نصف سلة البرتقالة الرائعة بين أسرار بيرزيت وإصرار قلنديا
نشر بتاريخ: 20/10/2010 ( آخر تحديث: 20/10/2010 الساعة: 17:32 )
بيت لحم – معا - كتب محمد اللحام - نهائي تقليدي وشبه متوقع لنهائي كاس السلة القادم وهو سيناريو مكرر للعام 2005 عندما التقى الفريقان في النهائي على صالة ماجد اسعد وحقق إبداع الدهيشة المفاجأة وهو الفريق المجهول في حينه لتكون شهادة ميلاده في تلك المباراة وبفوز أهلّه للارتقاء لمصاف الدرجة الممتازة وبعد ذلك يثبت انه يستحق ذلك من خلال حصده لمعظم البطولات التي شارك بها فمن بطولة الدوري للعام 2009 و2010 وكاس 2009 وانسحاب من قبل نهائي 2008 وها هو في نهائي 2010.
أما دي لاسال القدس فانه يثبت أن طينة الكبار هي طينة دائمة وغير قابلة للتفتت والتحلل عبر عروض ونتائج جيدة في السنوات الأخيرة والتي ان لم يكن فيها بطلا فالوصافة بالحد الأدنى كانت مستحقة له بالرغم من كافة الظروف المحيطة بمسيرته .
ورغم نجومية إبداع ودي لاسال إلا أن نصف البرتقالة في ليلة التأهل للنهائي كانت تزخر بالجمال والأخلاق والمهارات والندية والحرارة وتحديدا من قلنديا وبير زيت .
فإمام إبداع وقف أبناء قلنديا كالأسود وقدموا روح فدائية عالية وتقدموا على إبداع في الربع الأول بحرارة نزار وسلال الشاب الرائع فراس إلا أن الشجاعة وحدها لم تكن كافية في ظل الفقر الملاحظ على مقاعد احتياط قلنديا وكذلك بعض الغياب وعدم التوفيق الملازم لإسماعيل .
اعتقد البعض أن قلنديا في طريقه للانهيار بعدما توسع الفارق لحوالي 30 نقطة في أواسط الربع الثالث إلا انهم عادوا من بعيد بإصرار وعزيمة وقلصوا الفارق أمام اياد عبد الله والخطيب وابو يوسف .
أجمل ما في المباراة تلك الروح الرياضية العالية واللعب النظيف لدرجة أن أكثر لاعب حصل على أخطاء لم تتجاوز الثلاثة وقد تكون اقل المباريات احتسابا للأخطاء .
واذا كانت مباراة إبداع وقلنديا فيها من الأخلاق والدفء الكثير كانت مباراة دي لاسال وبير زيت فيها من الحرارة والإثارة والأعصاب والندية الكثير الكثير .بير زيت ذاك الفريق الأنيق المكافح والقادم بقوة كان يحمل سر الفوز ودخل المباراة دون اكتراث للتاريخ والجغرافية ويباغت بالتقدم وبعشرة نقاط إلا أن دي لاسال ما لبث أن فك اسرار بير زيت وعاد ولملم صفوفه واضعا حدا للتقدم السريع لبير زيت .
كانت الأنظار شاخصة اكثر نحو لاعب التعزيز القادم من المنتخب الأردني سابقا موسى بشير الذي قدم مستوى جيد ولكنه ليس بمستوى ابعد من الاعب المحلي دون الانتقاص من دوره وامكانياته مع ملاحظة ثقل حركته وجسمه دون نسيان أن مجموعة لاعبي دي لاسال تمتلك السلاح الفتاك (الثلاثيات) فهناك ايدي ذهبية تعرف إلقاء الكرات من خارج القوس في السلة كما الخنجر في قلب الخصم وأكثر من 50% الى 60% من النقاط يحصلها الفريق المقدسي من هذا السلاح (الثلاثيات).
أما بير زيت فلعب بطريقة جماعية مع نقص بالخبرة في المباريات الحساسة وأعلن عن فرقة متجانسة يقودها نجم اللقاء احمد ياسر صاحب الحلول الفردية الناجعة والعقلية القيادية المثمرة .
نهاية سعيدة للفريق المقدسي ومشرفة لبير زيت الذي خسر بالرمق الأخير وبفارق ثلاثة نقاط ،في نصف النهائي كان هناك نصف برتقالة رائعة باخلاق وكفاح قلنديا وبقوة ومنافسة بير زيت ليضيفا ليس رونق فحسب بل وجماهيرية عريضة تبشر بخير من خلال الحضور الجماهيري الواضح خلف قلنديا وبير زيت.