اثر زيارتها لسجن تلموند- "مانديلا " : اوضاع ماساوية تعايشها الاسيرات
نشر بتاريخ: 18/10/2010 ( آخر تحديث: 18/10/2010 الساعة: 22:01 )
بيت لحم -معا- تمكنت المحامية بثينة دقماق رئيسة مؤسسة "مانديلا " لرعاية شؤون الاسرى والمعتقلين من زيارة من سجن "تلموند" ، والتقت مع مجموعة من الاسيرات وأطلعت على همومهن ومشاكلهن ومعاناتهن اليومية منذ لحظة الاعتقال، وما يواجهنه من تعذيب جسدي ونفسي اثناء التحقيق حتى يوم الافراج اضافة لمعاناتهن من سوء معاملة من قبل إدارة السجن وإهمال طبي وسوء تغذية .
وقابلت دقماق الاسيرة المعتقلة كفاح القطش من سكان البيرة ، التي اعتقلت بتاريخ 1/8/2010 وحولت للاعتقال الاداري لمدة 4 شهور ، وافادت ان الجيش الاسرائيلي اعتقلها من منزلها الساعة الواحدة والنصف فجرا وتم نقلها الى مركز تحقيق سجن المسكوبية ، وابلغت من قبل الجنود لحظة اعتقالها بأنهم على علم بمرضها وأنهم حصلوا على إذن من المحكمة لاعتقالها خاصة أنها تعاني من عدم وصول الدم الى الاطراف واجريت لها عملية بتر اصابع اليد اليسرى بسبب ضيق في الشرايين .
وذكرت الاسيرة انها مكثت في تحقيق المسكوبية مدة يومين ثم نقلت الى سجن " تلموند" قسم 2 المخصص "للجنائيات" لمدة اسبوع في غرفة لوحدها ، وهناك هددت بالاضراب في حال بقائها في هذا القسم ، وعلى إثر ذلك تم نقلها الى قسم 11 مع الاسيرات الامنيات .
واشتكت من اهمال علاجها ورفض تزويدها بالدماء كونها تعاني من "الضغط ، القرحة ، الازمة ونقص في المناعة " وتتخوف المعتقلة القطش كثيرا من فصل الشتاء لصعوبة وصول الدم الى الاطراف بسبب البرد وتزداد معاناتها .
رحلة العذاب للاسيرات
والتقت دقماق المعتقلة المحامية شيرين العيساوي من سكان بلدة العيسوية المعتقلة منذ تاريخ 22/4/2010 ولا زالت موقوفة بانتظار المحاكمة ، وافادت انه جرى تحويلها اكثر من 30 مرة الى المحكمة من بداية اعتقالها .
وتطرقت لمعاناة التنقل الى المحاكم ، موضحة ان سلطات الاحتلال تقوم بنلقها مع سجينات مدنيات مما يشكل خطرا بالغا على حياتها ، علما انها تعرضت عدة مرات لمحاولة من السجينات الجنائيات للاعتداء عليها بالاضافة الى توجيه الشتائم والكلمات السيئة لها .
واضافت العيساوي " ان رحلة العذاب في البوسطة تبدأ منذ الصباح لغاية الساعة الثامنة مساءً، حيث يتم تكبيل يديها وقدميها في قفص صغير داخل السيارة ويكون معها سجينة مدنية جنائية والتي هددتها ذات مرة بالاعتداء عليها "، وذكرت العيساوي أنها احتجزت 3 أيام في سجن "نفي ترتسا" مع سجينات جنائيات وبدون أكل وماء في الغرفة وبعد ذلك أعطوها قنينة ماء لغسل يديها ووجهها والشرب منها ، عدا عن الرائحة الكريهة في الغرفة ، وتضيف "في أحدى تلك الليالي الثلاثة في "نفي ترتسا "شاهدت في منتصف الليل شخص على باب الغرفة يضحك بصوت عالٍ ، فصرخت بأعلى صوتي ، حيث كنت داخل الغرفة بدون الحجاب ، وطلبت اسم هذا الشخص ورفض طلبها" .
