الأحد: 17/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

مانديلا: الاسرى يشددون على ضرورة تحقيق الوحدة الوطنية

نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 11:19 )
رام الله- معا- "كفى للفرقة والتشرذم، عليكم بترسيخ الوحدة الوطنية الفلسطينية بالعمل لا بالقول " كلمات وجهها الاسير ثائر حماد من سكان سلواد قضاء رام الله للفصائل الفلسطينية بشكل عام ولحركتي "فتح" و"حماس "بشكل خاص، خلال زيارة المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا" لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين له ولعدد من الاسرى، يوم الاربعاء الماضي في سجن "هداريم" حماد المعتقل منذ 2/10/2004 ويقضي حكما بالسجن المؤبد المتكرر 11 مرة عبر عن غضبه وقلقه والاسرى من المشهد الفلسطيني الراهن.

واكد أن الوحدة الوطنية هي الرد الاقوى على نهج الحكومة الاسرائيلية التي تنادي "بيهودية الدولة".

ورحب الاسير حماد بالحوار الفلسطيني الذي أستأنف في دمشق، متمنيا أن يتمكن المتحاورين من إنهاء كافة نقاط الخلاف العالقة ، مطالبا حركة "حماس" بتحمل المسؤولية وان تكف عما اسماه " المراهقة السياسية".

واضاف: "عليها أن تعي أوجه الخلاف والاختلاف وتفرق بينهما "، مؤكدا انه يوجد خلافات في وجهات النظر وطريقة تطبيق البرنامج السياسي لكل تنظيم ولكن لا يمكن أن يكون هناك إختلاف حول ترسيخ الوحدة الوطنية واستنهاض الشعب وبناء جسر متين من الثقة بين الشعب وقياداته وفصائله، لأن الشعب الفلسطيني هو رأس الحربة في عملية النضال والكفاح حتى تحرير الارض وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد حماد بأن كل البدائل التي ستطرح من الدول العربية لن تغير من النهج المتطرف لنتنياهو وليبرمان، واضاف : "لذلك لا خيار أمامنا سوى الوحدة الوطنية وإنهاء حالة التشرذم التي ستؤدي حتما الى ضياع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ما لم يتم تدارك الوضع الحالي ووقوف كل تنظيم عند مسؤولياته وتغليب مصالح الشعب والمصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والفئوية الضيقة التي لا تخدم سوى الاحتلال المستفيد الوحيد منها، خاصة وأن مطلب وقف وتجميد الاستيطان لم تقبل به حكومة الاحتلال وتعتبره مطلب كبير يصعب عليها تنفيذه، فما الحال لو وصلنا الى المفاوضات النهائية وطالبنا بإزالة كافة المستوطنات وإعادة الارض الى أصحابها والكلام للأسير حماد، مرحباً في الوقت ذاته بقرار السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات طالما الاستيطان مستمر وحكومة الاحتلال تضرب بعرض الحائط كل القرارات والمواثيق الدولية، وأنهى حماد كلامه "بأن الوحدة الوطنية ليست شعارا بل عملا وممارسة لانها هي الرد الحقيقي على جرائم الاحتلال وهي صمام الامان لشعبنا وقضيتنا ".

واقع الحركة الاسيرة:
وقابلت المحامية دقماق الاسير بسام ابو عكر من مخيم عايده قضاء بيت لحم ، والمعتقل منذ 2/6/2004 ،واكد أن الحركة الاسيرة تمر في ظروف صعبة وقاسية وفي هجمة استثنائية على السجون وعنوان هذه الهجمة "تهريب أجهزة البيلفون" حسب إدعاء مصلحة السجون، وهي من وجهة نظره مزاعم باطلة مذكرا ان إدارة السجون ومنذ سنوات طويلة مارست بحق الاف الاسرى سياسة الحرمان والعزل وفقدان التواصل مع ذويهم حتى في إطار القرابة للدرجة الاولى التي تسمح قوانين مصلحة السجون فيها للاسرى بزياراتهم من قبل أهاليهم.

واستطرد ابو عكر قائلا: " أصبح معروف لكل المؤسسات العاملة في الحقل الانساني والحقوقي أن الاسير الفلسطيني ومنذ عقود طويلة لا يتواصل الا مع جزء يسير من أسرته الضيقة، فإن تم السماح للام بالزيارة يكون الاب محروم منها ويكون الاخ والاخت والابن والابنة فوق سن 16 سنة، فليس من السهل أن يتمكنوا من زيارة الاسير كونهم بعد هذا السن بحاجة الى تصريح من حكومة الاحتلال، بالاضافة الى الزوجة التي في كثير من الاحيان تمنع من زيارتها لزوجها".

واضاف إن الاسير عندما فكر أو يفكر بكسر حلقة العزل عن نفسه، لا يمارس ذلك حبا منه في إختراق قوانين ظالمة عليه، إنما بسبب وجع الحرمان وآلمه على هذا الاسير الذي يعزل عن الحياة في أبسط معانيها حتى من التواصل مع أسرته الضيقة بشكل إنساني صحيح، وذلك بسبب حجة الدواعي الأمنية وعدم منح التصاريح بالإضافة الى الجانب الإنساني البحت والتي ترفض مصلحة السجون التعاطي معه، لأن حسبتهم ومنطقهم الأمني هو المنطق الوحيد الذي يتم به العمل بمعزل عن التعاطي في أضيق الهوامش الانسانية مع الأسير على إنه إنسان وله احتياجات انسانية وهم ضعفاء جدا أمام هذه الحجج والبراهين التي يقدمها الأسرى في هذا الاتجاه".

