للعالم أجمع بان هناك شعبا يعاني من ظلم الاحتلال، وهو موجود في الاصل على ارض الاجداد والآباء منذ القدم، قبل المشروع الاسرائيلي".
وتمنت أن يكون للاعلام مواثيق شرف تحكم العمل الاعلامي في الوطن. متوجهة للإعلام الفلسطيني بانه في هذه المناسبة فان الشعب احوج ما يكون الى الاعلام المتحرر الذي يرسخ مبادئ الثقافة الوطنية والوحدة الوطنية التي أصبح الوطن في أمس الحاجة اليها، هذا الاعلام القادر على تعزيز مبدأ الوحدة بعيدا عن الفصائلية والانقسام ويعمل دوما على ترسيخ ثقافة التسامح.
ودعت يونس كافة الاعلاميين الى التثقف بموضوعين أساسيين وهما: التحرير الاعلامي وقضايا الترجمة الاعلامية، مشيرة الى ان عدم الوعي بهما يؤدي الى انتكاسة حقيقية، فاللغة الاعلامية كلغة القانون، لكل حرف معنى، ولكل معنى كلمة ودلالة.