الجمعة: 20/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

نجاد يهاجم اسرائيل: لا يوجد بسجلكم سوى الجرائم والجنايات

نشر بتاريخ: 13/10/2010 ( آخر تحديث: 14/10/2010 الساعة: 08:04 )
بيت لحم- معا- شن الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد هجوما لفظيا على اسرائيل والولايات المتحدة في سياق كلمته المتلفزة التي القاها مساء اليوم الأربعاء خلال حفل الاستقبال الذي اقامه على شرفه حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال احمدي نجاد "انه لا يوجد في سجل اسرائيل شيئ سوى الجرائم والجنايات بما في ذلك قتل الرجال والنساء والأطفال العزل في الاراضي الفلسطينية وغيرها من الفظائع التي تحولت الى أمور عادية وخبز يومي بالنسبة اليهم"على حد تعبيره.

وتطرق نجاد الى الدبلوماسييين الايرانيين الأربعة الذين اختفت اثارهم في لبنان عام 1982 مدعيا بانهم اختطفوا على ايدي عملاء يتبعون لاسرائيل وقال انهم ما زالوا على قيد الحياة وأسرى بصورة غير قانونية في اسرائيل.

وفيما يتعلق بقضية اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري قال الرئيس الايراني: "اننا نري كيف تلفق الأخبار وتستغل المجامع الحقوقية التابعة لأنظمة الهيمنة لتوجيه الاتهام الى بقية الأصدقاء- ملمحا- بذلك الى القرار الظني المتوقع صدروه عن لجنة التحقيق الدولية والذي قد يتهم حزب الله بالوقوف وراء عملية الاغتيال.

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، قال في كلمة متلفزة مساء اليوم الأربعاء أنه لا يوجد مشروع إيراني موجّه ضد المنطقة، وأن الجمهورية الإيرانية الإسلامية هي أهم الضمانات لدرء الفتن بالمنطقة.

وقال موجهاً خطابه للمسلمين إن "الجمهورية الإسلامية هي نعمة الله فيكم فاغتنموها".

جاء ذلك خلال الاحتفال الكبير الذي اقامه حزب الله على شرف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد مساء اليوم في الضاحية الجنوبية في بيروت. وقد بدأت مساء اليوم الأربعاء احتفالات شعبية ضخمة في الضاحية الجنوبية، بمناسبة زيارة الرئيس الإيراني إلى العاصمة اللبنانية بيروت.

وقال نصر الله موجهاً كلمته إلى أحمدي نجاد: "نرحب بكم صديقاً عزيزاً وداعماً للمقاومة"، مضيفاً "نرى فيك الخميني".

وذكر أن هناك من يروّجون لمشروع إيراني في المنطقة، ويريدون تخويف العرب والمسلمين من إيران، مستدركاً أن "المشروع الإيراني هو المشروع الفلسطيني، وأن ما تريده إيران لفلسطين هو ما يريده الفلسطينيون وهو إقامة دولة فلسطينية".

وأوضح أن أسباب الحملة الدولية على الرئيس الإيراني تكمن في أنه "ينطق بالحق عندما يقول إن إسرائيل يجب أن تزول"، ونفى أن تكون إيران قد أصدرت أوامر إلى أي من القوى في لبنان.

وأعلن أن "إيران تجدد اللاءات العربية التي أطلقها العرب في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ونسيها البعض". وقال "نفخر بالإيمان بمبدأ ولاية الفقيه في إيران".

وعدّد نصر الله مواقف المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي التي عمل فيها على درء الفتنة بين السنة والشيعة. وقال إن الشخص الذي هاجم أم المؤمنين عائشة (رضي الله عنها) في لندن لا ينتمي للشيعة.

وقد عقد الرئيسان اللبناني والايراني مؤتمراً صحافياً مشتركاً في قصر بعبدا، ظهر الأربعاء بعد ساعات من وصول أحمدي نجاد إلى بيروت، في زيارة تستمر ليومين، ويزور خلالها الجنوب.

وفي كلمته، تحدث أحمدي نجاد عن الروابط القوية التي تجمع ايران بلبنان، وأكد دعم الشعب اللبناني بأسره، داعياً كافة اللبنانيين إلى الوحدة والتضامن. واعتبر أن "المنطقة ليست بحاجة لأي تدخّل من قوى خارجية"، معرباً عن معارضته "لكلّ الخروقات التي تقوم بها اسرائيل". كما أكد على ضرورة تحرير كامل الاراضي الفلسطينية.

وقال الرئيس الايراني: "ان عالمنا يقف اليوم على عتبة تغيير كبير بدأت ملامحه من منطقتنا هذه بالذات"، وتوجه بالقول: "أنتم تدركون جيدا أن المتغطرسين والمهيمنين توسلوا القوة المادية كما توسلوا العنف من أجل بسط سيطرتهم ونفوذهم واتخذوا من منطقتنا منصة نحو اخضاع العالم برمته"، وأضاف ان هؤلاء لم يقفوا عند أي حد ولم يرضوا بأقل من تطويع المنطقة والعالم لارادتهم، مشيراً الى "انهم لطالما وضعوا الآخر في موضع المقصر والمدين وأنفسهم في موقع المحاسب والدائن"، واكد "انه ولم تكن أنفس الشعوب وثرواتها ومقدراتها وكرماتها وثقافتها وخاصة لدى شعوبنا تتمتع بأي حرمة لدى هؤلاء".

الرئيس الايراني تابع القول في كلمته في احتفال الضاحية الجنوبية لبيروت: "من وجهة نظر هؤلاء المسلم والمسيحي واليهودي وكل موحد حقيقي ينشد العدالة يعتبر على حد سواء وينظر اليه كعدو، إن أفكارهم المادية بحد ذاتها تتناقض مع الفطرة الالهية التي تسمو بالانسان نحو الحق كما يتناقض الجهل والعتمة مع العلم والنور. ان الحقيقة هي أن المستعمرين والمستعبدين السابقين بعد أن منيوا بهزيمة نكراء أمام ارادة الشعوب بادروا الى تغيير جلدهم وتلوين شعرهم لكن الأهداف المتوخاة ما زالت على حالها، وحيث أن العدالة والعشق والحرية ورعاية حقوق الآخر أسيرة الى قلوب الشعوب فإن هؤلاء ألبسوا سلوكهم اللانساني لبوس الشعارات الانسانية البراقة".

واشار الرئيس الايراني الى بعض هذه النماذج وقال: "أولا من خلال تخطيط مسبق وعلى غفلة من شعوب هذه المنطقة وتحت ذريعة تعويض خسائر الحرب العالمية احتلوا فلسطين عنوة فقتلوا الآلاف وشردوا الملايين وزرعوا فيها كياناً غريباً وغير مشروع وأوجدوا تهديداً مستمراً لكل شعوب العالم".

من جهته، اعتبر الرئيس اللبناني ميشال سليمان أن الترحيب الشعبي الذي لاقاه نجاد عند خروجه من مطار بيروت، "هو تعبير صادق عن مشاعر الحكومة أيضاً". وقال "ليس بغريب على ايران ان تدعم لبنان في مجالات الطاقة وهذا ما سنوقّعه في الإتفاقيات"، لافتاً إلى أن المناقشات بحثت سبل استيراد الكهرباء والغاز والمشتقات النفطية من ايران.

وكان آلاف من اللبنانيين تجمعوا على طريق مطار بيروت في استقابل الرئيس الإيراني الذي وصل الساعة الثامنة والنصف صباحا قادماً من طهران.