حكومة الشعب الفلسطيني:
وتطرق ابو عكر الى موضوع الوحدة الوطنية، قائلا: في "ضوء إنسداد الافق السياسي، فإن كل القوى والاطار والفعاليات مطالبة بالنظر بإتجاه واحد ووحيد يتمثل في إعادة اللحمة الفلسطينية للشعب الفلسطيني ووقف هذا الانقسام البشع لأننا ايضا نخسر حتى في ملف التفاوض عندما نذهب والشعب الفلسطيني والارض الفلسطينية مجزأة بين أبناء الشعب الواحد بين حكومة" حماس" في غزة والسلطة في رام الله ".

واضاف: إننا "نريد حكومة الشعب الفلسطينية ووحدة الشعب الفلسطيني لا حكومة هذا التنظيم أو ذاك في الوقت الذي يقابلنا نتنياهو بدولة عصرية تتقن فيه الحصار والقتل والعزل والحرمان ومصادرة حقوقنا ، فعلينا أن نقف مثل باقي شعوب الأرض موحدين كون اسرائيل فوق القانون الدولي وفوق المحاسبة الدولية ".

المطلوب مصالحة حقيقية:
والتقت دقماق الاسير جهاد غبن من مخيم جباليا في قطاع غزة، والمعتقل منذ 8/8/1988 ويقضي حكما بالسجن 38 عاما والذي عبر عن قلقه العميق لمماطلة حركة "حماس" طوال السنوات السابقة في تحقيق المصالحة الوطنية الجدية، وتمنى أن يرى المصالحة قريبا، وأكد دعمه وكل الاسرى لمصالحة حقيقية تناقش الازمة الفلسطينية من جذورها حتى الوصول الى وحدة وطنية متينة.

واضاف "نرفض أي مصالحة وهمية لا تسمي الاشياء بمسمياتها "، محملا (حماس) مسؤولية كل ما يجري في غزة لعدم اهتمامها كما قال " بأبناء شعبها وعدم إدراكها لصعوبة الوضع في غزة ، حيث الفقر الذي ينخر في عظم الشعب الفلسطيني الغزي ،وأن ما تتناقله وسائل الاعلام عن المرأة الغزية التي ذهبت للعمل الشاق الذي لا يتحمله الرجال، لا يسعدنا بل يحزننا ويؤلمنا لان المرأة الغزية التي نتفاخر بها هي سيدة البيت والمربية الفاضلة لابنائها وهي المدرسة والطبيبة والمهندسة ".

وقوف خلف الرئيس:
ورحب الاسير غبن بوقف المفاوضات، وأكد وقوف الحركة الاسيرة خلف الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، داعيا الى ربط قضية الاسرى الى جانب وقف المستوطنات في حال تم استئناف المفاوضات وخاصة أسرى ما قبل أوسلو . وناشد غبن اللجنة المركزية لحركة "فتح" العمل الدؤوب على بناء الحركة واستنهاضها بدلاً من التناحر بدليل مرور أكثر من سنة على انتخابات الحركة ولم نرى او نلمس أي جديد على الوضع التنظيمي على كافة المستويات.

اسرى غزة:
ودعا غبن الجهات المعنية وخاصة وزارة الاسرى للاهتمام بأسرى غزة، مؤكدا أن المبلغ الذي تدفعه الوزارة لكافة الاسرى لا يحقق الحد الادنى من متطلبات واحتياجات أسرى غزة لعدم قدرة أهاليهم بإدخال الكانتينا لهم خلاف إخوانهم الاسرى من الضفة.

وأكد غبن أن أسرى غزة لا يزارون من قبل ذويهم وذلك بسبب منع الاحتلال، ولكنه استغرب من عدم قدرة زيارة المحامين لاسرى غزة عدا حالات فردية، بالاضافة الى النقص الشديد في الملابس والكانتينا مطالبا وزارة لااسرى أن تقوم بواجبها وتأخذ دورها تجاه أسرى غزة وطالب غبن بتفعيل اللجنة التي شكلت من قبل اللجنة المركزية لمتابعة أمور وشؤون الاسرى والتواصل مع أبناء "فتح "في السجون وحل مشاكلهم.

لا سلام ولا مقاومة دون وحدة:
وقابلت المحامية دقماق الاسير زاهر جبارين من سلفيت والمعتقل منذ 8/8/1988 ويقضي حكما بالسجن المؤبد بالاضافه الى 35 عاما، و اكد بان كل الاسرى مع المصالحه ومع الاجواء الايجابيه التي جرت في دمشق بين "حماس" و"فتح"، داعيا لاستمرار الحوار وتعزيز هذا الموقف، وطالب الطرفين بان يعجلوا في المصالحه، داعيا الى عدم إضاعه الوقت والجهد وتبديد طاقات الشعب الفلسطيني في امور لا تسمن ولا تغني من جوع.

واضاف: "فبدون وحدة وطنية لن يكون سلام ولا مقاومه، فهذا سيعطل على هذا وهذا افضل وضع للاحتلال المستفيد الاول والاخير من حاله الانفسام والخاسر الاكبر الشعب الفلسطيني وقضيته العادله".