قيادات شابة تؤكد:عملية التفاوض والحوار تؤدي إلى إزكاء الأفكار وتنميتها
نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 20:12 )
غزة -معا- أكد قيادات شابة في ندوة سياسية عقدت في مدينة غزة أنه لابد وأن نسعى أن تكون مفاوضاتنا ناجحة من أجل تحقيق الأهداف المرجوة منها.
وأكد المشاركون على أن عملية التفاوض عملية مستديمة يقوم بها الإنسان منذ ولادته وحتى مماته، وأوضحوا "أننا نتفاوض في اليوم عدة مرات، وعلى عدة موضوعات نتفاوض عند شراء سلعة ونتفاوض مع عائلاتنا ومع أولادنا ومع مديرينا وموظفينا".
جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمها تحالف السلام الفلسطيني في غزة حول التثقيف السياسي بعنوان "مهارات التفاوض والتكتيك والإستراتيجية" ضمن برنامج القيادات السياسية الشابة، وسط حضور العشرات من القيادات الشابة من كلا الجنسين بالشراكة مع مؤسسة ألف بالمه السويدية.
وأوضحوا أن عملية التفاوض والحوار تؤدي إلى إزكاء الأفكار وتنميتها، ويقرب بين القلوب ويصفيها، بل هو البوابة الواسعة التي ندخل من خلالها إلى بوتقة الدنيا المليئة بالمتغيرات وعليه فالحوار المراد هو النقاش الإيجابي القائم على أسس صحيحة وسليمة معتمدة على أصول وفنون خاصة به منها اختيار الجو المناسب للحوار ومراعاة عنصر الهدوء والابتعاد عن الجماعية والغوغائية ومراعاة الظروف النفسية والاجتماعية للطرف الآخر بأن يكون مرتاحاً ولا يعاني من أي مشاكل تؤرقه. كذلك عليه الفصل بين الفكرة وصاحبها فالاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ، أيضا حسن الاستماع قيل أن كل متحدث بارع مستمع بارع فهناك فرق بين النقاش وتبادل الآراء، وبين الاستبداد بالرأي الذي هو إجهاض لعملية الحوار والقضاء علي، على أن تذكر احترام الطرف الآخر من أهم الأساس في القضية التحاورية عن طريق انتقاء الكلمات وتجنب الاستهزاء به والسخرية منه أو التعالي على الطرف الآخر، بل ينبغي للمحاور أن يتسم حديثه بالحب المتبادل، وكلمات الإخاء والتعبير الصادق وذلك بغض النظر عن نوع الأفكار والتي يحملها الطرف المقابل سواء كانت صحيحة أو خاطئة، ودائماً على المفاوض الناجح أن يقوم بعملية البحث عن النقاط المشتركة في قضية التفاوض ويجعلها منطلقاً للدخول في موضوع الحوار، لما يحدثه ذلك من تضييق لفجوة الخلاف بينهما وتقريب وجهات النظر ، وبناء جسر من التفاهم إلى الأمر محل التفاوض ثم إذا فكرنا في الهدف الأساسي المرجو من الحوار، أليس هو القضاء على الشقة بين الطرفين، وتوحيد الرؤى من أجل بناء مجتمع يسوده المحبة والإخاء هذا على مستوى الاختلاف العقائدي فما بالنا ونحن نلتقي في نقاط مشتركة عديدة تربطنا وأسمى هذه الأهداف هي تحقيق أهداف المؤسسة التربوية بتهيئة الأجيال القادرة على البناء والحفاظ على منجزات الوطن والسعي نحو تقديم إضافات حضارية في النسيج الإنساني عامة.
وفي السياق ذاته أوضح المشاركون أن التكتيك هو الأسلوب أو الخطط الفرعية التي تستخدم للوصول للهدف، وأنه عند التطبيق يذهب البعض لاستخدام أكثر من تكتيك للوصول إلى الهدف بل قد يضيف تكتيك مغاير أثناء محاولته للوصول مما يعطي انطباع بان التكتيك قد يكون متغيرا أما ألاستراتيجيه فلا بد أن تكون أكثر ثباتا وان تكون في الوقت ذاته غير معقده كي يمكن تطبيقها وتحقيقها على ارض الواقع وفق المنطق والمعقول والكائن. مشيرين إلى أن الإستراتيجية تعتبر الخطة العامة التي توضع لتحقيق هدف معين وهي ثابتة.
وأوضح المشاركون خلال الورشة أن الدبلوماسية هي فن إقناع الآخرين بأنك على حق وإنهم على خطأ, تم استخدام الدبلوماسية منذ العصور القديمة كوسيلة لسحق المعارضة بقوة الكلمات وحدها. الدبلوماسي الجيد هو إنسان ثابت على فكره وقادر على فرض وجهة نظره و بالقوة إذا لزم الأمر.
وأشاروا إلى أن هناك نوع من الدبلوماسية وتعرف بالدبلوماسية السيئة التي تعتمد على الحجج المنطقية والصبر والمثابرة, حاول قدر الإمكان تجنب هذا النوع من الدبلوماسية وأعرف جيدا أن المنطق الوحيد الذي تحتاجه هو التفكير بالقبضة التي توجهها عند إطلاق التهديدات, البعض يستعمل السبابة مع القبضة, البعض الآخر يفضل استعمال الإبهام.