الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

النائب البرغوثي يطرح بديلا للمفاوضات "العقيمة"

نشر بتاريخ: 11/10/2010 ( آخر تحديث: 11/10/2010 الساعة: 15:39 )
رام الله- معا- قال النائب الدكتور مصطفى البرغوثي ان "المفاوضات فشلت فشلا ذريعا وان ما حذرنا منه من خطورة الذهاب الى المفاوضات قبل وقف الاستيطان قد حدث".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي عقده في مركز وطن الاعلامي اليوم أن اعطاء اسرائيل مهلة شهر أو شهرين أو حتى سنة لن يغير الموقف الاسرائيلي وسيبقي الامر يراوح مكانه.

واكد البرغوثي ان قرار لجنة المتابعة العربية هو هروب من اتخاذ القرار المسؤول وتاجيل للقدر المحتوم وانه كان لا بد من موقف عربي اكثر وضوحا.

واشار الى "اننا نعيش اليوم هجمة منفلتة للمستوطنين والاحتلال وانه لا امن ولا امان في اي بقعة فلسطينية سواء في بورين او بيت فجار او طولكرم او الخليل التي جرى فيها اغتيال المناضلين مامون النتشة ونشات الكرمي او سلوان وقتل المواطنين ودهس الاطفال فيها او الهجمات على غزة واستمرار الحصار الظالم والقصف".

واكد النائب البرغوثي ان المستوطنات تشكل الخط الامامي لمنظومة متكاملة من الاضطهاد والفصل العنصري والابارتهايد من خلال سيطرتها على 60% من اراضي الضفة الغربية وتكامل تلك المنظومة عبر الحواجز العسكرية والجدار العنصري والمناطق الامنية المصنفة "ج" والمحميات الطبيعية والسيطرة على 80% من مصادر المياه الفلسطينية.

وأضاف أن "الضربة الاخيرة والحجر الاخير في بناء الفصل العنصري تتمثل في إقرار حكومة نتنياهو قانون المواطنة العنصري وتكريس يهودية الدولة والذي يعد اعلانا رسميا ونهائيا عن ان اسرائيل دولة ونظام ابارتهايد".

البديل للمفاوضات "العقيمة"

وقال البرغوثي "إن هناك بديلا للمفاوضات العقيمة لا بد من اللجوء اليه فورا ويتضمن، اولا: اعلان الدولة الفلسطينية المستقلة على جميع الاراضي المحتلة عام 67 وعاصمتها القدس حسب خط الرابع من حزيران، وثانيا: مطالبة الدول العربية والعالم ومؤسساته بالاعتراف بالدولة فورا على اساس تلك الحدود، وثالثا: التوجه الى الجمعية العامة في الامم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية ومطالبة اسرائيل بانهاء الاحتلال لارضها واجوائها وحدودها ومياهها وازالة المستوطنات غير الشرعية عنها،ورابعا:مطالبة العالم بفرض اجراءات عقابية على اسرائيل في حال استمرار احتلالها".

ودعا منظمة التحرير الى تبني هذا البديل فورا والى انهاء كل المراهنات على التفاوض مع حكومة نتنياهو، مشددا على ان هذه هي الفرصة الاخيرة لانقاذ فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة والحل على اساس دولتين.

وقال إن هذا البديل يجب ان يترافق مع رفض قطعي لفكرة تبادل الاراضي التي تستخدم الان من قبل اسرائيل كمبرر للاستيطان والنمو الاستيطاني وتستخدم من قبل ليبرمان كمبرر للتطهير العرقي والحديث عن تبادل سكاني وان يترافق ثانيا مع الغاء منظمة التحرير للتنسيق الامني بين السلطة واسرائيل ورفض مفهوم ان الشعب الذي تحت الاحتلال عليه ان يوفر الامن للذين يحتلونه وهو عاجز عن توفير الامن لنفسه من بطش الاحتلال.

ضرورة التوجه لاستعادة الوحدة الوطنية

ودعا الى ان يترافق هذا البديل مع التوجه الفوري لاستعادة الوحدة الوطنية وانشاء حكومة وحدة وطنية تنهي الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة وتوقيع اتفاق القاهرة والبدء فورا بتطبيق ما نص عليه من انشاء قيادة وطنية موحدة مؤقتة في اطار منظمة التحرير حتى تتاح الفرصة لاجراء انتخابات ديمقراطية لمؤسساتها.

وقال النائب البرغوثي ان هذه الخطوة يجب ان تترافق مع قيام الدول العربية بوقف كل اشكال التطبيع والعلاقات مع اسرائيل والانضواء في حملة لفرض عقوبات عليها.

دعوة العالم للاعتراف بالدولة الفلسطينية

واكد البرغوثي ان اعتراف العالم بالدولة الفلسطينية وحدودها سيخلق حالة من التكافؤ الجديد ويحرم اسرائيل من حق الفيتو الممنوح لها حاليا في المفاوضات الجارية.

واضاف ان دعوة العالم للاعتراف بالدولة هو اختبار له ولكل من يقول انه يدعم فكرة الدولة المستقلة خاصة اميركا ودول اوروبا اذ لايمكنهم مواصلة القول انهم يدعمون قيام الدولة ولكن على الفلسطينيين اخذ اذن وموافقة ممن محتلهم.

وقال البرغوثي انه مثلما جرى الاعتراف بكوسوفو دون موافقة صربيا على العالم الاعتراف بالدولة الفلسطينية دون انتظار موافقة اسرائيل.

المبادرة ستشرع بحملة دولية للاعتراف بالدولة

واعلن النائب البرغوثي "اننا سنبدأ في المبادرة الوطنية الفلسطينية من هذه اللحظة حملة دولية وجهود في كل العالم لاقناع الشعوب والحكومات والمؤسسات الدولية بالاعتراف بالدولة الفلسطينية كدولة كاملة السيادة وعاصمتها القدس على حدود 67 ولانهاء كل شرعية وقبول بالاستيطان والمستوطنين داعيا جميع القوى الى الانضواء والانخراط في ذلك".

وقال انه "اذا افشل العالم هذا الخيار فانه يكون قد حكم على خيار الدولتين بالموت ولن يترك لنا مجالا الا النضال من اجل دولة ديمقراطية واحدة ونضال عنيد ضد الابارتهايد".

الشعب الفلسطيني لن يكون عبدا للاحتلال

وفي رده على اسئلة الصحفيين قال النائب مصطفى البرغوثي ان "الحديث عن تطور اقتصادي في ظل الاحتلال هو وهم وكمن يبني قصورا في الهواء، مؤكدا ان اي تطور لايمكن ان يتم في ظل الاجتياحات والحصار والحواجز العسكرية ونهب الارض".

واضاف أن ما يجري هو وسيلة لتكييف الفلسطينيين مع الاضطهاد والاحتلال والتمييز العنصري على حساب الدول المانحة، داعيا غوثي الى توجيه سؤال للفقراء عن حجم تكاليف الكهرباء والماء وثمن البندورة وتكاليف المعيشة الباهظة؟.

كما اشار البرغوثي الى اهمية الاستفادة من قرار محكمة لاهاي حول جدار الفصل والاستيطان والذي مر عليه ست سنوات بالتوجه الى الجمعية العامة والمطالبة بفرض عقوبات على اسرائيل.