الثلاثاء: 24/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

رئيس ديوان الرئاسة يرسل رسالة للاسرى والاسيرات

نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 20:55 )
رام الله - معا - كتب د.حسين الاعرج رئيس ديوان الرئاسة رسالة الى الاسرى والاسيرات ضمن حملة "اكتب رسالة للاسرى والاسيرات" التي اطلقتها وزارة شؤون الاسرى والمحررين.

وجاءت رسالة د.الاعرج التي ارسلها للاسرى وتلقت "معا" نسخة منها كما يلي:

" إخوتي أخواتي الأبطال في سجون الاحتلال الاسرائيلي البغيض

تحية طيبة وبعد،،

نعم.. تحية اجلال وإكبار ممزوجة بأصدق مشاعر الاخوة والتقدير والعرفان لكم, أيها الابطال الاعزاء, والبطلات العزيزات, يا من قدمتم ولا زلتم تقدمون حتى اللحظة أجسم التضحيات وأعظمها في سبيل حرية وطنكم وشعبكم.. حملتم العبء الثقيل على كواهلكم.. وجعلتم نسغ أعماركم زيتاً لقناديل حرية وطنكم فلسطين وشعبكم الفلسطيني, وترابنا الوطني الطاهر,وقدسنا الغالية الأسيرة بشراً وشجراً وحجراً, بيوتا ودور عبادة ومقدسات, وعبق تاريخ عريق يسكن أرواحنا جميعاً,سواء كنا في الزنازين أو في ديار الشتات,في حقول الزيتون وكروم العنب, أم على بيادر القمح وحول دواوير السمسم, فكلنانعزف سيمفونية ومقطوعة واحدة هي انشودة العشق للأرض,أرض آبائنا وأجدادنا من الأزل وإلى الأبد ,إنها أنشودة النصر والعودة والتحرر والتحرير للأرض والانسان من ربقة السجن والسجان ,من أقصى بلاد العرب اوطاني في الشمال الإفريقي بصرخة الشابي لا بد للقيد أن ينكسر, إلى دفقة الامل في ديوان المعركة لصاحب الاشجار تموت واقفة,حيث قال:

ليس بعد الليل إلا فجر صبح يتسامى
إخوتي أخواتي:

إنكم في القلب,وفي صميم وجداننا وضمائرنا تسكنون,فأنتم لستم أرقاماً كما يحلو للسجان أن يعذبكم,بل أنتم أسماء,وآباء وأمهات وإخوة,وأخوات,وأبناء, وبنات, يحبونكم وتحبونهم, أنتم اصفى وأنبل المشاعر, وأغلى وأسمى حالات العطاء والكرم والتضحية, فمن أكرم ممن ينكر ذاته من أجل شعبه ووطنه وحريته وحريتهما معاً, ورحم الله راشد حسين حيث مجدكم ومجد الحالة التي تعيشون يا أسرانا واسيراتنا البواسل بحواريته الرائعة مع حبيبته صاحبة "لا تحرقي منديلك الأخضر الليل يحترق",كما كان يحلو لدرويش أن يناجيها بهذه الكلمات, والتي لا ريب أنكم تعرفونها, فهي لسان حالكم وحال الوطن والأمة:

قالت أخاف عليك السجن قلت لها:

من أجل شعبي ظلام السجن يلتحف

لو يقصرون ما في السجن من غرف

على اللصوص لهدت نفسها الغرف

لكن لها أمل أن يستضاف بها حر

فيزهر في أنحائها الشرف

قالت حلمت بطفل ليس والده أباُ سجيناً

قلت :الحلم يعتكف

أتحلمين بطفل قلب والده عبد؟

أعيذك من عبد له خلف!

أحبتنا, إن يقيني وإيماني لا يتزعزع بانكم ستحملون نياشين تلك العذابات على صدوركم مرفوعي الهامات,وأنتم تشقون دروبكم إلى الحرية,إن شاء الله, قريباً,فلن يهدأ لنا بال الا بتحريركم وعودتكم الى بيوتكم واسركم ، واهلكم وشعبكم ، ان قضيتكم لهي هاجس فخامة السيد الرئيس الدائم ، وهي على جدول اعماله كبند ثابت في أي محادثات ، ولا يدري السجان البغيض من اين ستهب الريح القاصف ، التي ستقتلعه وتقتلع ذهنيته الاجرامية ، وممارساته الوحشية بحقكم ، وبحق شعبنا بأسره ، فدمتم يا مشاعل الحرية والسيادة والاستقلال الناجز لدولة فلسطين المستقلة ، وعاصمتها القدس الشريف ، حينما تزرع رايات الحرية والنصر فوق اسوارها ومآذنها وقباب مقدساتها ،ويظل رباعي الالوان : اخضر ، احمر ، اسود ، ابيض ، راية في الريح تعلو وتخفق ، بفضل سواعدكم تضحياتكم ومن سبقونا على هذه الدرب المعمدة بالكثير من الدمار والتضحيات الجسام ليظل اسم فلسطين حياً لا ينمحي ، ( ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ).

ودمتم للخير والعطاء والحرية، وعشتم وعاشت فلسطين وقدسنا حرة عربية فلسطينية.


والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رام الله في : 10-10-2010م

د. حسين الاعرج

رئيس ديوان الرئاسة