الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

اين هو التمثيل المشرف ...؟ * بقلم: جواد غنام

نشر بتاريخ: 13/10/2010 ( آخر تحديث: 13/10/2010 الساعة: 17:29 )
رغم كل محاولات النأي عن الخوض في كل ما يعكر صفو الأهل، إلا أن هناك ما يستفز الحجر والقلم، ليذعن القلم في النهاية مكرها لا طوعا للرد على الاستفزاز وذلك للتوضيح والأمانة، فما سطرته رئة اتحاد اليد الاخرى من زيادة في القطيعة والبعد والتجافي ، وما جسدته من سياسة اقصاء للآخر وتهميشه ، كل ذلك لم يستفز القلم ، لكن عندما وجدت ان الابيض صار اسودا ، وعندما ولّى الحمل ذئبا ، والغراب اصبح عندليبا ، عندها سال مداد قلمي بهذه السطور التي ارجو ان تكون دافعا لمراجعة الحسابات والعودة الى خيمة الاسرة الواحدة بدلا من القطيعة والتعالي.

فعندما يقال على صفحات الصحف ( يد خدمات النصيرات والتمثيل المشرف في البطولة العربية ) فاعتقد انه الاستفزاز بعينه لكل ما هو منطق ، نعم كنت انوي عدم التطرق لهذا الموضوع علنا ، لكن الاصرار والتعنت جعلني اضع النقاط على الحروف على الاقل من وجهة نظري المتواضعة ، فقد حملت مشاركة الاخوة في خدمات النصيرات الكثير من المعاني والنقاط التي يجب الوقوف عندها طويلا ومطولا.

وهنا أدعو أيضا مسؤولي القرار الرياضي واعني بالتحديد رئيس اللجنة الاولومبية سيادة اللواء الرجوب بل أرجوه بكل حرقة وامانة ان يفتح ملف هذه المشاركة بشكل جدي ويقرأ ما بين السطور وما رسخه الزملاء بل الاهل هناك ، فالاستهتار بالعقل الرياضي الفلسطيني وهذا الاصرار العجيب على التطاول والاجحاف بحق الرياضة الفلسطينية ، بل الانتقاص من حقها بهذا الشكل السافر هو مربط الفرس ، حيث جاءت مشاركة النصيرات من العدم فلا بطولات رسمية ولا نشاط جدي اقيم منذ سنوات ، وعندما يصرح مسؤول في الاتحاد بان النصيرات بطل المحافظات الجنوبية عام 1998 فهو الاستهتار بالعقل الرياضي الفلسطيني.

وفي المقابل هناك بطل حديث ويحمل الثنائية من خلال نشاط رسمي على ارض الواقع ، وهو الواقع الذي تجاهله الاتحاد لتنفيذ اجندة هي في عقله ، ثم جاءت المشاركة دون ان يعلم بها احد لا الرئة الشمالية للاتحاد ولا غيره واعتقد حتى مظلة الرياضة كلها لا علم لها بذلك حيث تحدث مسؤول في اللجنة الاولومبية انه لا علم لهم بذلك وهي المصيبة ، وان كانت الاولومبية تعلم بذلك فهي الطامة الكبرى ، واعرّج هنا على النتائج على اعتبار ان المشاركة اصبحت امر واقع ومفروض .

ففي الوقت الذي يعلن اللواء الرجوب باعلى صوته انه لا رجعة للمشاركة من أجل المشاركة ، ولا للمشاركة من اجل شمات الهوى ، فإننا نجد أن مشاركتنا هذه لعرض اللاعبين بالنظارات الشمسية وصور الانترنت تثبت ذلك ، واللقاءات التلفزيونية والتصريحات الرنانة دون الاهتمام لسمعة الرياضة الفلسطينية ، وعندما تتلقى شباك فريقنا 275 هدف في 6 مباريات وبفارق تعدى النصف فهو الامر الجلل ، ولم يصل الامر عند هذا الحد ، فقد زاد وفدنا الفلسطيني امعانا في الترفع على ابناء دمه ووطنه ، وهو لسان حال زملائنا في الاتحاد عندما اعرض عن لاعبي فلسطين في الوطن والشتات لتعزيز الفريق فاستنجد باخواننا المصريين ، ولا اقلل هنا من احترامي للاعبين المصرين فهم نعم العون ونعم النصير والسند ، ولكن الاولى ان يكون الفريق فلسطيني خالص يعبر عن طموحات ابناء فلسطين لا ان يعبر عن طموحات شخصية نادوية ضيقة ، ولا يعبر عن وجهة نظر جغرافية مآلها المزيد من الفرقة والقطيعة والانقسام وترسيخ لفكرة رفض الاخر وتجاهله .

وقد يقول قائل ان هذا الكلام هو عار عن الصحة وان الصحيح هو العكس ، فاقول ان الواقع هو الذي يخرس الجميع ، وان الممارسة الفعلية والذي شهدته شاشات الفضائيات هو الفيصل ، وهنا اصل الى النهاية التي بدأت بها ، وهي التمثيل المشرف ، فاين هو التمثيل المشرف عندما نتلقى الهزيمة تلو الهزيمة ، ولا اقبل ما تشدق به البعض ان المشاركة جاءت لاغراض اخرى هي واهية لاننا نرفض ان نهزم من اجل ان يعرف العالم اننا هنا ، حيث أننا كيان موجود وان كان لابد من المشاركة فاعتقد أن وفدا إداريا يرفع العلم كفيل أن يوصل الرسالة وليس فريقا بهذه الصورة .

وأين هو التمثيل المشرف عندما يرفض الفلسطيني أخيه الفلسطيني ويفضل غيره عليه ، واين هو التمثيل المشرف عندما نتجاوز المرجعية الوطنية الرياضية الرسمية متخطين بذلك كل الاعراف لتنفيذ مخطط يدور في دائرة الانا المقيته ، واين هو التمثيل المشرف عندما نلغي ثلثي كرة اليد في فلسطين لنحقق مآرب شخصية نادوية بحته ، إنها تساؤلات جدية تحتاج الى وقفة متأنية جدية أيضا من المسؤول الرياضي الرسمي ليقرأ ما بين السطور ، بل ليشاهد ما نشرته وسائل الاعلام المرئي والمكتوب من صور وتصريحات واخبار كي تتضح الصورة لمن اراد ان يستوضح .