الجمعة: 10/01/2025 بتوقيت القدس الشريف

العربية الفلسطينية تبدأ الاحتفال بانطلاقتها بمهرجان جماهيري حاشد

نشر بتاريخ: 10/10/2010 ( آخر تحديث: 10/10/2010 الساعة: 14:44 )
جنين- معا- بدأت الجبهة العربية الفلسطينية مساء أمس، فعاليات إحياء ذكرى انطلاقتها الثانية والأربعين، والسابعة عشر على التجديد بمهرجان جماهيري حاشد في مدينة جنين، أبنت خلاله عضو لجنتها المركزية جمال الصانوري "أبو فتحي" في ذكرى اربعينه.

وقد شارك في المهرجان الأمين العام للجبهة جميل شحادة عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ود. واصل أبو يوسف عضو اللجنة التنفيذية والأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية، والنائب العربي السابق بالكنيست محمد كنعان رئيس الحزب القومي العربي، وممثلين عن الفصائل والقوى الوطنية، وعدد من الوجهاء والمخاتير ورؤساء البلديات وممثلي الاتحادات الشعبية ومؤسسات المجتمع المدني وحشد كبير من الجماهير.

وقد بدأ الحفل بتلاوة آيات من القرآن الكريم والسلام الوطني الفلسطيني والوقوف دقيقة صمت وحداد قرأت خلالها الفاتحة على أرواح الشهداء.

وقد ألقى جميل شحادة الأمين العام للجبهة العربية الفلسطينية كلمة هنأ خلالها الرفاق بذكرى الانطلاقة والتجديد قائلاً "إن هذه الذكرى النضالية تجسد المبدئية التامة والموقف الصلب العنيد والروح الوطنية العالية التي تعبر عن التمسك بمنظمة التحرير الفلسطينية خيار شعبنا في أن تكون ممثله الشرعي والوحيد وحماية قرارها المستقل".

وأضاف شحادة، بأن إعلان التجديد في الجبهة شكل إضافة نوعية للعمل الوطني الفلسطيني، خاصة وان الجبهة قدمت نموذجاً رائعا في التجديد الذي لم ترفعه شعاراً فحسب وإنما مارسته عملياً من خلال مؤتمراتها وحياتها التنظيمية ليبرز هذه الكوكبة من الرفاق الشباب القادرين على تولى مهام التنظيم وتحمل المسؤولية الوطنية، موضحاً أن الجبهة أكدت بموقفها الوطني عام 93 حرصها على القرار الوطني الفلسطيني المستقل، الذي نحن أحوج ما نكون إليه في هذه المرحلة.

وفي موضوع المفاوضات قال الأمين العام : "أن حكومة اليمين المتطرف في إسرائيل تضع بمواقفها المتعنتة نهاية أكيدة للمفاوضات قبل بدايتها، موضحاً أن وقف الاستيطان هو بمثابة احد العناوين الرئيسية لإثبات جدية إسرائيل واستعدادها لتنفيذ التزامات السلام، كما أنه يشكل عنواناً رئيسياً لقدرة المجتمع الدولي على إلزام إسرائيل بتنفيذ أي اتفاق، مما يضع الإدارة الأمريكية والمجتمع الدولي في اختبار حقيقي لإثبات قدرتها في مواجهة إسرائيل.

وأوضح الأمين العام أن حكومة نتنياهو- ليبرمان، تثبت في كل يوم أنها ليست شريكاً جاداً في تحقيق السلام، فهي تريد من المفاوضات الحفاظ على لقاءات شكلية وبروتوكولية توفر لها ورقة مهمة للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي ويوفر لها غطاءاً لتواصل سياساتها الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني وخصوصاً في مدينة القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية.

واضاف شحادة، اسرائيل تريد رفع الحرج الدولي عنها بعد أن تأكد للعالم أن شعبنا الفلسطيني مصمم على نيل حقوقه كاملة وان لا امن ولا استقرار في المنطقة ما لم ينعم بهما شعبنا أولا. مثمناً موقف القيادة الفلسطينية بعدم استئناف المفاوضات دون التزام إسرائيل بوقف الاستيطان، مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني بأكمله متمسك بثوابته الوطنية وهو خلف قيادته في مواجهة كل الضغوط التي تمارس عليه والتي ستتحطم على صخرة صمود الشعب الفلسطيني.

