الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الحب المتجدد يخفف الآلام مثل المخدرات

نشر بتاريخ: 15/10/2010 ( آخر تحديث: 15/10/2010 الساعة: 15:04 )
بيت لحم- معا- أكد باحثون أمريكيون أن الحب المتجدد يجعل المتحابين لا يشعرون بالألم كثيرا عندما يفكر كل منهما في الآخر.

وحسب الدراسة التي أجراها الباحثون تحت إشراف سيان ماكي من جامعة ستانفورد بولاية كاليفورنيا ونشرت نتائجها اليوم الخميس بمجلة المكتبة العامة للعلوم "بلوس وان" أن هذا الحب المتجدد يخفف الآلام بشكل يشبه تأثير العقاقير الطبية بل حتى المخدرات غير المشروعة مثل الكوكايين.

وأوضح ماكي بالقول:"عندما يعيش الإنسان هذه المرحلة من الغرام الذي يستغرق كل شيء فإن حالتهم المزاجية تشهد تغيرات ملحوظة تؤثر على إحساسهم بالآلام".

وقام الباحثون بتعريض 15 متطوعا من الذين دخلوا حديثا في علاقة غرام من بينهم ثماني طالبات وسبعة طلاب لبعض الآلام الخفيفة على سطح اليد من خلال رفع درجة حرارتها وعرضوا على بعض منهم في الوقت ذاته صورة لشريكهم وعلى البعض الآخر صورة شخص جذاب معروف لديهم.

وكانت هذه الصور من اختيار المتطوعين أنفسهم حيث أحضروها معهم.

ثم راقب الباحثون رد فعل الخاضعين للتجربة عن طريق أشعة الرنين المغناطيسي.

وعن نتيجة التجربة قال زميل ماكي، أرثور أرون، من جامعة نيويورك:"تبين أن الحب الشديد ينشط نفس المناطق التي تستخدمها العقاقير لتخفيف الآلام.. عندما يفكر الإنسان في محبوبه يؤدي ذلك إلى تفعيل مركز المكافأة في المخ، وهي نفس المنطقة التي تضيء (خلال إجراء الأشعة) عندما يتعاطى الإنسان الكوكايين، ونفس المنطقة التي تضيء عندما يحصل الإنسان على كمية من المال".

ومن المعروف أن تجاهل الآلام وعدم الانشغال بها يخففها لذا فقد حاول العلماء معرفة ما إذا كان النظر إلى المحبوب نوع من هذا الانشغال مما جعل الباحثين يكلفون المختبرين بواجب ذهني مثل التفكير في رياضة تمارس بدون الكرة فتبين فعلا أن التفكير في المحبوب والانشغال عن الآلام لهما تأثير جيد شبيه بتأثير العقاقير المسكنة، غير أن طريقة تأثيرهما مختلفة تماما.

وعن ذلك قال جاريد يونجر المشارك في الدراسة:"في اختبار لفت الانتباه عن الآلام كانت الطرق للمخ متعلقة بالمعرفة والإدراك بالدرجة الأولى حيث انخفض الشعور بالألم في المناطق العليا العليا من لحاء المخ.. أما الحب كوسيلة مسكنة فلها تأثير يتخطى بكثير مراكز المكافأة".

أضاف يونجر:"يبدو أن هذا الحب يصل إلى أجزاء أكثر بدائية في المخ مما يسبب تفعيل هياكل أكثر عمقا داخله تمنع على ما يبدو وصول الآلام إلى مستوى النخاع تماما كما تعمل مسكنات الألم المركزية".

ورغم أن العلماء لا يرون فرصة للاستعاضة بالغرام عن العقاقير الطبية في تخفيف الآلام فإنهم يأملون في أن يؤدي فهم أفضل لطرق المكافأة في المخ إلى التوصل إلى طرق جديدة لتخفيف الآلام.

وعن نتائج الدراسة قال أرون:"تبين الدراسة أن على الإنسان ألا يعتمد في تخفيف الآلام على العقاقير المسكنة فقط.. فباستطاعة الإنسان أن يشعر بالمكافأة الجيدة بدون التعرض للأعراض الجانبية التي تسببها العقاقير".