هل فعلا السلطة تملك بدائل لأزمة المفاوضات؟
نشر بتاريخ: 14/10/2010 ( آخر تحديث: 16/10/2010 الساعة: 14:33 )
بيت لحم-تقرير معا-في ظل المازق الذي تعيشه عملية السلام وتمسك الفلسطينيين والعرب بالسلام كخيار استراتيجي في الوقت الذي تدير فيه اسرائيل ظهرها لاي حل سياسي اسهم في اضعاف المفاوض الفلسطيني وغياب البدائل الفلسطينية, لكن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الدكتور محمد اشتية قال "انه من الخطا القول ان الفلسطينيين لا يملكون خيارات وبدائل بالرغم من تأزم المفاوضات, لكننا نملك ان نبطل كل بدائل الطرف الاخر وان كان الخيار الاستراتيجي هو الوصول الى دولة فلسطينية."
واضاف في حديث اجرته معه غرفة تحرير وكالة معا ان القيادة والشعب الفلسطيني ليسوا عاجزين عن خلق الخيارات, نعم هناك مازق في المسار التفاوضي لكن اسرائيل هي التي تتحمل هذه الازمة, والرئيس عباس سيجتمع السبت المقبل والقيادة الفلسطينية للبحث خيارات بديلة ".
لكن اشتية شرح باستفاضة واجابته عن سؤال اننا لا نملك خيارات وان موقفنا ضعيف في ظل تمسكنا بالسلام كخيار استراتيجي, فقال": اسرائيل لا تريد ان تنهي الاحتلال لانها تربح ماديا واقتصاديا فنحن نستورد منها 86% واردات, اضافة اننا نصدر لها ما نسبته 64% والاراضي الفلسطينية هي مكب نفايات للبضائع الاسرئايلية وبالمجمل المستوطنات الناتج المحلي لها ينتج من 4-5 مليار دولار سنويا اضافة الى الموارد المائية فهناك 800 مليون متر مكعب واسرائيل تسرق منه 600 مليون متر ".
وقال ان تكلفة الاحتلال بالنسبة لاسرائيل لا تذكر لذلك وكما يقترح اشتية ان خيارنا هو ان نرفع تكلفة الاحتلال للاراضي الفلسطينية عبر تبني اليات محددة لهذا الغرض".
واضاف اصبح مطلوب من المجتمع الدولي ان ينهي الاحتلال ومطلوب منه ان يعترف بالاراضي الفلسطينية كما جاء في رسالة رايس للرئيس ابو مازن في 17/8/2007 والتي نصت على ان الاراضي الفلسطينية تتكون من الضفة الغربية وقطاع غزة وغور الاردن ومنطقة الحرام وشاطيء المتوسط والقدس الشرقية ".
وقال "بالتالي السيناريوهات اما بالتوجه لمجلس الامن والمحكمة الدولية سنقوم به وسنعمل كل ما هو متاح دوليا ".
وحول سؤالنا عن هل فعلا فشل المشروع الامريكي في المنطقة؟ قال اشتية لا يوجد مشروع امريكي في المنطقة بل هناك مشروع امريكي في العالم والولايات المتحدة بعد غياب القطب السوفييتي تريد العالم ولكن هناك قوى اقليمية بدات تبرز في امريكا اللاتينية وفي منطقتنا كايران وتركيا بالرغم من ان هناك هيمنة امريكية على المسار السياسي ولكن هناك ثلاث استراتيجات يتم البناء عليها:
اولا: الاستراتيجية الاسرائيلية وهي هيمنة اسرائيلية على المنطقة بدعم امريكي بالوسائل العسكرية والاقتصادية .
فالناتج في اسرائيل 120 مليار دولار سنويا اي ان هناك 5-6 مليون يهودي ينتجون اكثر مما ينتجه 130 مليون عربي .
ثانيا: هناك الاستراتيجية التركية ومنظورها للشرق الاوسط باعتباره عمقها وانها تشترك معه في كثير من الامور كالدين والعادات وغيرها بعد ان رفضتها اوروبا وقالت لها بصريح العبارة "اننا مجتمعات مسحية لا نقبل ان ندخل 84 مليون تركي ".
ثالثا: هناك الاستراتيجية الايرانية : التي مرت بمرحليتن , اولا تصدير الثورة الايرانية والتي تم وقفها ابان الحرب العراقية الايرانية وبالتالي بدات ايران تبحث عن موضوع اخر وهو الشروع في ملف موازاة الهيمنة الاسرائيلية والسلاح النووي للسيطرة على المنطقة, وكل ذلك يحدث في ظل غياب استراتيجية عربية واضحة نهضوية .
وبناءا على ذلك فان الولايات المتحدة تعرف بهذه المتغيرات في المنطقة, وبناءا على هذه المتغيرات فان الهمينة الاسرائيلية بدات تتلاشى باعتبارها الرقيب والشرطي في المنطقة وبالمجمل هناك متغيرات اهمها بروز ايران كلاعب رئيسي حتما فان ميزان القوى سيتغير تمام وستنكسر الهيمنة الاسرائيلية من الناحية العسكرية .
وحذر اشتية وهو وزير سابق وقيادي فتحاوي , من ان المنطقة وضمن هذه المتغيرات فانها حبلى بالمفاجات والمنطقة غير مقبلة على استقرار ومنظورنا نحن كفلسطينيين نقع في خانة التاثر مما يجري في المنطقة ككل.
وعن احتمال تحسين العلاقات مع دول كايران وتركيا لدورها الفاعل في المنطقة وقوتها؟ قال اشتية نحن لا يوجد لنا عداء مع ايران ولا مع تركيا ونحن نقف معها على المسافة التي تقف هي معنا ونريدها ان تقف معنا كما نريد نحن وما يخدم مشروعنا الوطني لا ان تناصر طرف على حساب طرف اخر وتسهم في الانشقاق الداخلي.
واستدرك اشتية بالقول نحن نرحب بالوقوف الايراني لصالح الفلسطينيين ولا نقبل التحيز لطرف على اخر ولا مانع في ان نقوم نحن في فتح في زيارة كل الدول التي تجد نفسها وتقف معنا ومع برنامجنا النضالي والسياسي الذي يهدف لقيام الدولة والتحلص من الاحتلال".