غذاؤنا 2010: حرب المنتج الضفاوي والغزاوي مع المنتج الإسرائيلي
نشر بتاريخ: 25/10/2010 ( آخر تحديث: 25/10/2010 الساعة: 21:59 )
غزة-معا- خمس سنوات عجاف، قتلت فيها الصناعة الوطنية على مختلف أنواعها، إنشائية، خشبية، وحياكة وحتى تلك الغذائية، فالاحتلال لم يدع عنوانا فلسطينيا إلا وصوب نحوه حربه وحصاره وكذلك أغلق دونه المعابر لإتمام عملية قتله...
بعض الصناعات استطاعت الاستمرار بالوقوف ولكنها تواجه منافسة قوية من الصناعات الإسرائيلية التي تغرق السوق الفلسطيني وتسوق نفسها على أنها أجود وأرخص وبالتالي تنال استحسان المستهلك الفلسطيني الذي يقبل دون سؤال على شرائها وقد تكون الصناعات الغذائية هي بطل هذه الصناعات ورائدتها وأكثرها شيوعاً في وسط الغزيين والضفاويين.
اتحاد الصناعات الغذائية الفلسطينية قرر أن يدخل في دائرة الحرب الصامتة مع الاحتلال الإسرائيلي فأقام معرض الصناعات الغذائية المحلية تحت شعار " غذاؤنا 2010" بالتزامن بين غزة ورام الله وذلك لمواجهة إغراق السوق المحلي بالمنتج الإسرائيلي بعد فتح معابر القطاع حزيران الماضي وكذلك انسجاماً مع دعوة حكومة رام الله لمحاربة منتجات المستوطنات.
عن هدف المعرض يقول مدير اتحاد الصناعات الغذائية بالقطاع م. محمد عايش أن المعرض يقام على مدار يومين لدعم المنتج الوطني الذي يواجه منافسة قوية من قبل المنتج الإسرائيلي، مشيرا إلى أن المعرض يستهدف المستهلك المحلي من كافة شرائح وفئات الشعب الفلسطيني وتم تخصيص عشر حافلات في قطاع غزة لنقل طلاب المدارس، وتم الاتفاق مع وزارة التربية والتعليم على تضمين الإذاعات الصباحية بمادة عن ضرورة دعم المنتج المحلي.
ويرى عايش أن عشرات الشركات التي تعمل على إنتاج مواد غذائية محلية لم تستطع استعادة عافيتها بفعل الحصار والحرب وتدمير منشآتها بالقطاع مما أدى إلى قلة عدد الشركات المشاركة في المعرض حيث شاركت سبعة من الضفة الغربية من بينها الجبريني والسنيورة والسلوى و13 شركة من غزة.
بعض الشركات في لقاءات متعددة من "معا" أقرت بصعوبة التخلص من المنتج الإسرائيلي أو تقليل الاعتماد على الاحتلال سواء بالمواد الخام اللازمة للخروج بالمنتج النهائي او حتى الاستغناء عن معابره للسماح بدخول هذه المواد الخام او المنتجات من وإلى قطاع غزة المحاصر، باستئناء بعض الشركات التي قالت انها خارج المنافسة او انها استغنت عن الاحتلال بأن جلبت المواد الخام عبر الأنفاق رغم فارق التكلفة.
هل يمكنك الاستغناء عن...
فهل يمكن للمستهلك ان يستغني عن البهارات مثلا والتوابل، القهوة، الأجبان والألبان، الحمص والمرتديلا، بعض الشركات التي واجهت الحصار وإغلاق المعابر ولم يسمح لها إما بالتصنيع أو بالاستيراد من الضفة الغربية عبر وكلاءها قالت أن تلك الفترات كانت من أصعب الفترات التي مرت بها رغم ان بعضها يعود تاريخه إلى عشرينات القرن الماضي كشركة السنيورة وهي شركة للمرتديلا وأسست في 1920 بمنطقة العيزرية بالقدس وواجهت قرارا بمنع دخولها للقطاع قرابة ستة أشهر حيث كانت من ضمن قائمة الممنوعات.
أما شركة بدري وهنية المصنعة للتوابل والبهارات والقهوة فيؤكد مدير التسويق فيها رائد البردويل على أن الشركة استطاعت أن تواجه أصعب الأوقات ولا تخاف المنتج الإسرائيلي كما يمكنها التغلب على الإغلاق لأنها ببساطة حققت أولا سمعة طيبة لمنتج أصبح خارج المنافسة وكذلك هي لا تعتمد على الاحتلال في المواد الخام بل تقوم باستيرادها من دول مختلفة مثل كينيا والبرازيل والهند وفي حال إغلاق المعابر فإن الأنفاق هي البديل المطروح.
ويدافع احد أصحاب شركة اسكيمو العروسة من قطاع غزة عن المنتج المحلي امام مجموعة من طالبات المدارس خلال المعرض المقام بغزة بقاعة مركز رشاد الشوا الثقافي، مشيرا الى ان المصنع المقام منذ أربعين عاماً حقق علامة وطنية واستطاع أن يرفد السوق المحلي بحاجته من الاسكيمو بالصيف وراس العبد " الشتوي" والجلي بالشتاء.