ابو الحاج: سياسة الاعتقال واحدة من سياسات إخضاع الشعب الفلسطيني
نشر بتاريخ: 17/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 09:29 )
القدس- معا- قال فهد ابو الحاج مدير عام مركز ابو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس ان سياسة الاعتقال أو الأسر هي واحدة من السياسات القمعية التي استخدمها الاحتلال الإسرائيلي بضراوة لإخضاع الشعب الفلسطيني ودفعه إلى التراجع أمام آلة البطش التي يستخدمها.
وتهدف هذه السياسة إلى إذلال السجناء وذويهم ودفعهم إلى التفكير ملياً قبل اللجوء إلى العمل المقاوم ضد الاحتلال، ومن ثم إبعاد الناس عنه وتحطيم معنويات الشعب بأكمله، يضاف إلى ذلك أن الاحتلال وجد في سياسة الأسر فرصة لإسقاط العديد من الشبان في وحل العمالة واستخدامهم ضد شعبهم وقواه المقاومة.
ونوه ابو الحاج الى انه "قد مر على معتقلات العدو خلال عقود من الاحتلال مئات الآلاف من الشبان والرجال الفلسطينيين، ولا شك في أن الانتفاضة الأولى التي اندلعت نهاية عام 1987 قد شكلت علامة بارزة في سياسة الاعتقال، فقد مر على المعتقلات الصهيونية خلالها حوالي 200 ألف معتقل على تفاوت مدد اعتقالهم، وكان الاعتقال الإداري (دون محاكمة) سمة مميزة لتلك الاعتقالات".
ومع مجيء انتفاضة الأقصى والتي شكلت علامة بارزة في سجل النضال الفلسطيني، وفيها ارتفع كثيرا عدد الأسرى الذين لم يتجاوز عددهم قبل بدئها 1500 معتقل، لكن العمليات المستمرة والاجتياح الإسرائيلي لمدن الضفة الغربية وبعض مناطق قطاع غزة قد رفع العدد إلى مستوى عالٍ جداً.
وتشير الإحصاءات المتوفرة -والتي لا يمكن تأكيد دقتها نظراً للاعتقالات اليومية وكذلك الإفراجات- تشير إلى أن عدد المعتقلين الآن في سجون العدو يتراوح ما بين ستة وسبعة آلاف أسير يتوزعون على مختلف السجون الصهيونية، ربما كان نصفهم موجودين في المعتقلات الثلاثة (عوفر، كتيسعوت أو "أنصار" ومجدو) وفيها أكثر من ثلاثة آلاف معتقل، ويتوزع الباقون على المعتقلات الأخرى.
وفي هذا الصدد يقول ابو الحاج( لا شك في أن الأسرى يتطلعون إلى دور شعبهم وأمتهم في نصرتهم بمختلف الفعاليات الممكنة والمتاحة، سواء أمعنوية كانت بالمسيرات والأيام التضامنية أم عن طريق تنظيم لجان النصرة والدفاع كما هي مبادرة لجنة المتابعة لشؤون الأسرى في لجنة القوى الوطنية والإسلامية، ومبادرة اتحاد المحامين العرب بتشكيل لجنة للدفاع عن الأسرى، إلى غير ذلك من الفعاليات ،ولا يغيب عنها اسلوب مبادلة الاسرى والذي كان السلاح الوحيد بيد المقاومة الفلسطينية عبر مشوارها الطويل ،ورغم ان هذا الاسلوب قد غاب بعض الشيء عن الساحة بعد قيام السلطة الفلسطينية ،الا انه اعيد الدور له من خلال عملية التبادل مع حزب الله ،وايضا المفاوضات مع الفصائل الفلسطينية الاسرة للجندي الاسرائيلي "جلعاد شاليط".
ويشير ابو الحاج الى ان الأسرى بالشكل العام والاسرى القدامى بالشكل الخاص، لا يفقدون الأمل بتحقيق انتصار على الاحتلال يحملهم إلى الحرية، مع أنهم باعوا حريتهم ليحيا شعبهم، وهم يرفضون أن يتحولوا إلى عنصر ضغط عليه للتنازل عن حقوقه كما يصرحون دائماً، وهم في كل يوم يدفعون ثمن إصرارهم على كرامة شعبهم وأمتهم.. هؤلاء يستحقون من هذا الشعب وهذه الأمة كل أشكال النصرة والدعم لهم ولذويهم عبر العديد من الطرق والاشكال ونحن بدورنا نواصل طرح قضيتهم والتذكير بهم وبنضالاتهم.