وفي نداء للشعب الفلسطيني وقواه وفصائله الوطنية قال شحادة: "من منطلق الإيمان باستعداد شعبنا للصمود والنهوض وقدرته على التجدد الأصيل المبدع ومن منطلق التقدير الواقعي لحجم الأخطار والمؤامرات التي تهدد مصيره ومستقبله، ومن منطلق الشعور بالمسؤولية الوطنية بان مصيره لا يجوز أن يترك في مهب الريح وتحت رحمة الصدف والأقدار، فإننا ندعو إلى عمل وطني شعبي جماعي تشارك فيه جماهير شعبنا في كل مكان وتتوفر فيه أعلى مستويات المسؤولية النضالية والاحتكام للمصلحة الوطنية العليا، داعين إلى الارتقاء بنضالنا من اجل تحقيق أهدافنا الوطنية إلى مستوى العمل التاريخي الموحد المبني على التخطيط والروح الشعبية الديمقراطية الخلاقة، انه نداء من اجل إنضاج إستراتيجية وطنية تعتمد على الشعب وتحتكم إليه في إنهاء الانقسام وحل الخلافات ومواجهة الحصار واستيعاب خصوصية كل طرف من الأطراف لكي نفتح أوسع مجال للارتقاء والتفاعل من اجل أن تصب كل الجهود لتوظيف التنوع في مصلحة الوحدة.

وقال شحادة، "ندائنا هذا هو نداء الخائفين على مصير الشعب والقضية دون أن يعطل خوفنا وضوح الرؤيا بان قضايا الشعوب لابد أن تنتصر، هكذا علمنا التاريخي وما علينا إلا توفير الزمن والتضحيات على شعبنا".

كما توجه الأمين العام إلى امتنا العربية جماهير وأنظمة أن تخرج من صفوف المتفرجين وان تدعم وتشارك في معركة الأمة التي يخوضها شعبنا في الخنادق المتقدمة دفاعاً عن حقوقه وكرامة أمته وان لم تفعل ذلك فان الخطر سوف يداهمها في عقر دارها.

وحول الفقيد جمال الصانوري قال الامين العام ان الفقيد وان رحل عنا بجسده فروحه باقية فينا وبيننا تشاركنا بهجة هذا اليوم.. كيف لا وهو من شارك في المرحلة الأولى للتجديد ودافع عن قراراها وحمى الجبهة أمام الكثير من التحديات التي تعرضت لها هنا وهناك بعد التجديد .مضيفاً إن رفيقنا جمال الصانوري كان احد ركائز الجبهة في محافظة جنين، وعلماً من أعلامها الذين نعتز بهم مقدرين له دوره الهام في مسيرة العمل الوطني وفي الدفاع عن قضايا شعبنا ، ووفاءً له فانه سيبقى حاضراً بيننا يشاركنا ذات المبادئ التي آمنا بها وذات الأهداف التي نسعى إلى تحقيقها .

من جانبه،تقدم واصل أبو يوسف الأمين العام لجبهة التحرير الفلسطينية وعضو اللجنة التنفيذية ل "م.ت.ف"، في كلمة القوى الوطنية والإسلامية بالتهنئة للجبهة العربية الفلسطينية معبراً عن اعتزازه بدورها في مسيرة العمل الوطني والحفاظ على منظمة التحرير الفلسطينية معتبراً أن الجبهة احد ركائز الحركة الوطنية الفلسطينية.

وحول المفاوضات أكد د.أبو يوسف أنه لا تراجع عن الموقف الفلسطيني الثابت، بأنه لا إمكانية للعودة للمفاوضات إلا بوقف الاستيطان، موضحاً ان جولات المفاوضات من واشنطن حتى شرم الشيخ والقدس أثبتت بأن كيان الاحتلال وحكومة نتنياهو "العنصرية المتطرفة" لا تريد السلام، وهي وضعت مجموعة اشتراطات أهمها، الاعتراف بيهودية الدولة ومحاولة الانتقاص من الدولة الفلسطينية وشطب حق العودة وإخراج القدس من المفاوضات.

واضاف ابو يوسف: "إن الإدارة الأمريكية تراجعت عن مواقفها وذلك عندما قدمت ضمانات لحكومة الاحتلال بشأن تجميد الاستيطان، وهذا يثبت الانحياز الأمريكي المطلق وتبنيه الدائم لمواقف حكومات الاحتلال، وهذا وفر الدعم اللازم لسياساتها العدوانية وما ترتكبه من جرائم بحق شعبنا، وتنكرها المتواصل لحقوقه الوطنية المشروعة، وتعاطيها مع المجتمع الدولي باعتبارها دولة فوق القانون".
.
ورأى ابو يوسف، ان المحاولات الأمريكية للعودة للمفاوضات المباشرة تتساوى مع مواقف رئيس حكومة الاحتلال، فهي لا تتضمن أي أساس أو أية مرجعية لهذه المفاوضات، أو ضمانات لنجاحها، ولم تأت على ذكر الشرعية الدولية، أو أي من قراراتها ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.

