الأحد: 22/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

مؤتمر مواطن يمنهج الطريق نحو انتفاضة معولمة تعزل اسرائيل دوليا

نشر بتاريخ: 15/10/2010 ( آخر تحديث: 16/10/2010 الساعة: 10:54 )
رام الله- معا- اوصى المتحدثون الرئيسيون في جلسات اليوم الاول للمؤتمر السادس عشر لمؤسسة مواطن الذي انطلقت اعمالها اليوم في رام الله، باهمية توسيع قاعدة الاعتماد على اشكال متعددة من النضال في كافة المحافل الدولية لنزع الشرعية عن اسرائيل، وضرورة استثمار بروز معالم انتفاضة ثالثة مدنية معولمة تعتمد على اللامركزية، وتتخذ اشكالاً متعددة اهمها محاصرة اسرائيل ومحاكمتها في جرائم الحرب الدولية.

وشدد المشاركون على اهمية العمل من اجل استقطاب المتضامنين الدوليين، وكسب موقف داعم من الشارع العربي والاوروبي، مشددين على ضرورة استعادة البعد العربي لقضية فلسطين، وتفعيل حركة التضامن الدولي وبلورة برنامج موحد يضمن التمسك بالحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني دون انتقاص، ووفقاً للقانون الدولي والذي يعرف الاستيطان على انه جريمة حرب.

واشتملت محاور المؤتمر هذا العام الذي غابت عنه منصته القيادات السياسية والوطنية التقليدية، على عدة محاور أساسية تشغل الشارع الفلسطيني والقيادة السياسية والفصائل الوطنية والإسلامية، أهمها : الحالة الفلسطينية: جغرافيات متناثرة وتحديات مشتركة، والقضية الفلسطينية والقضاء الدولي: نظرة نقدية، إضافة إلى مقاطعة إسرائيل: نجاح في مراحله الأولى، و النضال الفلسطيني: هل من آفاق جديدة، فلسطين كقضية عالمية: شباب فلسطين والنضال المعولم.

ودعا د. ممدوح العكر الذي تحدث في افتتاح المؤتمر الى ضرورة تغليب المصلحة الوطنية على كافة المصالح الحزبية والعمل على توحيد الجهود نحو تخيقي الوحدة الوطنية والعمل على ايجاد برنامج وطني جامع يستند اليه في النضال الفلسطيني بكافة أشكاله ومراحلهن وتطوراته وفقاً للوضع الذي تمر به القضية الفلسطينية على كافة الاصعدة دولياً وعربياً.

في حين قال المدير العام لمؤسسة مواطن، وعضو هيئة تدريسية في دائرة الفلسفة والدراسات الثقافية في جامعة بيرزيت ، د.جورج جقمان في ورقة تعريفية للمؤتمر: "إن عنوان المؤتمر لا يعطي صورة واضحة عن محتواه ومضمونه، والسبب هو أننا اذا نظرنا الى الانتفاضة الأولى كانت مدنية، والثانية كانت مسلحة، ونحن الآن في بداية انتفاضة ثالثة وهي "انتفاضة معولمة"، وإن عناصر هذه الانتفاضة تتمثل مثلاً في موضوع السفن التركية، وموضوع تقرير غولدستون، و"المعارك والحروب في شبكة الانترنت، وموضوع برنامج المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، إضافة إلى موضوع مناهضة الجدار".

وأضاف " أقول أنها انتفاضة معولمة لأن عنصر التضامن الدولي موجود فيها، إضافة إلى حروب الانترنت، وهي مرحلة جديدة من النضال ومشابهة الى ما حصل من مسعى لعزل جنوب أفريقيا".

وقال جقمان: هي انتفاضة مدنية ومعولمة كونها مستقلة وبعيدة عن الحكومات أيضاً، فالمجتمع يتحرك ولا يحتاج إلى مدافع والهدف هو الضغط لنزول الحكومات عن إرادة الشعوب"، وبالطبع لا خيار أمامنا سوى أن نفعل ما نستطيع أن نفعله"، مضيفاً : إسرائيل من التفت إلى الانتفاضة الثالثة وأطلقت عليها " الحركة التي تسعى لنزع الشرعية عن إسرائيل، وقد حذر منها العديد من المراكز الإسرائيلية"، كما أن إسرائيل تسعى لسن تشريعات تجرم وتجعل ممن يعلن مقاطعة إسرائيل بأنه معاد لها، والموضوع هنا ليس كفاح مسلح وإنما محاربة كل من يعلن مقاطعة إسرائيل، ونحن نسعى من خلال المؤتمر لإلقاء الضوء على ذلك وبشكل أوسع.

