فياض: على المجتمع الدولي ان يتحمل مسؤولياته المباشرة تجاه الفلسطينيين
نشر بتاريخ: 14/10/2010 ( آخر تحديث: 14/10/2010 الساعة: 18:21 )
رام الله-معا- قال رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، انه من الملح على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته المباشرة من أجل إعادة المصداقية للعملية السياسية، ووضعها على مسارٍ يمكنها من تحقيق النتائج المرجوة منها، وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
واعتبر فياض ان المهمة المباشرة لضمان تحقيق ذلك تتطلب التدخل الفاعل والملموس من المجتمع الدولي، وبذل أقصى الجهود الكفيلة بإلزام إسرائيل للتقيد بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، ووقف كافة الأنشطة الاستيطانية، وخاصة في مدينة القدس ومحيطها، ووقف الاجتياحات العسكرية لمناطق السلطة الوطنية، وتمكين السلطة الوطنية من التواجد الأمني الرسمي في كافة المناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى رفع الحصار عن شعبنا وخاصة في قطاع غزة، وفتح كافة المعابر، وضمان تشغيل الممر الآمن بين قطاع غزة والضفة الغربية.
جاء ذلك خلال جولة قام بها فياض، مع رئيسة جمهورية فنلندا السيدة تاريا هالونين، والوفد المرافق لها في أحد المواقع جنوب غرب مدينة رام الله، حيث أوضح لها أثر استمرار التصنيفات المجحفة والمسماة المنطقة (ج)، والتي تشكل حوالي 60% من مساحة الضفة الغربية، على أبناء شعبنا وخطط السلطة الوطنية لتنمية هذه المناطق، حيث أنه بموجب هذه التصنيفات يحرم شعبنا من الاستثمار فيها أو تنميتها، وقدم فياض شرحاً تفصيلياً عن المنطقة التي تطل على سجن عوفر العسكري، ومستوطنة بسغات زئيف، وشارع 443 الذي يمنع المواطنين الفلسطينيين من استخدامه.
كما تحدث فياض للرئيسة الفنلندية والوفد المرافق عنالجدار الذي يقطع البلدات والقرى الفلسطينية، ويمنع المواطنين من الوصول إلى أرضهم واستثمارها، كما قدم شرحاً عن العراقيل التي تضعها اسرائيل أمام السلطة الوطنية والتي تحول دون إمكانية تنفيذ المشاريع التنموية الحيوية فيها في المناطق المسماة (ج)، وقال "وددت أن أطلع ضيفتنا الرئيسة الفنلندية على واقع الأمر، ونحن على مقربة من منطقة يُحرم فيها أبناء شعبنا من ممارسة حقهم في الحياة، وتنفيذ مشاريع تنموية وعمليات اعمار لها علاقة بالاحتياجات المباشرة لمواطنينا".
وأضاف فياض، "هذه المنطقة كما باقي المناطق المصنفة (ج)، بما فيها الأغوار هي مناطق ليست متنازع عليها، بل هي جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة منذ العام 1967، والتي نُصر على إقامة دولة فلسطين المستقلة عليها".
وتابع، "إن هذا الأمر يتطلب توفير المصداقية والجدية الضروريتين للعملية السياسية، وقدرتها على إنهاء الاحتلال عن كامل الأرض الفلسطينية التي احتلت منذ عام 1967، كما أكدت على ذلك قرارات الشرعية الدولية، وبما يمكن شعبنا من تقرير مصيره في دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، باعتبار لك يشكل مفتاح السلام والاستقرار في المنطقة.
كما أطلع فياض، الرئيسة الضيف على الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية، واصراراها على استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، كما حددتها وثيقة "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، ووثيقة "موعد مع الحرية"، وبما يضمن تكريس وقائع ايجابية على الأرض، تقوم أساساً على بناء مؤسسات الدولة القوية والقادرة على النهوض باحتياجات مواطنيها، وأشار إلى جاهزية السلطة الوطنية، وقدرتها على مضاعفة ما حققته من انجازات وبوتيرة أسرع.
من جانبها قالت فخامة الرئيسة هالونين، "لقد جئت للتو من مقر الشرطة الفنلندية وبعض الأخصائيين الفنلنديين والأوربيين الذي يعملون هنا، والخبر الجيد أن التعاون مع الفلسطينيين يمر بشكل جيد جداً، وأن اعتقادهم وخبرتهم عن الفلسطينيين هي انه شعب يتعلم بسرعة جداً"، وأضافت "من المهم جداً بالنسبة لنا أن يكون في الدولة الفلسطينية المستقبلية سلطة جيدة وقضاء عادل، وعلى ما يبدو أن الأمور تسير في المسار الصحيح".
وأكدت على ضرورة ضمان تنفيذ حل الدولتين والالتزام بقرارات الشرعية الدولية كأساس للسلام في المنطقة، وقالت، "هذه ليست المرة الأولي التي أزور فيها فلسطين، ولكنها فرصة جيدة أن ألتقي بالرئيس محمود عباس، ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، وباقي المسؤولين في السلطة الوطنية".
وأضافت، "لقد شجعت كلا الطرفين كثيراً على متابعة جهودهما في صنع السلام، ولكن كما قال رئيس الوزراء من المهم جداً بالنسبة لنا أن نرى الواقع الحقيقي الذي يعيش فيه الفلسطينيين"، وتابعت "مسلسل السلام هو بالطبع أمر مهم، والأهم بشكل أكبر قيام دولة فلسطين".
وأشادت رئيسة الجمهورية الفنلندية بجهود السلطة الوطنية في متابعة برنامجها "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة"، لاستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية.