أكثر من نصف سكان شمال إسرائيل يفرون نحو الجنوب هربا من صواريخ حزب الله
نشر بتاريخ: 18/07/2006 ( آخر تحديث: 18/07/2006 الساعة: 08:05 )
بيت لحم- معا-باتت البلدات والمدن في شمال اسرائيل، أشبه بمدن الأشباح بعد أن برحها سكانها في أعقاب الصواريخ التي يطلقها حزب الله اللبناني. فقد سقطت، أمس، العشرات من هذه الصواريخ، معظمها هوت في مناطق مفتوحة ولم تحدث أضرارا تذكر. إلا ان بعضها أصاب مباني سكنية في حيفا. فقد انهار قسم كبير من عمارة سكنية ذات ثلاثة طوابق مما تسبب في اصابة 8 أشخاص، أحدهم جراحه خطيرة حسب ما أعلنته إسرائيل.
وقال ناطق عسكري اسرائيلي، ان حزب الله، بدأ، أمس، في استخدام صاروخ من طراز «رعد» وهو متطور أكثر من الكاتيوشا والفجر. ولذلك، فإن حلقة المناطق التي تتعرض للقصف اتسعت أكثر باتجاه الجنوب ووصلت الى منطقة الناصرة العربية، التي تبعد عن حدود لبنان 50 كيلومترا في خط هوائي. ففي ساعات الفجر الأولى، سقطت أربعة صواريخ حول مدينة الناصرة، أحدها في بلدة نتسيرت عيليت، أي الناصرة العليا، وهي مدينة مختلطة، عشر سكانها من العرب، والثاني بين الناصرة ونتسيرت عيليت، والثالث بينها وبين مدينة العفولة (مدينة يهودية)، والرابع في بلدة جبعات ايلاه (يهودية) الواقعة على بعد 5 كيلومترات منها على طريق حيفا. وقالت مصادر إعلامية، ان هدف هذه الصواريخ كان، كما يبدو، مطارا عسكريا في المنطقة، لكن الصواريخ سقطت بعيدا عنه. وتجدد القصف على منطقة الناصرة بعد ظهر أمس من جديد لكن اصابات لم تقع.
ووصلت الصواريخ الى كل من مدينة حيفا وبلدة كرمئيل وعكا، وهي أيضا مختلطة، وبلدة كفر ياسيف العربية وبلدات صفد وطبريا والكبري وكلها يهودية. وفي أعقاب التوسيع الجديد للعمليات، بدأت البلديات الاسرائيلية في المناطق الوسطى من الخضيرة وحتى تل أبيب تستعد لمواجهة خطر قصفها. فعقدت اجتماعات للمجلس البلدية وطواقم الطوارئ والدفاع المدني، وبحثت الوسائل اللازم اتباعها لضمان الحماية للسكان. وخرج عمال هذه البلديات الى الملاجئ لإعدادها حتى تستقبل مئات ألوف السكان في هذه المناطق.
واعتبر الاسرائيليون هذا القصف درجة أعلى في عمليات «حزب الله» وحذروا من رفع المستوى أكثر. وألمح ناطق عسكري الى أن استخدام صواريخ بعيدة المدى أكثر من طراز «زلزال ـ 1» و «زلزال ـ 2»، التي يصل مداها الى تل أبيب سيعتبر تدخلا مباشرا في الحرب من ايران، بدعوى انه صاروخ ايراني صرف ولا يطلقه «حزب الله» إلا بإذن مسبق من الحكومة الايرانية. والرد عليه سيطال الايرانيين.
كما هدد بأن قصف المصانع الكيماوية في خليج حيفا، سيجعل اسرائيل تدمر جميع محطات الكهرباء في لبنان، وتقطع التيار الكهربائي وتغرق كل المناطق اللبنانية في ظلام دامس. وقد لوحظ ان الاسرائيليين في الشمال لم يعودوا يحتملون البقاء في الملاجئ أو في غرف الاسمنت المسلح المبنية في كل بيت، فراحوا يهرعون للانتقال للسكنى في بلدات الجنوب. ولم يعد يغادر أولئك الذين يوجد لهم أقارب أو معارف، بل ينتقلون للسكنى في مؤسسات تعليمية وجمعيات خيرية تمتلك أبنية في المناطق الوسطى والجنوبية من البلاد. وحسب تقديرات اعلامية، فإن نصف السكان قد رحلوا و70% من المرافق الاقتصادية والمحال التجارية والمصانع قد أغلقت أبوابها وباتت هذه البلدات وكأنها مدن أشباح، لا تجد في شوارعها إنس أو سيارة.
وقال وزير الجيش عمير بيرتس، الذي زار بلدة نهاريا، أقرب المدن الساحلية الاسرائيلية الى حدود لبنان، ان المواطنين الاسرائيليين يتصرفون بشكل مسؤول وحكيم ويناصرون الحكومة في عملياتها الحربية لأنهم مقتنعون بأهدافها الوطنية لإبعاد «حزب الله» وأخطاره عن الحدود الاسرائيلية ومستعدون لتحمل أعباء هذه العمليات وما ستسفر عنه من خسائر وتضحيات.