من جانبه قال ، د.عزمي بشارة الذي تحدث من خلال الفيديو كونفرنس، لا افهم وطنية تختار في الخيار بين المقاومة مهما كان طابعها وبين التنسيق الامني مع الاحتلال،موضحا انه اذا كانت فلسطين قضية المجتمع ، واذا كان النضال جزء من مشروع نظام او جزء من مشروع معارضة ، بحيث يتعلق برؤية مستقبل البلد ومستقبل العالم العربي ، وخارج هذا السياق يكون الموقف مع فلسطين تضامنا صادقا ومهماً ولكنه متقطع وتنقصه الديمومة.

وتابع بشارة "هل ننتظر نشوء مشاريع عربية لانظمة او مشاريع معارضلت عربية، واقول ليس هناك وقت للانتظار ، ولكن الخلاف بيننا ليس على الانتظار بل على ماذا نفعل، وهنالك من استنتج من عدم الانتظار الذهاب الى التسوية حتى النهاية، بما في ذلك التنازل عن الحقوق الثابتة غير القابلة للتصرف".

وقال :" اصبح بوسع اي شاب فلسطيني ان يعدد الثوابت الاسرائيلية ويشخصها في غابة التفاصيل وهي : رفض حق عودة اللاجئين ، والتمسك بيهودية اسرائيل ووضع الاعتبارات الامنية فوق اي اعتبار سلام، ولا عودة لحدود العام 67، الاحتفاظ بالسيادة الاسرائيلية على القدس والحفاظ على الهلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة بشكل يميز هذه العلاقة كماً ونوعاً ، سياسياً وثقافياً واقتصادياً، عن علاقات الولايات المتحدة مع الدول العربية المتحالفة معها.

واضاف: هل يتناقض النضال مع التفاوض ، وهل يمكن تصور نضالاً بلا نهاية لا تتبعه مفاوضات، مشيراً الى انه تخللت مراحل اخيرة من نضال حركات تحرر في العالم جميعها محادثات سياسية ومفاوضات، بما فيها تلك التي انتهت بانهاء الاحتلال كما في الجزائر وبتفكيك النظام القائم، كما في جنوب افريقيا.

وقال" ان النضال يجري في كافة الجبهات والوسائل، من الكفاح المسلح وحتى النشاط الثقافي والتربوي والنقابي والرأي العام الدولي، والرأي العام في دولة الاحتلال، النضال الوطني نضال شامل ، وقد تتخلله هدنات وترافقه مفاوضات ومحادثات سياسية وغير ذلك ، والمهم ان المفاوضات لا تطرح كبديل للنضال قبل تحقيق الحقوق".

واشار بشارة الى ان الافق الوحيد لاي تحرر يحمله جيلنا او الجيل القادم هو ان يعيش سكان فلسطين كلها كمواطنين متساوي الحقوق في دولة واحدة، ولكي يحص ذلك يجب ان تقوم هذه الدولة على المواطنة الديمقراطية المتساويةفتفكيك الصهيونية شرط لتحقيق المواطنة، وان تنتمي فلسطين الديمقراطية الى حاضنة اكبر هي الوطن العربي".

وقال جمال زحالقة رئيس كتلة التجمع في الكنيست خلال ورقة حول "النضال الفلسطيني المشترك: إستراتيجيات وآفاق :" بالنسبة للنضال الفلسطيني المشترك هو مشروع ، والحقيقة ان النضال المشترك هو نظرياً وليس بالمعنى الحرفي".

واضاف " انا لا اعتقد ان الاحتلال والقمع او خصار غزة هو اخطر ما نواجهه، ولكن الاحطر هو التجزأة في الشعب الفلسطيني".

وتابع :" نحن شعب فلسطين واحد، والشعب الواحد بحاجة الى جهد وسلوك يعني بأننا شعب واحد، مشيراص الى ان الحالة الفلسطينية خاضعة للقاعدة العامة للنضال التحرري ضد الاستعمار، وهدفنا الاستراتيجي يجب ان يكون نهاية الهيمنة الصهيونية وعند الخلاص منها يمكن العيش في ديمقراطية.

وقال :" نحن امام حالة ان اسرائيل غير ناضجة للتسوية وانها تتبنى استراتيجية ادارة الصراع وليس حله"، مضيفاً " حتى لو جرت التسوية وتم التوقيع على اتفاق مهما كان ن نحن في الداخل سنبقى نناضل ضد الصهيونية".

فيما قدم الكاتب والباحث خليل شاهين ورقة تحت عنوان "نحو مقاومة شعبية شاملة، قال فيها " مقاومة شعبية وشموليتها، وهنا ربما نقصد بذك المقاومة المدنية الجماهيرية، وهو خيار في طبيعة الحال لا يستبعد الخيارات الاخرى من المقاومة لاسيما المسلحة منها.

واضاف " كيف يمكن لشعب ضعيف مواجهة قوة محتلة وهذا الحديث مهم كون الطرف الضعيف يجب ان يحول الحصم لعوامل قوة له".