وحول إنهاء الانقسام أكد د. أبو يوسف على ضرورة تكثيف الجهود لطي هذه الصفحة من تاريخ الشعب الفلسطيني، موضحاً أن جماهير الشعب الفلسطيني تعلق آمالاً كبيرة على الحوار الجاري بين الإخوة في حركتي فتح وحماس، مؤكداً ان القضية الفلسطينية تمر بمنعطف تاريخي ودقيق تتطلب من الجميع تمتين الصف الوطني والوحدة الوطنية لمجابهة سياسة الاحتلال والاستيطان والتهويد والعدوان.

وفي نهاية كلمته توجه د.أبو يوسف بالتحية إلى جنين وسكانها الذين قدموا خلال كافة المعارك التي خاضوها وفي تصديهم للاحتلال وعدوانه نموذجاً فريداً للصمود والتحدي، موضحاً أن هذا الشعب الذي يؤكد في كل يوم اصرراه وتمسكه بحقوقه الوطنية لا يمكن أن تكسر إرادته وحتماً سينتصر.

كما توجه بالتحية إلى أرواح شهداء جنين وشهداء الجبهة العربية الفلسطينية مستذكراً للرفيق جمال الصانوري دوره في العمل الوطني وحرصه على تجسيد الوحدة الوطنية ، مترحماً على روحه الطاهرة .

العضو العربي بالكنيست محمد كنعان رئيس الحزب القومي العربي أشاد بعمق العلاقة بين حزبه والجبهة العربية الفلسطينية ودورها في التواصل مع أبناء الشعب الفلسطيني داخل الخط الأخضر، مستذكراً للفقيد الصانوري دوره الهام في إرساء هذه العلاقة، معتبراً أن فقدانها يمثل خسارة حقيقية للجبهة وللشعب الفلسطيني، معددا للراحل مناقبه مترحماً على روحه الطاهرة داعياً الله أن يسكنه فسيح جناته .

هذا وقد حمل كنعان حكومة نتنياهو – ليبرمان المتطرفة المسئولية الكاملة عن تعطيل المفاوضات بإصرارها على مواصلة الاستيطان وتنكرها لحقوق الشعب الفلسطيني ، موضحاً أن هذه الحكومة بمواقفها وممارساتها أنها حكومة لا ترغب بتحقيق السلام.

وحيا كنعان موقف القيادة الفلسطينية الرافض للعودة إلى المفاوضات في ظل الاستيطان، داعيا إلى مواجهة كافة الضغوط حتى تدرك إسرائيل أن الاستيطان والسلام لا يجتمعان وان اقصر الطرق لتحقيق الأمن والسلام لمواطنيها هو الإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني .

وأكد كنعان وقوف شعبنا في الداخل مع أبناء الشعب الفلسطيني معتبراً أنهم في خندق واحد لمواجهة العدوان الإسرائيلي، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني في الداخل المحتل سيبقى شوكة في حلق الاحتلال متمسكين بأرضهم وبحقوقهم وسيظلوا صامدين في مواجهة سياسة الترانسفير والعنصرية الصهيونية تجاههم.

وفي كلمة ذوي الفقيد الراحل قال فتحي جمال الصانوري ابن الفقيد :" لربما ليس من قبيل الصدفة أن يتصادف احتفالكم اليوم بذكرى انطلاقة الجبهة العربية الفلسطينية الثانية والأربعين ومرور سبعة عشر عاماً على التجديد مع مرور ذكرى الأربعين لوفاة فقيدنا المرحوم جمال الصانوري "أبو فتحي" وكأنه في مماته يريد أن يؤكد عشقه وحبه للجبهة التي وهبها سني حياته مناضلاً مؤمناً بأهدافها مدافعاً عن مواقفها، فكان من القيادات التي شهدت التجديد وعاشته وآمنت به، سبيلاً للارتقاء بالعمل التنظيمي، على طريق تحرير الأرض والإنسان، وفي سبيل تحقيق الأهداف الوطنية العليا للشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأضاف، لقد كان والدي رحمه الله وفياً للجبهة ولقد استحقت وبحق منه هذا الوفاء وصدق الانتماء، فاستحق منها أن تبادله بوفاء واحتضان في حياته وفي مماته نفخر به ونقدره ، فكل التحية منا للرفيق الأمين العام للجبهة جميل شحادة ومن خلاله إلى عموم الرفاق في الجبهة العربية الفلسطينية الذين جسدوا اصدق قيم الوفاء وأسمى معاني الرفاقية النضالية بوقوفهم إلى جانب رفيق دربهم، واثبتوا أنهم نعم العائلة والراعي والسند، فكل الشكر والتقدير لكم.

وفي نهاية الإحتفال قدمت فرقة شقائق النعمان مسرحية تظهر أساليب الإحتلال في تزوير الوثائق الرسمية من أجل الإستيلاء على منازل المواطنين وخاصةً في القدس.