الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

مونولجات غزة تبحر إلى فضاء الحرية عبر البحر المتوسط

نشر بتاريخ: 17/10/2010 ( آخر تحديث: 17/10/2010 الساعة: 16:28 )
غزة- معا- "وأنا قاعد على باب الدار أجا صاحبي وقالي صاحبنا محمد المعصوابي استشهد ما صدقت الخبر رحت أدور على أغلى صاحب بحياتي وصلت المسجد لاقيته ملفوف بعلم فلسطين ومقطع أشلاء بكيت كتير وحزنت عليه".

"أنا بثالث يوم الحرب فاجأنا اتصال ردينا كان اللي بحكي ألو إحنا جيش الدفاع الإسرائيلي معكم خمس دقائق لإخلاء البيت".

"ليش العالم كله مرتاحين وإحنا عايشين بمحرقة" روايات وذكريات تعبر عن آلام عاشها أطفال غزة قبل عامين تقريا أثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع شتاء 2008-2009 حينها تمنى الأطفال أن يعيشوا يوماً واحداً بأمان قبل أن تطحنهم محرقة الحرب.

أحمد أبو طه، أمجد أبو ياسين، محمود أبو شعبان، ثلاثة من الفتية الذين رووا لنفسهم ولأوراقهم ما مروا به خلال 22 يوماً من الحرب، خطت أقلامهم ما قالوا أنهم لن ينسوه أبداً ما داموا على قيد الحياة.

ثلاثتهم قالوا أنهم فقدوا الأمل بالمستقبل لأن العالم لم يشعر بما مروا به ولا يبذل الجهد المطلوب ليعرف ما تركته تلك الأيام من آثار على حياتهم ومستقبلهم.

يقول أصغرهم محمود أبو شعبان " 14" عاماً:" أفكر بأن أدرس الإخراج والمسرح لأنها قد تعبر عما يجول بخاطري من الأفكار وستوصل مشاعري للعالم".
أما أحمد أبو طه فيقول أنه كان يحلم بأن يكون مهندس ديكور حين يكبر ولكن الحرب واغلاق المعابر تقتل حلمه.

وئام " 14" عاماً قالت:" أيام الحرب رحنا على مدارس الوكالة وتشردنا من بيتنا لاقينا المدارس مليانة وما في وسع فاضطرينا نرجع البيت وكان بابا يحكي شو ما يصير يصير".

تضيف:" لما رجعنا الحارة كانت متغيرة كتير والحارة ما كانت هي الحارة ولا الناس اللي كانوا هما نفسهم".

وعن رسالتها لأطفال اليونان حيث من المقرر استقبال هذه المونولوجات:" نحن أطفال غزة من حقنا أن نعيش ونتمنى أن يسمعنا أطفال العالم كي يساعدوننا".

سجود أبو حسنين " 15" عاماً فتقولفتدعو العالم في رسالتها لفك الحصار على غزة وأن ينظر لأطفال غزة بحنان لأن من حق الأطفال هنا أن يعيشوا أبسط حقوقهم.

وعما كتبت في روايتها قالت أنها خافت كثيرا على أشقائها الصغار لأنهم ذهبوا مع والدهم إلى أرضهم قبل أن يفاجئ القصف المواطنين في غزة.
وتضيف أنها نقلت في رسالتها كيف عاشت والدتها تلك اللحظات خوفاً على أبنائها وزوجها.

أما أنس أبو عيطة فكان يحلم أن سيكون يوماً ما لاعب كرة قدم مشهور إلا أنه اكتشف أن هناك عقبات ستحول دون هذا الحلم وهي حصار غزة وإغلاق معابرها دوما عدا عن افتقار غزة للملاعب والنوادي ولذلك فإنه من الصعب للغاية أن يكون اللاعب الذي تمنى.

هذه القصص التي انطلقت في تمام الساعة الحادية عشر ونصف إلى حيث لن ترهبها نيران الطرادات الاسرائيلية وتكون الفكرة قد وصلت إلى حيث ينتظر 33 طفلا وطفلة على شواطئ اليونان سيقرأون ما رواه أطفال غزة في وريقاتهم.

وتراوحت أعمار المشاركين بين 14 و 18 عاماً، أتوا من خلفيات متعددة ومواقع مختلفة انتسبوا لدورة تدريب مسرحي تابعة لمسرح عشتار تم التركيز فيها على موضوع الأحلام، الآمال والمخاوف، قبل، خلال وبعد الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة.

كتب الأطفال مونولوجاتهم الشخصية البعيدة عن الخطابات السياسية أو وصف الأحداث المروعة، ساعدهم مدرب المجموعة الفنان علي أبو ياسين ضمن فكرة شركاء حول العالم لمشاركته هذه المغامرة الثقافية والإنسانية، ثم جمع هذه المونولوجات وترجمها إلى اللغات الانكليزية والفرنسية.