وقال " كيف يمكن تطوير المقاومة الشعبية بمعنى شمولي، وتحول تكلفة نظام الابارتهايد الى عناصر تهزم اسرائيل، وهذا بالطبع يحولنا الى مفهوم المقاومة المعولم، ونقطة البداية ـنه ماذا نريد من المقاومة، وهنا لا يوجد اتفاق حولها، وهل ان ما يقدم من نماذج في بلعين ونعلين والمعصرة وغيرها من القرى هو النموذج وهو المطلوب، مضيفاً :" نحن لا نستطيع تحديد هدف الكفاح الوطني الفلسطينيكون ذلك يتطلب اعادة تعريف القضية الفلسطينية".

واضاف " ان حل الدولتين فعلياً غير قائم ، ولا اعتقد ان هناك حل وفقا لمفهوم الدولة كما يراه الفلسطينيون بمعنى دولة في حدود الرابع من حزيران عام 67، وعاصمتها القدس، وعودة اللاجئين وتقرير المصير".

وتابع شاهين " هذا الحال غير قائم، إلا في حال حدوث تراجع بالموقف الفلسطيني، بمعنى القبول بدولة مؤقتة ذات حدود مؤقتة"، مضيفاً : يجب ان نقاوم ضد الصهيونية وان نقوم بتبني هدف جديد للمقاومة ليصبح ضد نضال الفصل العنصري في الضفة وغزة والداخل".

وفي الجلسة الثانية التي جاءت تحت عنوان :"القضية الفلسطينية والقضاء الدولي، قال الدكتور هيثم مناع المتحدث باسم اللجنة العربية لحقوق الإنسان، ومنسق التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب في ورقة حول "التوجه للقضاء الدولي: الأهمية، الفعالية والإشكالية العملية" : " نحن لدينا اليوم حركة عالمية مدنية تؤيدنا ، ومشكلتنا بالاساس اننا اصبحنا نعمل بالاساس لعدم نقل الصراع الفلسطيني الفلسطيني الى اوروبا والمحافل الدولية.

واضاف:" فيما يتعلق بكافة القضايا المرفوعة في محكمة الجنايات الدولية والمحاكم الاحرى، يجب ان تكون خطواتنا فيها مدروسة بحيث يكون لها تأثير، والقدرة على العمل المدني، وان الجهد الاساسي المدني يستطيع تغيير الموازين القانونية".

وقال شعوان جبارين مدير مؤسسة الحق في مداخلة له حول "السلطة الفلسطينية والقانون الدولي بين عجز الاستخدام وخطر المساومة: " ان القانون الدولي يحمل الحقوق الوطنية الفلسطينية، ولكن السؤال في كيفية العمل والتصرف في هذا الاتجاه".

واضاف: القانون الدولي له أسس مهمة واقول هنا ان أي خطوة قانونية يجب ان يكون لها ارادة سياسية".

وقال "هل يمكن ان نفكر بطرح موضوع عضوية اسرائيل في الامم المتحدة ومدى التزامها، ولكن اقول انه هناك عدم توفر ارادة فلسطينية لطرح هذه المواضيع".
فيما قدم مؤسس ومدير عدالة؛ المركز القانوني لحقوق الأقلية العربية في إسرائيل، حسن جبارين، ورقة تحت عنوان : " قوننة السياسة الفلسطينية من خلال مبدأ ممارسة الولاية القضائية الدولية" تطرق خلالها الى اهمية استخدام القانون الدولي من اجل دفه القضية سياسياً، والى ان السياسة الفلسطينية تحولت الى قانون ووصلت الى درجة لا تسنيطع الخروج عن ذلك".

واضاف :" القانون يتحدث في لغة عالمية ولغة واضحة وتتبنى الخطاب الاخلاقي وقراره يعطي شرعية للشيء، وقال " السؤال المطروح هو علاقة القانون بالسياسة، فمثلاً كيف يمكن لدولة مثل بريطانيا او اسبانيا ، لها تاريخ في سيادة القانون ، ان تحترم قوانينها ورغم ذلك لم يكن لدينا نجاح فيها بادخال شخصية اسرائيلية للمحاكمة فيها.

ويترأس الجلسة الثالثة تحت عنوان: مقاطعة إسرائيل: نجاح في مراحله الأولى؟ ضمن اليوم الثاني من فعاليات المؤتمر الدكتور هديل قزاز مديرة مركز الأبحاث الفلسطيني الأمريكي ، ويقدم فيها شريف الموسى استاذ مشارك في دائرة العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية-القاهرة ، ويعمل حاليا كزائر في جامعة جورج تاون- قطر ورقة تحت عنوان "المقاطعة العربية والتطبيع: بين الرسمي والشعبي"، وعمر البرغوثي باحث مستقل، وعضو مؤسس في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل ورقة حول "المثقف ومقاومة الاضطهاد: المقاومة الأكاديمية- الثقافية"، وسامية البطمة عضوة في الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل، ومديرة مركز دراسات التنمية في جامعة بير زيت ورقة تحت عنوان " المقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل: خطورتها من وجهة النظر الإسرائيلية".