الثلاثاء: 24/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

وفد الحكماء: تغيير هوية القدس الشرقية عقبة في طريق السلام

نشر بتاريخ: 22/10/2010 ( آخر تحديث: 22/10/2010 الساعة: 12:47 )
رام الله- معا- تأتي زيارة كل من ماري روبنسون وإيلا بهات وجيمي كارتر للشرق الأوسط في إطار التشجيع على دعم حل الدولتين، علاوة على تسليط الضوء على القضايا التي تعيق إحراز "سلام عادل وآمن للجميع" وتنتهي زيارتهم التي استغرقت أسبوعا اليوم الجمعة.

وخلال زيارتهم للمنطقة، قاموا بعقد لقاءات في غزة ومصر وسوريا والأردن وإسرائيل والضفة الغربية. القدس امس الخميس وقاموا بزيارة حي سلوان في القدس الشرقية، حيث استمعوا الى أن عدد من اصحاب البيوت المهددة بالهدم بهدف انشاء "حدائق الملك الاثرية ".

وقد تم اجلاء العديد من المواطنين الفلسطينيين في القدس الشرقية من منازلهم خلال عملية التوسع الاستيطاني في السنوات الماضية بينما يتم ابعاد وسجن كل الناشطين السياسيين وكل من يعارض الاستيطان.

وتحدث الخبراء والقاطنون بالقدس الشرقية للحكماء حول خطر تغيير هوية القدس الشرقية حيث يتم دفع الفلسطينيين الى خارج المدينة.

وقالت ماري روبنسون رئيسة وفد الحكماء: "تمثل القدس لب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني والاتفاق على مستقبل المدينة يجب أن يشكل اساس أي حل. إن تغيير هوية المدينة العرقية والدينية سيكون له تداعياته إقليميا وعالميا، نحن الحكماء نسعى لبث الأمل إلا أنني شعرت بالصدمة حيال ماتقوم به السلطات في القدس من ممارسات لايتم محاسبتها عليها، ويتم الاستعانة بكل الوسائل الذكية من أنفاق وبناء منازل للمستوطنين وشق طرق جديدة وإنشاء معالم سياحية من أجل تطويق السكان الفلسطينيين وحصارهم وقابل الحكماء رئيس بلدية القدس للتعبير عن قلقهم حيال بناء المستوطنات في المدينة وتوسيع "حديقة الملك الأثرية".

يُذكر أن الخدمات التي تقدمها البلدية للأحياء الفلسطينية ذات مستوى متدني للغاية، إذ لاتحظى المدارس وشبكات المياه والطرق سوى بجزء ضئيل للغاية من إجمالي الاستثمارات في المدينة.

وأثنى الحكماء على رغبة رئيس البلدية في تحسين ظروف المعيشة والارتقاء بالتعليم للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء لكنهم حذروه من أن سياسات التخطيط الحالية في المدينة تمثل عقبة خطيرة أمام اتفاق السلام العربي الإسرائيلي، وقابل الحكماء امس أيضا ممثلين عن الفلسطينيين من عرب الداخل، والذين يمثلون 20% من السكان، حيث وضعوا الوفد في صورة القوانين التي تميز ضدهم كمواطنين.

وقال الرئيس الأمريكي السابق جيمي كارتر: "كما قلت لرئيس الكنيست اليوم، فإن معاملة إسرائيل لمواطنيها العرب والأقليات الأخرى مثيرة للقلق، إن هؤلاء المواطنين لم يحصلوا على حقوقهم الاجتماعية والاقتصادية والسياسية المنصفة لعقود طويلة، هناك الآن أكثر من 20 مشروع قانون مقترح في الكنيسيت ستساهم في ضياع أكبر لحقوقهم، أشعر بالقلق بوجه خاص من المقترحات بشأن جعل غير اليهود يتعهدون بالولاء لإسرائيل بوصفها دولة يهودية. لاأعتقد أن هذا القَسم يتوافق مع حقوق المسلمين والمسيحيين وغيرهم من غير اليهود. إن إسرائيل مهددة بتبديد مصداقيتها كدولة ديمقراطية".

تقول إلا بهات، الرائدة في مجال تمكين المرأة اقتصاديا والمقاومة السلمية: "يبدو الوضع الآن أسوأ بكثير مما كان عليه في زيارتنا العام الماضي. حجم التوتر كبير للغاية وهناك حالة من فقدان الثقة المتبادل لكنني أدعو الناس إلى عدم اللجوء للعنف، هذا لايعني الضعف فالكفاح السلمي يتطلب قدرا أكبر من الشجاعة وقد يعني أن البعض قد يتأذى وربما يفقد حياته، إنني أؤمن بأن العصيان المدني محدد الأهداف والذي يستخدم أساليب مبتكرة سيحصد نتائج أفضل من العنف، إن مفتاح النجاح هو الاعتماد على النفس. لن يتغير شيء ما لم ينظم الناس أنفسهم ويقللون اعتمادهم على الآخرين. نحتاج لحلفاء لكن القوة يجب أن تنبع من الداخل، لقد التقينا بإسرائيليين وفلسطينيين يلتزمون بالعمل من أجل السلام وقد أثلج ذلك صدورنا. آمل أن تسود روح التعايش السلمي".

وقام الحكماء أمس أيضا بمقابلة الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء سلام فياض لمناقشة توقف مفاوضات الوضع النهائي.

وحذر الحكماء من انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. ويأمل الحكماء أن يتحد قادة فتح وحماس والفصائل الأخرى بصوت واحد.

وسيلتقي الحكماء اليوم الجمعة بنائب رئيس الوزراء الإسرائيلي كما سيقومون بعرض نتائج رحلتهم على الدبلوماسيين.

وفي ختام زيارتهم، حث الحكماء الناس على التغلب على التأثير السلبي لمشاعر التشاؤم واللامبالاة التي تسود العالم العربي وإسرائيل والمجتمع الدولي حيال فرص الوصول إلى حل دائم يقوم على أساس دولتين، بينما تتمتع إسرائيل بالفعل بمستوى معيشة مرتفع ويبدو أن قواتها العسكرية القوية تمنح الإسرائيليين شعورا بالأمان يحتاج العرب إلى التوحد أكثر بشأن القضية الإسرائيلية الفلسطينية. المجتمع الدولي أيضا يبدو راضيا عن الوضع الراهن، ثمة حاجة إلى زيادة الشعور بحجم القضية وإلى تقديم المزيد من الجهد والالتزام من جانب جميع الأطراف المعنية للوصول إلى سلام عادل وآمن للجميع.