الإثنين: 18/11/2024 بتوقيت القدس الشريف

متضامنات: لمسنا في غزة الصمود وسنحمل على عاتقنا نقل معاناتها

نشر بتاريخ: 24/10/2010 ( آخر تحديث: 24/10/2010 الساعة: 15:38 )
غزة- خاص معا- صباح غيغيسي، عبير الجمال، زينة عطا، ورحمة زارينكاليكي، وغيرهن تدمع عيونهن وهن يتبادلن التحيات قبل وداع غزة التي زرنها لثلاثة أيام ضمن قافلة شريان الحياة "5" مؤكدات أنهن لمسن صموداً وعزة نفس لدى الغزيين الذين يصرون على الحياة رغم كل ما يواجهونه.

من داخل أروقة فندق غزة الدولي حطت رحال المتضامنات لثلاثة أيام زرن فيها معظم أماكن غزة المدمرة بفعل الحرب الأخيرة، عائلات الضحايا، عزبة عبد ربه، مجمع الوزارات، وشاركن في مؤتمر الأسرى الدولي المنعقد بالمدينة المحاصرة للمرة الأولى، كما اجرين لقاءات مع عدد من المؤسسات الحقوقية والمواطنين والوزارات على انفراد، وأثناء حزم حقائبهن من الفندق كان لـ "معا" اللقاءات التالية:

عبير الجمال من الأردن

'أنا فلسطينية ممن هجروا من مدينة الرملة المحتلة، كان حلم حياتي أن أزور غزة وتراب فلسطين، وها أنا هنا ولا أكاد أصدق أن حلمي تحقق، لقد دخلت غزة بعيداً عن إرادة المحتل فأنا ضد التطبيع معه، وجئنا غزة حين استقلت المحررة بإذن أهلها".

فماذا وجدتِ بغزة؟، تقول: "صعب أن أصف ما وجدته، فقد لمست صمودها وعزة أهلها وكرمهم فأنا غير قادرة على المغادرة، جلست مع أهالي الاستشهاديين وأهالي الأسرى وبكيت لِمَا رأيتُه ولمستُه، أما أجمل لقاءاتي فكانت مع عدد من المرابطين على الحدود لقد شعرتُ أنهم بشرٌ وأرواحهُم بالسماء".

تسعى عبير الجمال كما قالت لـ "معا" أن تؤسس لجنة من النساء العربيات لكسر الحصار ليشاركن بكل فعاليات كسر الحصار عن غزة.

صباح غيغيسي من الجزائر

شارفت على البكاء حين قلت لها انتي مغادرة وداعاً، فقالت: "لماذا تودعوننا هل أثقلنا عليكم فوالله لولا أننا لا نحب أن نثقل عليكم ما غادرنا هذا البلد الطيب المبارك".

وتضيف "نحتاج أن نحرّك العقول والقلوب في بلداننا لذلك سنغادر سنعمل على تحريك المجتمع المدني وكذلك سنقوم بفعاليات على المستوى الرسمي لأننا شركاء، فأنا عضو مكتب سياسي لحركة التجمع السلمي بالجزائر سنفعل ما نستطيع لدعم هذا البلد الطاهر ولرفع معاناة الحصار عنكم".

رحمة زارينكاليكي، مسلمة من فرجينيا- أميركا

تقول: "لمستُ في غزة الصمودَ والقوةَ وروحَ أهلِها القادرين على الحياة رغم المعاناة، جئتُ لأن من واجبي كإنسانة أن أدعم هؤلاء المحاصرين فما يجري بحقهم خطأ كبير ضد الإنسانية واعتداء على الحقوق".

فكيف ستعمل رحمة على دعم أهالي غزة؟، تقول: "هناك جاليات مسلمة كبيرة بالولايات المتحدة الأمريكية ولكنها مبعثرة لذلك لا نلمس لها جهدا وهذا هو سبب مشاركة فتاة مسلمة واحدة من أميركا سأحاول أن أوضح للجاليات المسلمة هناك ماذا لمستُ بغزة وكيف يمكننا أن نساعدهم".

