السبت: 16/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

"الموساد" انتحل شخصية جندي قتل عام 73 في عملية اغتيال المبحوح

نشر بتاريخ: 10/10/2010 ( آخر تحديث: 11/10/2010 الساعة: 11:31 )
بيت لحم- معا- ما زال التحقيق في قضية اغتيال القيادي في حركة حماس محمود المبحوح مستمرا، حيث تكشفت بعض الخيوط الجديدة في هذا التحقيق والتي زادت الامور تعقيدا خاصة في ظل انعدام التعاون من قبل أجهزة الامن الامريكية في هذا التحقيق، خاصة أن اثنين من المشاركين في عملية الاغتيال غادرا دبي بعد العملية الى الولايات المتحدة الامريكية، وبقي التعاون فقط مقتصرا بين أجهزة أمن عدد من الدول الاوروبية التي تم تزوير جوازات سفرها مع الأمن الاماراتي، والذي وقف عاجزا عن فك لغز أحد المشاركين الاساسيين والذي تبين أنه قتل في حرب أكتوبر عام 73.

وبحسب مانشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" البريطانية نهاية الاسبوع الماضي، فقد استطاع الامن الاماراتي التوصل الى شخصية احد المشاركين المركزيين في عملية الاغتيال من خلال الفحص المستمر للتسجيلات التي تم التقاطها عبر الكاميرات في الفندق الذي شهد تنفيذ عملية الاغتيال، ويدور الحديث عن المواطن البريطاني كريستوفر لوكود 62 عاما، حيث طلبت شرطة دبي مساعدة الامن البريطاني وكذلك الفرنسي في تتبع هذا الشخص، ولكن لم يستطع الامن البريطاني التوصل الى شئ حتى بعد دخول شقته الخاصة في لندن، حيث لم يعثر على أي معلومة قد تفيد التحقيق، كذلك الحال مع الشرطة الفرنسية التي وجدت أن جهاز الخليوي المسجل باسمه مغلق تماما.

وأضافت الصحيفة أن التحقيق تعقد أكثر عند الكشف أن هذا الاسم جرى تزويره عام 1994 حيث كان يحمل اسم يهودا لوستيج، وتم استبدال اسم يهودا بالاسم الجديد كريستوفر لوكود ويحمل جنسية بريطانية، وبعد التدقيق في الاسم الاول يهودا تبين انه ولد في اسكوتلندا وهاجر الى فلسطين مع عائلته اثناء الانتداب البريطاني، وعاش في مدينة بئر السبع وانتقل بعد ذلك الى الخضيرة، وفي عام 1966 انضم للجيش الاسرائيلي وتم استدعاؤه للحرب التي اندلعت عام 73، حيث قتل اثناء المعارك في سيناء في 10/10 / 73.

وبناء على هذه المعلومات التي نشرت في الصحيفة البريطانية حاولت صحيفة "هأرتس" العبرية التحقق من هذه الرواية خاصة أن الصحيفة حاولت الاشارة الى الشبه الكبير بين كريستوفر ويهودا، وتبين وجود الاسم الاول والمسجل ضمن سجلات الجيش الاسرائيلي والذي قتل في الحرب، ولكن تبين ايضا أن هذا الاسم بقي موجودا وتم تغيير الاسم عام 1994 بكريستوفر لكود، كما تبين انه كان يسكن مدينة تل ابيب حسب سجلات وزارة الداخلية الاسرائيلية خلال السنوات الماضية.

وحاولت الصحيفة الوصول الى العنوان المذكور في مدينة تل أبيب ولكنها اكتشفت أنه لا يوجد ساكن في هذه الشقة منذ سنوات، وكذلك حاولت الصحيفة التحقق من مصدر رسمي في الجيش الاسرائيلي عن صحة مقتل الجندي يهودا لوستيج، فرفض الناطق باسم الجيش الاسرائيلي التعقيب على هذا الموضوع، مؤكدا انه ليس من اختصاص الجيش.

وأشارت مصادر اسرائيلية نقلا عن بعض الخبراء الدوليين في التحقيق إلى أن هذا الموضوع يحتاج لوقت طويل من التحقيق، ولن يكون من السهل على الشرطة الاماراتية الوصول الى نتائج في هذه التحقيقات، خاصة أن المتهم الاول الذي تم اعتقاله في بولندا تم تسليمه الى السلطات الالمانية لمحاكمته ولكن جرى الافراج عنه وغادر الى اسرائيل، كذلك فانه من الصعوبة التحقق من شخصية كريستوفر، كذلك الحال مع الامن الامريكي الذي يرفض التعاون مطلقا في هذا الموضوع.