الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

كيف يمكن للشباب الفلسطيني التخلص من الفقر مستقبلاً؟

نشر بتاريخ: 14/10/2010 ( آخر تحديث: 14/10/2010 الساعة: 17:26 )
غزة - معا - تساؤل كبير يطرحه الشباب الفلسطيني كما تطرحه مؤسسات محلية ودولية، في ضوء نتائج بحثية لدراسات عدة تقول أن الشباب الفلسطيني يمثل36.5.% من المجتمع الفلسطيني بلغت نسبة البطالة في صفوفه ما يزيد عن 60%.

وتقول الدراسات البحثية كذلك أنه من المتوقع أن يتواصل ارتفاع حصة الشباب من مجمل عدد السكان خلال السنوات العشر القادمة مما يؤدي إلى تزايد الضغط على صانعي السياسيات من حيث تطوير أنظمة التعليم والتشغيل التي تمكن السوق من استيعاب أعداد هائلة من الشباب أثناء العوام المقبلة.

وتلعب الانتفاضتان الأولى والثانية والاحتلال الإسرائيلي العسكري المتواصل وحالة الحصار والانقسام وإغلاق المعابر والقيود على الحركة الدور الأساسي في أزمة تشغيل الشباب الحالية كما تقول الورقة السياساتية لتوظيف الشباب الفلسطيني التي أنجزتها مؤسسة ميرسي كور بالتعاون مع مؤسسة إنقاذ المستقبل الشبابي ضمن مشروع " نحو مستقبل خال من الفقر" بتمويل من المفوضية الأوروبية.

بعض التقارير أشارت إلى أن الشباب الفلسطيني لم يبذل الجهد الكافي والمطلوب للحصول على فرصة عمل, كذلك لم يقم بالتخطيط الكافي والعلمي لمسار حياته المهنية بدرجة تخفف من تأثير العوامل الخارجية عبر الاختيار الأفضل للتخصص الجامعي و بما يلائم متطلبات سوق العمل.كذلك فإن نسبة كبيرة من الشباب يقضون أوقات فراغهم في أنشطة غير منتجة. ونسبة عالية جدا من الشباب لا يقرؤون الصحف, لا يستخدمون الحاسوب , و لا يطالعون خارج المناهج التعليمية المقررة ولا يجيدون لغة أخرى.

رئيس مجلس إدارة المؤسسة الفلسطينية " إنقاذ المستقبل الشبابي" قال في ورقته التي قدمها اليوم في ورشة عمل بغزة لإعلان نتائج الورقة البحثية أنه لا بد من العمل على تحسين وتطوير واقع الشباب وذلك من خلال التوجه لتشكيل جسم تنسيقي للمؤسسات الشبابية يوحد الكلمة ويوجه البوصلة ويحدد الأولويات ويخاطب الممولين بصيغة الجمع التنموي لا بصيغة الفرد المسترزق، وكذلك التأكيد على أهمية البدء ببرامج تمكين الشباب اقتصادياً عبر التدريب على تنفيذ مشاريع صغيرة قابلة للاستمرارية والحياة وضرورة تعزيز فكر العمل التطوعي بما يخدم المجتمع فالشاب لا يمكن له أن يرتقي ويتطور إن ربط عملية التطوير بتوفر الراتب فقط.

وأكد على ضرورة تفعيل برامج تأهيل وتدريب للخريجين في مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع الأهلي بهدف تعويض النقص التي يتصف به التعليم الأكاديمي الفلسطيني في مجال الخبرات العملية وبما يؤهل الخريجين للحصول على وظائف مناسبة وتمكينهم من فتح مشرعات خاصة بهم.
واقترح أن يتم تأسيس حاضنات أعمال، وتنفيذ برامج تدريب في مجال إدارة المشروعات الصغيرة، وتأسيس صندوق لدعم المشرعات الصغيرة وتنفيذ معارض تجارية يشارك فيها الشباب الريادي.

ودعا إلى التربيط والتشبيك بين مؤسسات التعليم والقطاع الخاص والأهلي مشيرا الى أن الجامعات الفلسطينية والمعاهد التعليمية والمراكز التدريبية تعاني من انفصام علاقات التعاون مع القطاع الخاص والمنظمات الأهلية، مما يحرم الشباب أثناء دراستهم الجامعية من التعرف على ثقافة القطاع الخاص وأجواء العمل في المؤسسات الأهلية, بما يقلل من قدرتهم على الدخول لهذه القطاعات بعد التخرج.

ودعا لتنظيم زيارات متبادلة بين الجامعات, مؤسسات العمل الأهلي ومؤسسات القطاع الخاص، وربط الأبحاث الجامعية بموضوعات حياتية وتمويلها من قبل المنظمات الأهلية، وتنظيم أيام للتوظيف الجماعي ودعوة مؤسسات القطاع الخاص للمشاركة فيها، ودعوة ممثلي المنظمات الأهلية للتحدث أمام الطلبة وإشراكهم في المناسبات الجامعية .

وطالب بتأسيس صندوق للتشغيل والتنمية قائلاً أن الحصول على تمويل بشروط ميسرة بهدف تأسيس مشروع صغير يعتبر أحد العقبات الأساسية التي يواجهها الشباب ولا يوجد لغاية الآن في تأسيس صندوق متخصص في منح قروض طويلة المدى وبشروط ميسرة كما هو موجود في دول كثيرة. علماً بأن برامج الإقراض التي تقدمها البنوك ومؤسسات الإقراض تتطلب ضمانات وكفالات لا يستطع الشباب توفيرها إضافة لنسبة فوائد عالية مما يثقل المشروع في مراحله الأولى.

وللعمل على تأسيس هذا الصندوق دعا لتمكين الشباب من تأسيس مشروعات صغيرة جديدة، وتعزيز قدرات البحث والإبداع وتمويل ابتكارات وإبداعات شبابية، وتعزيز الاطلاع على تجارب أخرى و تمويل زيارات تدريبية لدول أخرى، وتمويل برامج تأهيل وتدريب.

ودعا إلى إحداث ثورة في جميع أنظمة التعليم، مشددا على ضرورة مراجعة وتقييم برامج التعليم وأساليبه، تشكيل لجان مشتركة من الأكاديميين, القطاع الخاص, مراكز البحث والتطوير بهدف تطوير المناهج وجعلها أكثر عملية وحداثة عدا عن ضرورة إدخال أساليب المباريات العلمية والمسابقات الفنية وتعزيز أجواء التنافس الخلاق.

أما إيلينا بوريان مديرة مكتب ميرسي كور في الضفة الغربية فقالت أن المنظمة تعمل على مشروع دعم الشباب الفلسطيني بالإنصاف والعمالة بالشراكة مع جمعية إنقاذ المستقبل الشبابي واتحاد التكنولوجيا والمعلومات الفلسطيني PITA حيث يستهدف البرنامج الشباب المحرومين في جنوب الضفة الغربية وقطاع غزة ومؤسسات التدريب والتعليم المهني والتقني TVET لدعم التنمية المستدامة والحد من الفقر وتمكين الشباب.

وحسب بوريان فإن الشباب سيزودون بالمهارات والخبرات لمساعدتهم على الدفاع عن احتياجاتهم من خلال استراتيجية تشغيل الشباب التي يقودها الشباب بأنفسهم.