من الذي يحصل على الوظيفة الشاغرة التي يعلن عنها في وسائل الاعلام؟

غزة- معا- "إعلان وظيفة.. تعلن شركة ...عن حاجتها لشغل وظيفة....للشركة يكون مسؤولا عن الفريق في قسم...وإدارة جميع المهام ..".

المؤهلات:" حاصل على شهادة البكالوريوس في....خبرة لا تقل عن خمس سنوات في...خبرة في التحليل....،يمتلك مهارات إدارية وشخصية قوية، يجيد اللغة الانجليزية كتابة وقراءة ومحادثة، يجيد استخدام برامج الحاسوب الـ...، القدرة على العمل في كل الظروف، القابلية للعمل بعد ساعات العمل الرسمية".

أما المهام فقد ورد ذكرها في ذات الإعلان بما لا يقل عن 12 بنداً سيكون هذا " المحظوظ" مسؤولاً عن تنفيذها بالكامل دون نقصان، وإلا...سيفقد وظيفته.
فهل سبق سيد/ سيدتي المتصفح/ ة أن نلت وظيفة أعلن عنها بأحد وسائل الإعلام في الضفة الغربية أو قطاع غزة؟.

"معا" استطلعت آراء بعض المواطنين والمؤسسات في القطاع حول إعلانات التوظيف وفيما إذا كان فيتامين "و" هو سيد الموقف، بالطبع بعيداً عن الوظائف الحكومية التي قد يتحكم بها عوامل مختلفة قد لا يكون أشهرها " الحزبية والسلامة الأمنية.

أحمد وميرفت خريجان من كليات الإعلام بقطاع غزة اتفقا على أن الشروط التي تحددها هذه الإعلانات هي شروط تعجيزية ومرهقة بل تذهب ميرفت للقول أنها شكلية وقد تم بالمسبق اختيار الشخص المناسب لها ولا تستثني من ذلك كافة المؤسسات التي تستوعب القوى العاملة في قطاع غزة والضفة الغربية حكومية أو خاصة أو حتى تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.

أما أحمد فقد ضحك بصوت مرتفع حين قرأ المؤهلات المطلوبة لأحد الوظائف وقال ضاحكاً:" هذه الوظيفة لا تصلح إلا لقائد أو شخص سياسي محنك".

"نورا" موظفة بمكتب خاص ولكنها لا تجد به ما يسد حاجة أسرتها بعد توقف والدها عن العمل داخل الخط الأخضر منذ عشر أعوام، مشيرة إلى أن متطلبات الحياة ازدادت وكذلك متطلبات المتقدمين للوظيفة الحكومية.

وفيما يختص بالوظائف المعلن عنها للكليات والمعاهد والجامعات وبعض المؤسسات التي تطلب أكثر من متقدم للوظيفة فيري وسام أنها من باب " حفظ ماء الوجه" تقوم باعتماد بعض المتقدمين للوظيفة عبر الطريقة الرسمية أما الآخرين فيكون قد تم اختيارهم مسبقاً من وراء الكواليس.

"ميسا" توفي والدها الذي كان يشغل وظيفة هامة بإحدى وزارات السلطة بعد سيطرة حماس على القطاع بأيام قليلة، وحين تقدمت بطلب اعتمادها بدلاً عن والدها كونها تحمل شهادة جامعية وعملاً بقوانين الخدمة المدنية، حدث تلاعب ما على حد وصفها ونال الوظيفة احد أبناء القادة.

في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين " الأونروا" التي تستوعب 12 ألف موظف من قطاع غزة في قطاعاتها المختلفة، قال الناطق الإعلامي فيها عدنان أبو حسنة أن الإعلان عن الوظائف يتم عبر الصحف ووسائل الإعلام المختلفة ومواقع الأونروا، وبالتالي يتقدم المعنيون بطلبات للوظيفة ويتم الاختيار بين هذه الطلبات حسب الخبرة والمؤهلات، ثم يتقدمون لامتحانات تحريرية والناجحون منهم يتم فرز أسماءهم للمقابلة الشخصية التي لها دور مهم بالاختيار حيث يتم اختيار الموظف المتميز بالقدرة على التواصل مع الجمهور وصاحب الحضور والإمكانات المتميزة.

