الإثنين: 30/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

الشيخ الأسطل يدعو الرئيس للحج مع أهل فلسطين هذا العام

نشر بتاريخ: 15/10/2010 ( آخر تحديث: 15/10/2010 الساعة: 16:36 )
غزة -معا- دعا الشيخ ياسين الأسطل الرئيس العام للمجلس العلمي للدعوة السلفية بفلسطين الرئيس محمود عباس أبو مازن للحج مع أهل فلسطين هذا العام ، جاء ذلك في خطبة الجمعة اليوم بمسجد الحمد بمدينة خان يونس والتي بعنوان : (أيها المسلمون: الحج ذكرٌ وذكرى) .

وأضاف : إن السنة مضت بأن يحج بالمسلمين الإمام أو الأمير براً كان أو فاجرا ، ومضت السنة وكتب علماء العقيدة في كتبهم ومنهم الإمام الطحاوي في عقيدته التي ارتضاها علماء المسلمين من المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم من العلماء على مر العصور من أهل السنة والجماعة وفي ذلك أن الحج مع الإمام ،- الجهاد والحج والجمعة والجماعة مع الإمام وبأمر الإمام.

كما ودعا الشيخ أهل فلسطين جميعاً للحج هذا العام، حج السنة، الحج النبوي، حج المسلمين على مدى مئات السنين منذ أن بعث الله محمد صلى الله عليه وسلم وإلى يومنا هذا . وطالب أهل فلسطين أن يبعدوا هذه العبادة (الحج) عن اختلافاتهم السياسي خاصة وأن صلتنا فيما بيننا القوية التي لا تنقطع وهي صلة العقيدة وصلة الدين وهي الإسلام وهي أكبر من كل شيء .

وأردف: لتبقى الاختلافات السياسية في حيزها لا تنتقل بجريرتها على الدين ولا على الدنيا لتبقى في بوتقتها ومحيطها لا تخرج إلى غيرها، ولنعمل جميعاً في الحج هذا العام بهذه السنة التي مضت لنحج مع الإمام لنحج مع ولي أمرنا الرئيس محمود عباس أبو مازن ومع إخواننا في غزة مع إسماعيل هنية ومع محمود الزهار ومعهم جميعاً لنحج تحت علم فلسطين الواحد الذي يرتضيه لنا ربنا تبارك وتعالى وعلى سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، ولندع اختلافاتنا السياسية خلف ظهورنا حتى نتفرغ للعبادة ولنقف في بيت الله الحرام برئيسنا وحكومتنا ووزرائنا ونوابنا ونحن جميعاً نقول لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك حقاً من قلوبنا بعيداً عن الحزبية والعصبية والاختلافات والتجاذبات والنزعات فإن ذلك هو الذي يكفل لنا رضا الله سبحانه وتعالى وإذا رضي الله عنا أرضا عنا كل شيء ونصرنا وهو القائل : ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم ) فالحج من أكبر أواصر الصلة بين المسلمين إذ إنه يجمع الناس عرباً وعجماً الأحمر والأسود الرعاة الأمراء والعلماء والرعايا في هيئة واحدة متذكرين من سبق من الأمم والأنبياء والصالحين وعلى رأسهم نبينا محمداً صلى الله عليه وعلى آلهِ وصحبهِ وسلم وإبراهيم وإسماعيل صلى الله عليه وآله وسلم ، وفي صعيد واحد بأمير الحج الواحد وإمام المسلمين الواحد وبهذا النداءٍ الواحدٍ : ( لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شرسك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك ) ، وينتج عن هذا التوحيد في العبادة وفي الأداء بين هاتيك المشاعر المقدسة في مكة بلد الله الحرام وحدانيةُ الشعور ، وصدق الإحساس ، وبه تكون هذه الأمة في حائط الإيمان والأمن والأمان.

كما بين بأن العبادات في الإسلام تقوم على ثلاثة أركان ، قامت بها الأحكام التفصيلية في كل عمل من أعمال الإسلام ، فالعبادات التي أمر اللهُ سبحانه وتعالى بها وبلغنا إياها رسولُه صلى الله عليه وسلم ومنها الصلاة والزكاة والصيام والحج وغيرها ، هي ذكرٌ وذكرى وشعورٌ منبعثٌ في القلب ، وآثار ذلك كله سلوكٌ مستقيم ، وخلقٌ كريم ، وأدبٌ جم ، ينتظم علاقة العبد بالله عز وجل ، كما يقيم ويمتن الصلات الاجتماعية ، ويعمق التواصل الإنساني ، ليس بين المسلمين أتباع الدين الواحد والملة والعقيدة والشريعة التي جاء بها محمدٌ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فحسب ، بل أتباع إخوانه الأنبياء والرسل من قبله كموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام ؛ بل وبين البشرية جمعاء ، لذلك رأينا في عصور الإسلام الأولى انسياح واتساع سلطان المسلمين وعظيم دولتهم لما كانوا مستمسكين بالدين على صفائه ونقائه دون التزيد ولا الإضافات البشرية المتناقضة عليه هذا من ناحية ؛ ومن ناحية أخرى كانوا على علمٍ ومعرفة واستظهار وانتفاع بحقائق وعلوم الكون من حولهم ، فهذان أمران متلازمان للاطلاع بأعباء البشرية ، إضافةً إلى بسط العدل ورفع الظلم من أيٍّ كان ، وعلى أيٍّ كان والحج ذكرٌ وذكرى ، وشعائر ومشاعر ، ونستطيع أن نقول إنه الصورة العملية العظمى التي تتجلى فيها حكمة الشعيرة ، وانضباط الشعور ، وسماحة التشريع ، فمع أن في الحج تذكر وذكرى عبادة الأنبياء من قبل فهو عبادة إبراهيم وإسماعيل وأبنائهما الأنبياء موسى وعيسى وآخرهم النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وعليهم وسلم أجمعين.