الإثنين: 23/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

فياض والمصري يدشنان مشروع إنتاج تمور فلسطينية تتحدى منتجات المستوطنات

نشر بتاريخ: 11/10/2010 ( آخر تحديث: 11/10/2010 الساعة: 20:42 )
اريحا -معا- دشّن د. سلام فياض رئيس الوزراء الفلسطيني والسيد منيب المصري رئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للتنمية والاستثمار (باديكو القابضة) اليوم مشروع مزارع نخيل المجهول التابع لشركة نخيل فلسطين للاستثمار الزراعي في أريحا، وذلك بحضور كل من د. إسماعيل دعيق وزير الزراعة، ود. خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار، وكامل حميد محافظ أريحا والأغوار، وسمير حليلة الرئيس التنفيذي لباديكو القابضة، والسيد بشار المصري رئيس مجلس إدارة مجموعة مسار العالمية إحدى مساهمي شركة نخيل، وعدد من الشخصيات الاعتبارية في المحافظة ولفيف من ممثلي وسائل الإعلام.

وبدأ حفل تدشين المشروع والذي يأتي في إطار احتفالات محافظة أريحا والأغوار بانطلاقة مشروع أريحا عشرة آلاف؛ برفع الستار عن حجر الأساس للمشروع، وقام كل من دولة د. سلام فياض والسيد منيب المصري بزراعة غرسة نخيل إيذاناً بانطلاق المشروع.

وأكد د. فياض خلال حفل التدشين على توافق رؤية المشروع مع الرؤية الاستراتيجية للسلطة الفلسطينية، مثنياً على دور القطاع الخاص في تنفيذ مشاريع حيوية تمس الحاجات الملحة للمجتمع الفلسطيني. وأضاف "إنّ ما تقومون به اليوم يُعتبر خطوة ومحاولة لمواكبة إنجازات الشعب الفلسطيني للوصول إلى إنهاء الاحتلال وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية المستقلة".

وشدد فياض على أهمية دور القطاع الخاص قائلاً "إنّ دور القطاع الخاص هو أساسي ورئيسي في تحريك الاقتصاد وبناء مقومات الدولة، وهذا المشروع يأتي كإضافة جديدة وحيوية تشغيلية واقتصادية في الاقتصاد الفلسطيني الذي نحاول تقوية ركائزه". وأكد أن المشروع يأتي كتحدٍ للاستيطان القابع على بعد مئات الأمتار من مكان الاحتفال، مشيراً إلى أن المشروع ينضوي ضمن خطط إحياء الأغوار وتوفير فرص عمل جديدة تغني العمال الفلسطينيين عن العمل في المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية.

وثمّن منيب المصري في كلمته؛ جهود رئيس الوزراء ومشاركته في افتتاح المشاريع، مؤكداً أن شركة باديكو ما هي إلا جزءاً من مشروع بناء الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن الشركة وأسرتها من الموظفين عازمون على أن يمثلوا رافعة اقتصادية في مختلف المشاريع التي تسهم فيها باديكو وفي كل موقع من فلسطين.

وأضاف المصري "اليوم نحن نركز جهودنا على هذه المنطقة بالذات في أريحا والأغوار لأن رؤيتنا تصبّ في تطويرها وتوفير فرص العمل لأبنائها والاستثمار في أرضنا وفي مواردنا متحدين السرطان الاستيطاني، فهذه هي رسالتنا للاستيطان"، وتابع المصري "رسالتنا هذه تنسجم واحتفال أريحا بمرور عشرة آلاف عام على تشييدها كأقدم مدينة على وجه الأرض، فالإنسان الفلسطيني اليوم هو ذاته الذي بنى أقدم مدينة متحضرة عرفتها البشرية، ونحن نواصل هذه الرسالة منذ عشرة آلاف عام، وعبر مشروع مزارع نخيل المجهول سنستثمر في أرض أريحا والأغوار لعشرة آلاف عام أخرى".

ويتكون مشروع مزارع نخيل المجهول من مزرعتي نخيل يبلغ إجمالي مساحتهما 4,000 دونم وتقع كلتا المزرعتين ضمن حدود مدينة أريحا. ويبلغ حجم الاستثمار المقدّر للمشاريع التي تم اعتمادها في شركة نخيل فلسطين إلى الآن 13.5$ مليون دولار. وسيتم تنفيذ المشروع على ثلاثة مراحل خلال السنوات الثلاث القادمة، وتم حتى الآن زراعة أكثر من 500,7 شجرة من نخيل المجهول.