الاسير هزاع السعدي
تروي شقيقته حكمية حكايته، والتي ابتدأت كما تقول وهو في سن السادسة عشرة من عمره، فقد كان شاب في مقتبل العمر يغمره الامل في بناء ذاته واهله وذويه وتحسين مستواهم المعيشي، ولكن هزاع كان في كل مره يصطدم بنفس العائق الا وهو الاحتلال، الذي شعر في اخر لحظات التفكير منه بعمل شيء ،بانه جاثم على صدرة ويكتم نفسه.
ورغم ذلك كان هزاع يصر على مجابهة كل ظروفه الصعبة املا منه في حصولة على شهادة علمية تنقله وذوية لمستوى افضل، وبكونه الابن الوحيد بالعائلة فقد زاد احساسه بالمسؤولية، حيث انه الابن الوحيد لاسرة مكونه من امه واباه وثلاثة شقيقات ،وقد مر الاسير هزاع بعدة محطات كان وقعها كزلازل عليه اذ استشهد احد اصدقائه المقربين له نمما اثر على نفسيته، كما ووقعت حادثة اخرى كانت نقطة الحسم بالنسبة له في توجهه بضرورة عمل شيء ما لمقاومة المحتل ،اذ قام عدد من العملاء بتسميم مياه الشرب في احدى مدارس مدينة جنين.
اعتقاله
ففي يوم 27-7-1985 ،اقدمت قوات كبيرة داهمت منزل العائلة في مخيم جنين ،حيث وصفت والدته ما راته اثناء الاعتقال وكانه التحضير لحرب ننسبة لعدد ونوعية القوات العسكرية التي حضرت لاعتقاله، وقد الحقت هذه القوات الضرر الكبير بالمنزل وقامت بتكثير اثاثه والعبث بكافة محتوياته، وتروي والدته انها واثناء اعتقاله طلبت من ضابط القوة العسكرية، بان تسقي ولدها الماء ،وذلك سعيا منها في التخفيف عليه واعانته على ابقائه متماسكا، وقد نجحت في ذلك.
وتضيف شقيقته حكمية (كنت انا عروس لم يمضي علي سوى شهور قليله نوقد شعرت من اللحظة الاولى لاعتقال هزاع ،باني اصبحت انا المسئولة عن العائلة، مما فاقم علي المسئولية وايضا على زوجي، الذي وقف الى جانبي وجانب عائلتي باكثر من المطلوب منه).
الحكم عليه بالسجن مدى الحياة
وبسبب كون عمره اقل من 17 عاما ظلت جلسات الحكم تتاجل الى ان اتم 17 عاما وحكم بالسجن مدى الحياة ،وذلك لاتهامة هو ورفيق دربه عثمان بني حسين بقتل يهوديين ،وخلال كل هذه السنوات الطويلة تنقل هزاع في سجون كثيرة وقد نقل من سجن شطة الى سجن جلبوع الذي لا يزال قابعا فيه الى يومنا هذا منذ ما يقارب السبع سنوات.
وتضيف جكمية بان عائلة الاسير هزاع وخلال كل فترة اعتقاله وما قبل مجيء السلطة كابدت الويلات والصعاب ،حيث لم تتلقى اي دعم من اي جهة رسمية ،وانما اقتصر الامر على مساعدة اقارب العائلة.
ولا تزال الى الان حكمية هي الشخص الوحيد الذي يتمكن من زيارة شقيقها هزاع وذلك بسبب كبر سن والدته والتي يقارب عمرها ال 85 عاما ،والتي اصبحت غير قادرة على الحركة ،كما تمنع شقيقته ناريمان والتي تركها وهي بسن ال 9 سنوات من زيارته ،ومن الجدير ذكره ان ناريمان تحرم من الزيارة لسبب بسيط الا وهو انه في المره الوحيده التي ذهبت بها للزيارة كانت تحمل قنينة زيتون احضرتها لشقيقها واشتبهت بها ادارة السجن مما قادها الى منعها من الزيارة واستمر هذا القرار الى يومنا هذا.
وتضيف حكمية ، لم يعد سجن الا ودخلته لدرجة انني صرت اشعر باني انا السجينه معه واصبحت زيارة السجن جزء لا يتجزء من حياتي ،كما وانني دوام الحديث عن معاناة الاسرى التي اواكبها عبر هذا المشوار الطويل منذ ما يقارب ال 26 عاما ،وتتسائل الى متى يمكن ان يكون هذا المشوار ،هل من الممكن ان تبقى حياتنا هكذا الة ما لا نهاية.
رغم الالم يتجدد الامل
وخلال الحديث مع حكمية ،كان هناك صوت مضوي بجانبها طوالة وقت الحديث معها ،وجوابا على استفسارنا عن مصدر الضجيج اجابتنا بانه صوت "خلاطات الباطون" والتي تبني بيت الاسير هزاع ، وحول ذلك اشارت حكمية لا تزال صورة هزاع في بدلة العرس وبجانب عروسته لا تفارق ناظري ، واحلم بها لحظة بلحطة ،وانا من جانبي اقوم بهذه الفترة بالتحضير لكل ما هو مطلوب لاتمام زواجه ،وذلك لسبب بسيط انه ينتابني احساس غامر بان الافراج عن هزاع ومن معه من الاسرى القدامى قريبا جدا ،وانا على ثقة تامه بانه لا يزال لدي القدرة والامكانات الكبيرة لاجعل حياته هانئة وكريمة وساملي عليه الدنيا ،وساتمكن من مسح عذاباته في السجون.
وتقول شقيقته حول الاستمرار باللعب باعصاب ذوي الاسرى في موضوع تبادل الاسرى ،مع ثقتي الكبيرة بان الاسرى القدامى من امثال هزاع هم على راس اولويات الجهات التي تفاوض اسرائيل لاتمام عملية التبادل ، ومع قناعتي بان من يعرقل التبادل هو اسرائيل ،الى انني ادعوا الجهات المفاوضة عن الجانب الفلسطيني الى ضرورة الاسراع باتمام الصفقة ،لسبب بسيط ان كل يوم يمضي من حياة الاسرى داخل السجون لا يمكن تقديره بثمن.
الاسير احمد فريد شحادة
يقول ابو الحاج عن الاسير شحادة ،(لقد ظلت مرارة اللجوء والم الاقامة بالمخيمات تطارد تفكيره وخياله منذ نعومة اظفارة، لا بل كان له المحفز والدافع لتفكيره بالانخراط بالعمل الوطني سعيا منه للدفاع عن قضية ارضه وشعبة،ودفع فاتورة غاليه من حريته وسنين شبابه ولا يزال ).
وحول التعريف بالاسير شحادة يقول ابو الحاج (هو من مواليد العام 1961 في مخيم قلنديا للاجئين بالقرب من رام الله ،وقد عرف الكد والتعب منذ صغره ،فقد عمل في الخضار ،كما عمل فيما بعد في عدة مهن منها الحدادة وسائق تكسي ،وقد كان سيرته محمودة من قبل الجميع ،وكسب احترام كل من عرفه وتعامل معه ،وفيما بعد اتم دراسته في اريحا ،وقد كان الاسير شحادة محبا للثقافة والاطلاع والمعرفة ،وكان له ايضا موهبة الرسم ،فهو رسام ماهر ،ولولا ماك فيما بعد من سنين الاعتقال لكان قد لمع اسمه في حقل الفن ).
اعتقاله والتحقيق معه
يشير ابو الحاج انه في تاريخ 16-2-1985 وفي ساعات الليل المتاخرة ،داهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال منزل عائلة الاسير شحادة في مخيم قلنديا ،وطرقوا الباب بقوة شديدة ،وخرجت والدة الاسير شحادة ،وقد دهشت حين سئل ضابط القوة الاسرائيلية عن فلذة قلبها احمد ،ودخلوا المنزل واعتقلوا احمد من غرفته وعصبوا عيناه وغاب الى يومنا هذا عن اهله وذويه.
وحول التحقيق معه تقول والدته (بعد ان غاب احمد عن ناظرنا ،علمنا بانه موجود في سجن رام الله "المقاطعة"،وقد دامت فترة التحقيق معه لاكثر من 90 ،تعرض خلالها لعدة صنوف من العذاب منها الشبح لساعات طويله والضرب المتواصل على اماكن حساسة من الجسم ،بالاضافة الى حرمانه من النوم عبر سكب الماء البارد عليه كلما غلبه النوم ،كما جرى حرمانه من الطعام لزيادة الضغط عليه ،واثناء فترة التحقيق معه تم نقله الى سجن جنين ،لاكمال جلسات التحقيق معه ،وقد مر هناك من جديد بصنوف العذاب ).
وتضيف والدته بانه وبعد ياس المحققين من انه لن يعترف او يتكلم قاموا بنقله الى غرف العصافير ،ولكنهم لم يبحققوا هدفهم ولم يستطيعوا النيل والايقاع به ،وقد حكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد سنتين من اعتقاله ،هو ورفيق دربه "عيسى التايه".
تنقله في السجون ومنعه من الزيارة
وخلال سنين سنواته التي اوشكت على 26 عاما ،تنقل الاسير شحادة في عدة سجون منها سجن جنيد ومنه الى سجن عسقلان ومن ثم السبع ونفحة والرملة ،ويمكث حاليا في سجن الدامون ، عانى خلالها من العديد من الازمات منها الصحية ،حيث انه اصيب بمرض السكري في فترة اعتقاله الاولى بعد ان مضى عليه ما يقارب الخمس سنوات من الاعتقال ،مما فاقم معناته وزاد من الام سجنه .
ويلفت ابو الحاج الى انه وبالرغم من كل معاناته ومرضه الى انه لم يتاخر في مشاركة رفاق دربه في الاعتقال دروب نضالاتهم المطلبية ،حيث شارك واكثر من مره بالاضرابات عن الطعام والتي نضمتها الحركة الاسيرة داخل السجون رغم اصابته بالسكري .
وحول تمكن اهله من زيارته ،يقول ابو الحاج بان العائلة اي امه وشقيقاته واشقائه جمعيهم تمكنوا من زيارته باستثناء شقيق واحد وذلك لكونه اسيرا محررا ،وقد مرة تجربته بفترات انقطعت فيها امكانية زيارته ،حيث قطعت الزيارة عن والدته لمدة 8 سنوات ،كما وانه وخلال سنوات انتفاضة الاقصى لم تتمكن سوى والدته من زيارته ،ومؤخرا منعوا زيارة باقي افراد العائلة ،وقد قام الاسير شحادة بتقديم طلب لتمكين شقيقه عبد الحكيم من زيارته حيث انه لم يراه منذ اكثر من عشر سنوات ولنفس السبب المذكور اي انتفاضة الاقصى لم تتمكن شقيقاته من زيارته منذ ما يقارب 9 سنوات.
واملا من اهله وذويه اوكلت العائلة محامي لقيامة بتقديم طلب لتحديد فترة الحكم المؤبد ،ولكن طلبهم رفض من قبل المحمة الاسرائيلية.
بناء الذات
خلال سنوات انتفاضة الاقصى ،قام الاسير شحادة باكمال دراسته ،حيث نال شهادة الثانوية العامة داخل السجن ،ثم انتسب الى الجامعة العبرية المفتوحة ،لكن اهله غير متاكدين من استمراره بالدراسة وذلك بسبب انهم منقطعين عن زيارته وبالذات والدته منذ 2009.
ورغم ان الاسير شحادة قد نظر لتجربته الاعتقاليه في سنيها الاولى نظرة سلبية وانها تكبيل لدور المناضلين مما تسبب بمرض السكري ،غير انه سرعان ما ادرك المتسع الكبير والذي يمكنه وغيره من الاسرى من بناء ذاتهم وتحصين انفسهم ،وعمل الكثير لجعل التجربة الاعتقالية اقل الما ،فبالاضافة الى اكماله لدراسته فقد حصل الاسير شحادة ،بالحصول على دورة للاسعاف الاولي بتقدير جيد جدا ،بالاضافة الى مسئولياته القيادية داخل السجن ،وانشطته الاخرى مثل الاعمال الفنية ،والرسم على القماش ،على الرغم من ان العائلة لم تتمكن من الحصول عليها وخاصة التي عملها اثناء فترات انقطاع الزيارة.
ولفتت عائلة الاسير شحادة الى ضرورة زيادة الاهتمام الرسمي بالاسرى القدامى والضغط على حكومة الاحتلال من اجل اطلاق سراحهم ،كما واشاروا الى تراجع الاهتمام الجماهيري بقضية الاسرى ،وتمنوا ان يكون اطلاق سراح الاسرى على رأس اولويات القيادة الفلسطينية.
الاسير نافذ حرز
يقدم ابو الحاج البطاقة التعريفية ويقول (الاسير نافذ حرز ويبلغ من العمر الان 54 عاما امضى منها ما يقارب الخمسة وعشرين الى الان داخل سجون الاحتلال، وقد كان من نشطاء فتح البارزين ،واعتقل بتاريخ 25-11-1985 ،وحكم مدى الحياة ،ومنذ هذا التاريخ تنقل بالعديد من السحون والمعتقلات الاسرائيلية).
تغذية روحه الوطنية
ويضيف ابو الحاج ( انخرط في صفوف الثورة بدافع روح التمرد فيه رداً على ممارسات جنود الاحتلال الاسرائيلية الاذلالية, وعلى العنجهية التي كانوا يعاملون بها الفلسطينيين في تلك الفترة الزمنية من عمر الثورة حيث كانت الاراضي الفلسطينية تمر في تلك الاونة بكبرياء وانتشاء لعملية تحرير الاسرى في 20/5/85,وقد كان لخروج المئات من الاسرى المحررين من سجون الاحتلال اثرا عظيماً على دوافع السلوك لدى نافذ وبلغ مرحلة التحرر الداخلي التي جعلته هو واخرين يشعر بالندية للاسرائيليين بل ويتفوق عليه).
ويتابع ابو الحاج ( لذا فقد قاتل وجرى اعتقاله فيما بعد وحوكم من قبل المحاكم العسكرية لجيش الاحتلال بتهمة قتل اسرائيلي فهو يمضي الان الحكم لمدى الحياة ).
وكان حين اعتقاله يبلغ من العمر "29" عاماً,وهو اب لستة اطفال, تنقلوا مع والدتهم خلفه في سجون الاحتلال لزيارته و تعلموا ان الاحتلال الاسرائيلي فرض عليهم اسلوباً فظاً في اجتماع العائلة، ولم شملها حيث لايتم ذلك الا على شبك الزيارة هم في جانب والوالد في جانب اخر, الشبك الذي يحول دون ان يتبادلوا مصافحة اليد باليد او التقبيل او اخذهم للحضن كسائر بني البشر عندما يقابلون اعزائهم.
25 عاماً قضاها نافذ خلف الاسوار محصوراً بين مكعبات الاسمنت وقضبان الفولاذ وبالمقابل ترعرع الاطفال, كبروا وتزوجوا وانجبوا واحد وعشرين حفيد لنافذ, اخرهم لم يكمل الشهرين, لقد كبر الاولاد وهم في وضع غير طبيعي , حيث ان كبير الاسرة هي والدتهم وتسير امور العائلة.
ويشير ابو الحاج الى انه و منذ ان خرج نافذ من مركز التحقيق الى زنازين الاسرى, قام بتثقيف نفسه والمداومة على حضور الجلسات مع اخوته وشارك في الحوار والنقاش الذي يجري في الجلسة او في ساحة الفورة " النزهة اليومية" و كان يظهر طموحاً للتعرف على كل شيئ, فقد كان يبدي ولعاً بتصميم نماذج قبة الصخرة المشرفة وقد ابدع في ذلك , كان يهتم لابعد الحدود بهذا الشكل من الابداع, فالصخرة في مفهومه تتمركز فيها القداسة كاملة والتشريف الذي لايعلو عليه تشريف.
لقد انخرط وقاتل من اجل ان يساهم في تحرير فلسطين الذي تعني تحرير القدس والحفاظ على قدسيتها من التدنيس كان يقول عندما ينجز احدى هذه النماذج:" اضل اقاتل حتى تحرير القدس, لاحرية لنا الا بتحرير القدس وفلسطين ليست فلسطين الا بالقدس عاصمة لها"، ويضيف نافذ " الرباط في فلسطين والقدس مركزها جهاد الى يوم الدين" .
ان نافذ يؤمن ان حريته لاتتحقق الا بحرية الوطن وتقرير مصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الرغم من معاناته من عدد من الامراض اخطرها مرض الغدة الدرقية التي في الاخير سمح له ان يؤخذ علاج لها بالكيماوي في مستشفيات الاحتلال الاسرائيلي.
يقول في نهايه كلامه: "ان ابن ابني سيرفع علم فلسطين مع كل اطفال فلسطين على مآذن القدس وابراج الكنائس".
المركز في عيون الاسرى
وفي رسالة وجهها الاسير "عمر صبري قاسم عطاطرة" من سجن النقب الصحراوي، بتاريخ 5-10-2010 ،لمدير المركز فهد ابو الحاج، والتي يقول فيها
ومن اذا ابصرته اكبرته ... فالروح تهفو نحوه بالحال ودا
ومن يروق العين ان ترنو له ... وروعة البدر التمام اذا تبدا
وكف جند بالمدى مدودة ... هو بسمة بصدمة الاحزان تهدى
هو من اذا وقف العداة ببابه ... واسى النفوس على مصائبها وادى
فهد الذي افتخرت بالعز كوبر ... واكتست انقاً وعزا
يا من دخلت السجن ليثاً كاسراً ... وخرجت من بعد العذاب المر فهداً
ولقد احلت السجن روضاً مزهراً ... وقطفت في تصميمك البتار ورداً
قد كنت تعرف ما تريد وسرت فيه ... لاحراز مجدك مسرعاً لم تدخرجهداً
ها انت تحصد ما زرعت ... وانت اصبحت في اوطاننا فعلاً معدا
تحذوك اشواق النجاح كبرت ... في معرض النجوم مشمراً وفعلت رشدا
فبرزت جندي الصعاب فقائدأ ... فأضحى معيناً في غربةً وابأ وجداً
في محنةً كشفت عن ماردِ شرواك ... يقطر سكراً ويفيض شهدا
اشعلت نيرون السجون بهمةً ... لا تنحني رغم الاسى وكسرت قيدا
لا عجاب ان عشقتك خيلك انها ... تهوى الاصيل كمثلها وتجب جدا
حقاً على التاريخ ان يحني اذا لك هامة ... في هيبة ويفوح ورداً
وفود زائرة للمتحف
من جانب اخر زار المتحف د ناصر القدوة عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، وذلك برفقة د حسن الدويك نائب رئيس الجامعة ود عماد ابو كشك مساعد الرئيس للشؤون الادارية والمالية ود بديع السرطاوي مساعد الرئيس لشؤون التخطيط والتطوير وعدد من مسئولي وموظفي الجامعة في استقبالهم فهد ابو الحاج, مدير عام المركز والمتحف، والذي رحب بهذه الزيارة الهامة وابتدأ باستعراض مراحل تشييد هذا الصرح الوطني على مداد 10سنوات، حيث قال:" لقد ابتدأنا قبل 10 سنوات وبامكانات بسيطة في جميع ما امكن من الارث النضالي للحركة الاسيرة، حرصاً منا على عدم ضياع هذا التاريخ الهام والمفصلي لحياة الشعب الفلسطيني، كون مايقارب 800.000 فلسطيني قد عانى من تجربة الاعتقال ومن ثم طورت الفكرة باتجاه انشاء متحف كجزء اساسي للمركز للوصول الى افضل السبل في نقل معاناة اسرانا.
بعد ذلك اصطحب ابوالحاج د القدوة في جولة لأروقة المتحف مستعرضاً الطرق التي تم اتباعها في عرض هذه المعاناة والتي قال عنها انها راعت الطريقة الانسب في مخاطبة الزائر للمتحف عربياً واجنبياً، وابتدأ بالشرح حول كل مرحلة يمر بها المعتقل الفلسطيني في السجون الاسرائيلية من عرض صور ومعلومات عن السجون والمعتقلات, وكيف ان اسرائيل تضاعف اعدادها باستمرار كدليل على عدم سعيها لانهاء مأساة هؤلاء، اضافة الى ذلك لفت ابو الحاج الى ان المركز قام بتوثيق تجربة الاسرى في فترة الانتداب البريطاني وايضاً الاسرى العرب الذين لايزال عدد منهم يقبع داخل السجون، وعلق ابو الحاج قائلاً ان القيمة الاسمى لهذا المتحف انه يدحض الرواية الاسرائيلية حول الاسرى والتي تحاول دوماً تصويرهم بأنهم مجموعة من الارهابيين، وتمنى ابو الحاج ان تبقى قضية الاسرى على راس اولويات القيادة الفلسطينية.
وفي نهاية الزيارة شكر د القدوة الجهد الذي قامت به جامعة القدس ممثلة برئيسها الدكتور سري نسيبة, وجهد السيد فهد ابو الحاج في هذا الانجاز وقال( هذا صرح كبير وهام وتشرفنا بزيارته اليوم ،والحركة الاسيرة في قلب الحركة الوطنية الفلسطينية ،والاسرى في مقدمة هموم القيادة الفلسطينية والاهم للشعب الفلسطيني كافة ،ومعا وسويا مع اسرانا ومع كل مناضلينا على هدى الشهداء ،تحية خاصة الى ارواح الشهداء وخاصة من يحمل هذا المتحف اسمه الشهيد القائد ابو جهاد والقائد الرمز والمؤسس ابو عمار).