وتؤكد العيساوي أنه يوجد مضايقات كثيرة ولكن الاسيرات لا يتحدثن عما يحصل معهن ، وخاصة بعد مشاهدة شريط الفيديو والكل يتذكر اذا كان سمع هذه الموسيقى أم لا ".
ظروف تحقيق قاسية
والتقت المحامية دقماق المعتقلة لنان ابو غلمة من بيت فوريك والمعتقلة تاريخ 15/7/2010 وحولت للاعتقال الاداري لمدة 6 شهور ، وتم انزال شهر لها وبقي الحكم 5 شهور اداري ، وافادت للمحامية انه تم اعتقالها من منزل أختها في بورين مع اعتقال ثمانية من أفراد أسرتها وبدأ التحقيق الميداني معهم في بيت أختها ومن ثم تم نقلها الى معسكر حوارة في جيب عسكري وسيارة ثانية نقلت أختها تغريد التي اعتقلت في نفس الحملة ، واضافت انه أستمر التحقيق معها من الساعة الثالثة صباحا في حوارة لغاية العاشرة ليلا ثم نقلت الى سجن بتاح تكفا مكبلة اليدين والقدمين وقد بدأ التحقيق معها مباشرة وهي مكبلة اليدين الى الخلف .
وتذكر أبو غلمة التحقيق في الاسبوع الاول انه كان لمدة 9 ساعات يوميا من الصباح حتى المساء وفي الاسبوع الثاني والثالث كان التحقيق معها مستمر نهارا وليلا . ما عدا ساعات الفطور والغداء وراحة لمدة 3 ساعات صباحا يتخللها العدد والفطور،واستمر بها الحال على ذلك لمدة 40 يوما ومن ثم حولت للاعتقال الاداري ونقلت الى سجن هشارون ومعها في نفس الغرفة الاسيرة ندى درباس ، أما أختها الاسيرة تغريد والتي اعتقلت بنفس اللحظة فقد تم نقلها الى سجن الدامون قبل وصول لنان الى سجن هشارون وذلك خوفا من لقاء الأختين . مع العلم بأن الاسيرة لنان هي زوجة الشهيد أمجد مليطات وأخت الاسير عاهد أبو غلمة المحكوم بالسجن المؤبد ، وقد أمضت في الأسر قبل ذلك مدة 5 سنوات وشهرين وتحررت في الدفعة الاخيرة .
ايرينا سراحنة
وقابلت رئيسة مؤسسة مانديلا الاسيرة ايرينا سراحنة الاوكرانية الاصل من سكان مدينة بيت لحم ومعتقلة من تاريخ 22/5/2002 وتقضي حكما بالسجن لمدة 20 عاما ، والتي عبرت عن شوقها لابنتها وتنظر بفارغ الصبر الفرج من عند الله وتحضن طفلتيها ، وتقدمت بطلب لادارة السجن للسماح لزوجها الاسير ابراهيم سراحنة المحكوم بالسجن االمؤبد بزيارتها وهي بانتظار الموافقة على طلبها .
وعبرت دقماق عن قلقها الشديد من سياسة ادارة السجون بحق الاسيرات ، وشددت على ضرورة توفير متابعة مستمرة لهن واثارة الممارسات التعسفية التي تفرض عليهن والتي تفاقم معاناتهن . وطالبت المؤسسات المعنية بالضغط على سلطات الاحتلال للسماح بادخال طبيب متخصص لمتابعة الوضع الصحي للاسيرة كفاح القطش التي يشكل استمرار اعتقالها خطرا بالغا عليها ، كما دعت لحملة قانونية لوقف ما تتعرض له الاسيرات من اجراءات ومضايقات خلال التحقيق والنقل للمحاكم والتي تتنافى وكافة المعايير الدولية.