وأوضح منيب المصري للحضور مدى المعيقات والتحديات التي تسببها المستوطنات المحيطة بالمشروع والتي تقوم على الأراضي المحتلة عام 1967 وتصنفها إسرائيل ضمن مناطق (ج) فارضة سيطرتها الكاملة على المنطقة، مؤكداً "إن أهداف المشروع في خلق منتج فلسطيني وتحدي منتجات المستوطنات هي أنبل من أن نقف عند حجم التحديات التي تواجه المشروع".

وعرض المصري أهداف المشروع الذي انكبت باديكو على تنفيذه عبر تأسيس شركة نخيل فلسطين للاستثمار الزراعي في بداية شهر آذار من هذا العام كشركة مساهمة خصوصية، تسعى إلى تحقيق تنمية قطاع الزراعة الفلسطيني من خلال الاستثمار في زراعة النخيل، وإتباع الطرق والوسائل الحديثة في هذا المجال.

وأكد المصري أن أهداف المشروع تتمثل في خلق فرص عمل مباشرة من خلال عملية الإنتاج وغير المباشرة من خلال الخطوات اللاحقة للإنتاج، والعمل على ولوج الأسواق الخارجية والاستحواذ على حصة من تلك الأسواق من خلال إنتاج تمور ذات قدرة تنافسية عالية، ورفد السوق المحلي بمنتج فلسطيني ذي جودة عالية كبديل عن منتج المستوطنات، وكذلك خلق علامة تجارية فلسطينية وبناء سمعة ممتازة للمنتج الزراعي الفلسطيني، إلى جانب أهداف أخرى من شأنها أن تعزز القطاع الزراعي وتشجع على الاستثمار فيه.

من جهته قال سمير حليلة أن قطاع النخيل يُعتبر قطاعاً واعداً في فلسطين، وأنه أصبح من الضروري التفكير في تغيير نمط ونوعية المنتجات الزراعية بحيث تصبح قادرة على المنافسة في الأسواق المجاورة. وقد تم التوجه حديثاً إلى الاستثمار في مشاريع زراعية تتمتع بقدرات تنافسية عالية تمكنها من دخول الأسواق العالمية والاستحواذ على حصص أكبر في السوق المحلي. ومن أهم هذه المشاريع هي مزارع النخيل، خاصة نخيل المجهول لإنتاج التمور والفسائل. منوهاً إلى أن حصة التمر الإسرائيلي بالنسبة لحجم الاستهلاك المحلي تصل إلى ما يقارب الـ %90.

وأكد حليلة أن تأسيس شركة نخيل فلسطين جاءت كخطوة استراتيجية لباديكو تهدف إلى الاستثمار في الفرص الواعدة والمتاحة في المناطق التي تُعدّ بأمسّ الحاجة للمشاريع الواعدة والتي ستسند مقومات الأهالي عبر توفير فرص العمل لهم واحتضانهم بعيداً عن العمل في المستوطنات المحيطة.

وأشار إلى أن أول عملية إنتاج للمشروع ستبدأ في سنة 2012، وأنه سيتم إعداد دراسة مفصّلة حول قنوات وآليات التسويق الخاصة بالأسواق الخارجية. كما سيتم القيام بدراسة إمكانية إنشاء مصنع تعبئة وتغليف وفق المواصفات والمعايير الدولية التي من شأنها تسهيل الدخول إلى الأسواق المستهدفة والمنافسة فيها.

واستعرض حليلة الميزات التنافسية لنخيل المجهول، مشيراً إلى أنه يتمتع بميزات تنافسية عالية مقارنة مع باقي أنواع التمر المنتجة في العالم، لاسيما وأنه يزرع في مناطق محدودة في العالم حيث تتم زراعته بشكل أساسي في منطقة الأغوار الفلسطينية وفي ولاية كاليفورنيا الأمريكية وفي مناطق محدودة في المملكة المغربية، وذلك نظراً لطبيعة المناخ في تلك المناطق، وأكد أن ذلك يشكل فرصة استثمارية واعدة دفعت باديكو وشركاتها إلى الاهتمام بشكل أكبر في هذا النوع من المزروعات لصالح تنمية القطاع الزراعي الفلسطيني.