"الشعبية" تحيي ذكرى أبو عكر مجددة تمسكها بالعودة والاستقلال
نشر بتاريخ: 25/10/2010 ( آخر تحديث: 25/10/2010 الساعة: 14:17 )
بيت لحم- معا- قال نائب الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عبد الرحيم ملوح إن شعب فلسطين لن يقبل إلا بحريته واستقلاله وعودته، وسيرفض أية شروط أو ترتيبات تفاوضية تفرض عليه، مؤكدا أن شعبنا الفلسطيني عصي على الكسر، ولن يستسلم مهما كانت الظروف والضغوط الممارسة عليه، لأننا شعب امتشق الكفاح سبيلا منذ عقود، دفاعا عن حريته وكرامة شعبنا، وحقنا في الأرض والوجود.
جاء ذلك في كلمة له خلال المهرجان التأبيني الذي نظمته الجبهة الشعبية، ولجنة التأبين الوطنية، وعائلة الشهيد أبو عكر، في قاعة الفينيق في مخيم الدهيشة، في الذكرى العشرين لاستشهاد محمد نعيم أبو عكر ابن مخيم الدهيشة ، الذي قضى برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال المواجهات التي شهدها المخيم آنذاك.
وحضر حفل التأبين إلى جانب الأمين العام، وزير الأسرى عيسى قراقع، ومحمد اسعد كناعنة رئيس حركة أبناء البلد، والنائب محمد اللحام، وسامي مروة رئيس بلدية الدوحة، والعديد من قيادات الجبهة الشعبية وكوادرها وأعضائها وأنصارها، وأهالي الشهداء والأسرى في محافظة بيت لحم، والعديد من ممثلي القوى و المؤسسات والفعاليات الوطنية الشعبية والرسمية، وحشد من مئات المواطنين من مختلف أنحاء المحافظة عجت بها قاعة الفينيق.
وأشاد ملوح بالشهيد أبو عكر الذي كان مثالا يحتذى في النضال والعطاء والتضحية، وضرب قوة مثال في الصبر والصمود و القدرة على التحمل وصلابة الإرادة وتحدي الألم ، وقال أن القادة الشهداء الحكيم أبو عمار، أبو علي مصطفى، احمد يسن ، غسان كنفاني ، عمر القاسم ، وابو العباس، والأسرى في السجون وفي مقدمتهم الرفيق الأمين العام احمد سعدات، والبرغوثي، وحسن يوسف وغيرهم شقوا لنا طريق الحرية والاستقلال والعودة، التي لا بديل لها ، مهما بلغت ضغوط وشروط المحتلين.
والقى وزير الأسرى كلمة أشاد فيها بالشهيد أبو عكر، وبنضالات وتضحيات الشهداء وأسرهم، مؤكدا "أنهم واسرى الحرية في باستيلات العدو راس الحربة في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، وقضاياه المصيرية".
وقال إن "الشهداء بوصلة الحقيقة و الوحدة والحرية والكرامة لشعبنا"، داعيا الى الوفاء لتضحياتهم العظيمة التي قدموها من اجل فلسطين أرضا وشعبا.
وقال كناعنة نحن جزء أصيل من الشعب الفلسطيني، وسنبقى متمسكين بأرضنا ووجودنا في سخنين، والجليل ، والبطوف ، والعراقيب ، كما انتم في بيت لحم ونابلس والخليل، ولن نقبل بيهودية الدولة، ولا الدولة ذاتها ، فنحن لا نعترف بها ولا بشرعيتها، ولن يغير هذا الأمر ، لا المواثيق الدولية ، ولا الاتفاقيات، ولا المعاهدات، وسنبقى متمسكين بأرضنا، وبأهداف الشعب الفلسطيني وبتضحيات شهدائنا عز الدين القسام ، والزير ، وجمجوم ، وجيفارا غزة، والحكيم، وابو عمار، والياسين، وأبو عكر، مؤكدا أن من حق شعبنا أن يعيش بحرية وكرامة.
وثمن النائب اللحام دور جماهير شعبنا في الداخل، في الحفاظ على وجودهم الوطني والقومي، معتبرا إنهم يشكلون الرصيد الاستراتيجي لشعبنا ، ومؤكدا انه لا يمكن مساواة ارئيل ومعاليه ادوميم بحيفا ويافا والجليل.
وأشاد بدور الشهيد أبو عكر، وشهداء المخيم، وفلسطين خلال انتفاضة الحجارة، داعيا إلى احترام قيم وتضحيات الشهداء الذين سقطوا على درب الحرية والكرامة والاستقلال والعودة، والى التمسك بحقوق اللاجئين، والدفاع عنها، مطالبا ملوح وقراقع العمل مع السلطة الفلسطينية من اجل وضع حد لتطاول رئاسة وكالة الغوث الدولية في القدس على حقوق العاملين والموظفين، ووقف نزيف الخدمات الصحية والتعليمية والاغاثية، المقدمة لمجتمع اللاجئين التي سببته تقليصات الوكالة لهذه الخدمات، موضحا أن رئاسة الوكالة لم تعد تحترم السلطة، ولا "م. ت. ف"، ولا حقوق اللاجئين.
وتطرق نائب رئيس التجمع الوطني لأسر الشهداء للقيم والمفاهيم التي عبرت عنها تضحيات شهداء فلسطين ، داعيا إلى تكريس هذه المفاهيم والأهداف التي قضى من اجلها الشهداء ، والى المصادقة على قانون اسر الشهداء ، وتفعيل قضية جثامين الشهداء.
وتحدثت والدة الشهيد أبو عكر فشكرت الحضور على مشاركتهم في أحياء هذه المناسبة العزيزة على قلوب كل المناضلين والمخلصين لقضية شعبنا وحقوقه وأهدافه في الحرية والاستقلال والعودة، مؤكدة أن هذه الوقفة تؤكد احترام وتقدير شعبنا للشهداء ، وتقوي عزيمة أهالي الشهداء والأسرى والمبعدين.
وقال غسان زيدان في كلمة له باسم لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة بيت لحم ، أن هذه الذكرى تأتي والوضع الفلسطيني يمر في ظروف معقدة، وربما تكون الأخطر على القضية الوطنية منذ بدء الصراع ، فالاحتلال يصعد من هجمته وإجراءاته العدوانية، ضد الشعب الفلسطيني، ويحمي مستوطنيه، ليعبثوا بأرضنا ومياهنا وزيتوننا، وحكوماته المتعاقبة تمعن في عنصريتها وتطرفها، وتنكرها لحقوق شعبنا المشروعة.
وقال: "في المقابل فان حالنا، وحال حركتنا الوطنية، ومصير وحدة أرضنا وشعبنا لا تسر صديقا، أو تبغض عدوا، بعد أن أصابنا الانقسام في قدراتنا، واوهن مقدرات الشعب الفلسطيني، وقلل من هيبتنا، واضعف من مكانتنا، وشل حركة تقدمنا إلى الأمام".
وتخلل الاحتفال التأبيني تقديم عددا من الفقرات الفنية، والغناء الشعبي قدمتها فرقة التراث الشعبي في مخيم الدهيشة ، والزجال الشعبي حسين أبو كامل، فيما قدم الشاعر آمان الله عايش قصيدة شعرية بهذه المناسبة.
وفي الختام وزعت لجنة من الفعاليات المشاركة الدروع على عدد من أهالي الشهداء، ومن كان لهم دور مميز في مساندته خلال رحلة علاجه قبل استشهاده، كما وزع أهالي الشهيد كتابا حول حياة الشهيد وظروف استشهاده.