مناقشة رسالة ماجستير في النجاح حول الاستيطان الاسرائيلي
نشر بتاريخ: 14/10/2010 ( آخر تحديث: 14/10/2010 الساعة: 15:56 )
نابلس-معا- أوصت كلية الدراسات العليا، في جامعة النجاح الوطنية، بمنح درجة الماجستير في التخطيط والتنمية السياسية، للباحث بلال محمد صالح ابراهيم عن رسالته التي تقدم بها بعنوان "الاستيطان الاسرائيلي في الضفة الغربية وأثره على التنمية السياسية (1994-2009)".
وقد تناول الباحث منهجية الدراسة وخطتها، ثم دوافع الاستيطان، ثم تناول موضوع أشكال الاستيطان في الضفة الغربية وتأثيرها على مدخلات التنمية السياسية، حيث يقضي الاستيطان على إمكانية قيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية، واشرف على رسالته د. رائد نعيرات، مشرفا رئيسا ود.ايمن يوسف، ممتحنا خارجيا من الجامعة العربية الامريكية ود.نايف ابو خلف، ممتحنا داخليا.
تناقش الرسالة أحد أبرز مواضيع الصراع الفلسطينيي الإسرائيليي، والمتمحور حول الصراع على الأرض والسيطرة عليها، فالفلسطينيون أصحاب الحق الشرعي يعانون من سياسة الطرد والتهجير من قِبَل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لصالح المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس، لذلك فقد هدفت هذه الدراسة إلى إلقاء الضوء على السياسات الاستيطانية عبر مراحل الاحتلال المختلفة لفلسطين، مع التركيز على الاستيطان في الضفة الغربية والقدس بعد اتفاقيات أوسلو التي عقدت بين الجانبين عام (1993م).
يتناول الفصل الثاني من الدراسة مفاهيم الدراسة وإطارها النظري كمدخل علمي يحكم التوجه العام للدراسة كي لا تنحرف عن مسارها وأهدافها التي حددها الباحث، اما الفصل الثالث يتناول مبحثين، المبحث الأول تناول دوافع الحركة الصهيونية الاستيطانية والمبحث الثاني يناقش موضوع الاستيطان من الزاوية القانونية والدولية كون الاستيطان يقضي على مشروع قيام دولة فلسطينية من الناحية الواقعية والقانونية، مما جعل المواقف الدولية تقف ضد موضوع الاستيطان، اما الفصل الرابع فيتكون من ثلاثة مباحث، المبحث الأول تناول مرحلة الاستيطان قبل اتفاق أوسلو عام (1993م)، والمراحل التي مر بها، أما المبحث الثاني فقد تناول مرحلة الاستيطان بعد اتفاق أوسلو عام (1993م) والمراحل التي مر بها، ثم المبحث الثالث الذي تناول السياسات الإسرائيلية الاستيطانية لتقطيع أوصال الضفة الغربية والقدس وذلك من خلال الطرق الالتفافية والحواجز العسكرية ثم جدار الفصل العنصري، بالإضافة إلى سياسة الاستيطان داخل التجمعات السكنية العربية، اما الفصل الخامس والاخير فيتناول الآثار التي ألحقها الاستيطان بمجمل التنمية الوطنية الفلسطينية في الضفة الغربية، ويتكون من ثلاثة مباحث، المبحث الأول تناول تأثير الاستيطان على التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية والقدس، أما المبحث الثاني فقد تناول تأثير الاستيطان على التنمية الاجتماعية، كمدخلين مهمين من مدخلات التنمية السياسية ومكوناتها، ثم المبحث الثالث الذي تناول أثر الاستيطان على الحقوق السياسية للفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وبالذات حقهم في قيام دولة فلسطينية.
وقد خرجت الدراسة بالعديد من النتائج والتوصيات واجابت عن السؤال الرئيس وهو ما هو تأثير الاستيطان الإسرائيلي على التنمية السياسية في الضفة الغربية والقدس؟ بالإضافة إلى الأسئلة الفرعية الأخرى، إذ بينت الدراسة أن الاستيطان في الضفة الغربية يقضي على كافة مقومات التنمية، وبالتالي يقضي على الحلم الفلسطيني بقيام الدولة الفلسطينية.
كما اشارت الدراسة الى زيادة أعداد المستوطنات والمستوطنين في الضفة الغربية بنسبة 100%، فقبل الاتفاقيات بلغ عدد المستوطنين في الضفة الغربية حتى عام (1992) (545، 252 ) مستوطناً يقيم منهم في مستوطنات الضفة الغربية ( 673، 111) بالإضافة إلى (872، 140) مستوطن يقيمون في القدس. أما أعداد المستوطنين في الضفة الغربية فقد بلغت حتى نهايات عام (2008م) ما يقارب (500.000) مستوطن، بحيث تسكن الغالبية العظمى في مدينة القدس حيث تصل أعداد المستوطنين في محافظة القدس وحدها ما يقارب (282,000) ألف مستوطن وهذا يعادل ما نسبته 54% من المستوطنين، ويلاحظ من ذلك تضاعف أعداد المستوطنين بعد أوسلو، مما يدل على أن الحكومات الإسرائيلية تستغل السلام لصالح الاستيطان.
وقد اوصت الدراسة بوضع إستراتيجية فلسطينية تهدف إلى إقناع المؤسسات الدولية كي تفرض القانون الدولي على إسرائيل فيما يخص المستوطنات، يرافقه مقاومة حقيقية للمشرع الاستيطاني في الضفة الغربية. كما اوصت الدراسة بضرورة وجود وحدة فلسطينية داخلية لمقاومة المشروع الاستيطاني وبناء مجتمع فلسطيني قادر على الصمود والمواجهة، وبناء إستراتيجية جديدة للعمل الوطني الفلسطيني مبنية على وحدة الشعب في كافة أماكن تواجده.
وفي نهاية المناقشة قررت اللجنة المشرفة نجاح الباحث وأوصت بمنحه درجة الماجستير في تخصصه.