السبت: 23/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

بعد 13 عام مواطن من بيت ساحور يكسب دعوة بقيمة 481 الف شيكل ضد مستوطنين حاولا قتله

نشر بتاريخ: 08/07/2005 ( آخر تحديث: 08/07/2005 الساعة: 20:53 )
معا- بيت لحم- ِِِِكان وائل بدرا 25 عام يقود سيارته في شارع اسطيح داخل مدينة بيت ساحور في ساعات مساء يوم 5/3/ 1992 متوجهاً الى بيت خطيبته القريب وقبيل وصوله الى حيث الحب والأمان والشريك القادم طلع عليه ما لم يكن بالحسبان فقد خرج له الموت عندما اعترضت سيارة من نوع سوبارو طريقه بعد أن دخلت معاكسة للسير ليخرج منها شخصان كان واضح لوائل أنهما من المستوطنين وشرعا بنادقهما في وجهه بعد أن فتحا باب المركبة عليه صارخين فيه أن يخرج معهما ولكنه حين رفض وقاوم تلقى لكمة على وجهه أفقدته توازنه ونجحا في جره خارج السيارة وهما يسحبانه من " جاكيته وكنزته " واللتان انتزعان من مكانهما في ايدي المستوطنين .
وهنا شعر وائل أن الفرصة حانت للهرب من الموت أو الخطف وقام عن الأرض عاريا تماماً من ملابسه العلوية ولم يستطع أن يبتعد أكثر من أمتار معدودة حتى عاجلته رصاصات غدر لم توقفه، ليستمر في الهرب باتجاه حقول الزيتون وكان يصرخ ويستنجد الناس مما هو فيه وهنا خارت قواه وأدرك أن الرصاصات نالت منه عندما شاهد الدماء تنزف من قدميه ليسقط على الأرض ويستمر في الابتعاد زحفاً على صدره ويفارق الوعي مغمى عليه.

وفي هذه اللحظات كان والداه يتبعانه للسهر في منزل خطيبته وكانت المفاجئة والهلع والخوف والارباك عندما شاهدا مركبة ولدهما والرصاص اخترقها من كل الجهات وأثار الدماء عليها ومن حولها ليبدأ الصراخ والبحث المجبول بالخوف والرعب الذي توقف بعد أن عثرا على وائل مدرجا بدمائه ومغمى عليه في حالة يرثى لها حيث قام الناس بنقله الى مستشفى الحسين بيت جالا ليتبين أن رصاصة دمدم إخترقت قدمه اليسرى ورصاصة ثانية اخترقت قدمه اليمنى ويكمل رحلة العلاج في مستشفى المقاصد ليتبع ذلك عدة عمليات جراحية نتاج الرصاص والضرب المبرح الذي تعرض له.

وقام وائل في حينه برفع دعوة ضد المستوطنين لدى المحاكم الاسرائيلية والتي حكمت في البداية عليهما بخدمة المجتمع لثلاثة شهور ولكنه لم يقتنع أن هذا هو العقاب المناسب للجريمة التي أوقعاها به لذلك عاد ليقيم دعوة من جديد ولينتظر 13 عام حين حكمت له المحكمة قبل ايام بمبلغ 481 ألف شيكل .
ويعلق وائل الذي التقاه مراسل وكالة معا في منزله (انني تابعت الموضوع على مدار 13 عام لأنني لم ارتكب أي نشاط ولم أمارس أي نشاط سياسي وكل ما حصل لي فقط لأنني انسان وانسان فلسطيني في طريقه لبيت خطيبته وتعرضت لإعتداء وحشي كدت أفقد فيه حياتي من الضرب والرصاص فما حدث معي يشكل قمة الأرهاب عدا عن الأضرار الجسمية التي لحقت بي وأقعدتني عن عملي كخياط واضطررت الى اغلاق محل النسيج الذي كنت أديره في حينه وأصبحت عاطلا عن العمل حتى اللحظة.

وأضاف حول قيمة المبلغ بعد 13 عام بأن المبلغ هو رقم تقديري بناء على رأي المحكمة في الضرر الذي لحق بي ورغم أنني لم استلم المبلغ ولا أعرف متى سيتم تسليمه لي وأنا متخوف جداً من تحايل المستوطنين ومحاميهم والذين سيعملون على عدم تنفيذ الحكم أو تأخيره وتأجيله لسنوات ومع ذلك فأنا مؤمن أن المستوطنين يجب أن يدفعوا ثمن فعلتهم واعتدائهم وبقرار من محاكمهم فلا يعقل أن يفلتا من العقاب بعد اعتداء شرس على مواطن بريء يسير في الطريق.

ووائل اليوم متزوج من خطيبته ولديه ولدان وبنت أكبرهم عمره 12 عام وما يزال يسكن في مدينة بيت ساحور.