وحول الواسطة والمحسوبية بالاختيار، قال أبو حسنة أن الأونروا أجرت إصلاحات هائلة في هذا الخصوص وقاربت على القضاء على هذه الظاهرة التي كانت موجودة قبل أن يتسلم مدير عمليات الأونروا جون جنج مهامه ليشن حرباً على الفساد والواسطة داخل المؤسسة الدولية.

وعن آلية التوظيف المتبعة بالحكومة المقالة اكد سمير مطير مدير عام ديوان الموظفين العام بالحكومة المقالة انه يتم الإعلان عن الوظائف الشاغرة عبر الصحف الرسمية وعبر موقع الديوان الإلكتروني بعد دراسة الوظائف الشاغرة بالهيكل التنظيمي لأي وزارة أو مؤسسة حكومية أو تلك الوظائف العامة التي يعلن عنها سنويا والتي يتم تحديدها كل عام وبالتالي يتم تقديم الطلبات حسب المعايير إلكترونيا بعد أن تم التخلص من العمل بنظام الورق، ثم يتم دراسة الطلبات إلكترونياً أيضاً ويخضع المتقدمين ومن انطبقت عليهم المعايير لامتحان تحريري – يجري العمل على جعله الكترونياً كذلك وفق برنامج الحكومة الإلكترونية- ثم يفرز الناجحون الذين يتأهلون للامتحان الشفهي- المقابلة.

وحسب مطير فإن الحكومة بغزة قضت بالمطلق على التمييز بين المواطنين حسب الفصيل السياسي بذلك بقرار من مجلس الوزراء قاضي بإلغاء بند- السلامة الأمنية بالوظيفة الحكومية- الذي كان معمول بها سابقاً وأنها تستوعب داخل وزاراتها كافة الموظفين من شتى ألوان الطيف الفلسطيني، بما يحقق مبدأ الشفافية والنزاهة والعدالة بالوظيفة العمومية، مؤكدا أن الديوان دعا ممثلين عن مراكز ومؤسسات حقوقية للتأكد من شفافية اختيار الموظف العمومي.

قريباً سيشهد المتقدمون للامتحان التحريري بالوظيفة الحكومية بغزة بأنفسهم الدرجة التي حازوها فور انتهاء تقديمهم للامتحان وذلك بعد أن يتم عقد امتحانات إلكترونية للمتنافسين على الوظيفة الحكومية.

يكاد لا يختلف الحال في الاختيار الوظيفي فالجميع يدافع عن مصداقيته ونزاهته وبالقطاع الخاص يؤكد القائمون على أنهم لا يدفعون أموالاً مقابل إعلانات شكلية وأنه لو كان الموظف تم اختياره مسبقاً فلم " التعب والمشقة".

وكما تقول منسقة شؤون الموظفين باحدى الشركات انه بالمطلق لا تلعب الواسطة دورها باختيار الموظفين، مؤكدة أنها تعمل بالشركة منذ 11 عاماً وترقت بالسلم الوظيفي مهنياً ونظراً للكفاءة وهكذا يتم اختيار الموظفين الجدد بعد تقديم سيرهم الذاتية يجري فرزها وفقاً للمعايير المحددة بالإعلان المنشور عبر الصحف الرسمية ثم تجرى المقابلة ويتم الاختيار ولا فرق بين سين أو صاد سوى بالكفاءة والخبرة.

نأسف بعض الأسماء وهمية لأشخاص رفضوا الإدلاء بأسمائهم الحقيقية ولكنهم قالوا رأيهم بصراحة مطلقة.