عبير عطا من عمان

تقول: "لمسنا في غزة الطهارة والعزة والصمود لقد جئنا بدوافع إنسانية فحين رأيت الأجانب يزورون غزة قلت كيف يفعل ذلك أجانب ولا نفعله نحن؟، ولدينا دافع الإسلام والعروبة وأيضا لدي دافعٌ شخصي، وهو أني أبي شُرّد من يافا بلدتنا الأصلية فأحببت أن ألمس تراب بلدي، فلمستُ البركة والطهارة في كل بقعة وفي الناس وفي وقتها".

فاطمة بن ضو صحفية من تونس

تقول: "القافلة التي أتينا على متنها هي أكبر من قضية المساعدات والسّلع وإنما هدفها تبليغ رسالة للعالم أن غزة ليست وحيدة".

وتضيف "في اليوم الأول لدخولي غزة الأحاسيس هي التي كانت غالبة كل الناس كانت تبكي وتركع على أرض غزة، موقفٌ لا يوصف أن ترى الأجانب من جنسيات مختلفة تركع على الأرض شكرا لله، وفي اليوم الثاني استوعبت أنني فعلا هنا وأردت فقط خلال فترة مكوثي القصيرة أن أرى كل زاوية في غزة".

وعما رأته تقول: "كنت انتظر أن أرى الفقر والدمار في غزة، رأيت عائلات فقيرة جدا ورب الأسرة فيها عاطل عن العمل بسبب البطالة، ولكن الذي أدهشني أن كل السلع موجودة والحصار تم تخفيفه لأن المعابر تعمل جزئيا والأنفاق أيضاً تعمل ولكن الأخطر من هذا هو الحصار النفسي".

وعما دفعها للمشاركة في هذه القافلة قالت: "أنا متضامنة بشكل شخصي ولديّ حنين لفلسطين منذ الطفولة، وكوني صحافية فمهمتي أكبر وهي أن أوصل صوت غزة للعالم، فالإعلام الغربي مُتصَهْيِن والإعلام العربي مُقصّر ومُغيّب بإرادته"، مضيفة "ولأن الحصار نفسي بالدرجة الأولى نقول لسكان غزة كلنا معكم معكم، العالم العربي كله معكم وكل الشعوب العربية معكم، حتى لو أن الحكومات لا تدعمكم ولا يمكن أن تتصوروا مدى التضامن مع فلسطين في البلدان العربية".

هادية قلمامي من وزارة الأوقاف الجزائرية

"قضية فلسطين حية في قلوبنا وفكرة زيارتها كانت تراودنا منذ الصغر وتربينا على مناصرتها ونشعر بمرارة الحصار والدمار الذي يرتكبه الاحتلال وكنا دائما ننتظر أول فرصة لزيارة الأرض المقدسة"

تضيف:" تواجدي بغزة زاد من تمسكنا بالقضية وشممنا رائحة الحرية بغزة ونتمنى رؤية كل فلسطين، نحن في الجزائر حكومة وشعبا مع فلسطين وسننقل أخبارها والحياة فيها من خلال ما رأيناه هنا وسنورث القضية لأطفال الجزائر".

ولدى دخولها غزة قالت: "شعرت بالحياة لقد كنت متوقعة أن أرى الحزن ولكنني رأيت أناسا تخلّصوا من الدنيا وباعوا أنفسهم لله، هم أكثر حرية من أحرار العالم".

وعما ستفعله لدعم أهل غزة؟، قالت: "لن نَكِلَ ولن نتوقف عن تقديم المساعدات لغزة على كافة المستويات، سواء المادية أو إيصال الرسائل للعالم الخارجي عن غزة وعن همجية الاحتلال وظلمه لهذا الشعب، وستكون هناك قوافل متتالية والعديد ينتظر دوره للقدوم إلى غزة وكسر الحصار عنها، وأنا أيضا أتمنى أن يكون لي مشاركة أخرى".