الأحد: 08/09/2024 بتوقيت القدس الشريف

على الطاولة: تداخل أصوات المساجد بين الإيمان والمزايدة والشبكة الموحدة

نشر بتاريخ: 25/10/2010 ( آخر تحديث: 25/10/2010 الساعة: 20:55 )
بيت لحم -معا - لكل مسجد مئذنة ومؤذن، فأن يأتيك شخص ويقول ان صوت الاذان اصبح مزعجا في تداخله فقد تجد من يوافقك وقد تجد في ذات الوقت من لا يوافقك وقد تتهم بانك ممن يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم.

إن إشكالية تداخل الأصوات المتعالية من المساجد في أذان أو قراءة قران، هي مشكلة، فمن النداء إلى الصلاة في الأذان، أو إسماع الناس القراءة، إلى أصوات متعالية تتداخل مع بعضها فتنتج كلاماً غير مفهوم، احدهم يبدأ برفع الاذان والاخر ينادي لاقامة الصلاة والثالث لم يبدأ بعد ، هذا هو حال مساجد دير استيا الثلاث التي لا تبعد عن بعضها البعض مسافة 100 متر هوائي ، كما يقول رئيس البلدية نظمي سلمان .

سلمان رأى ان أصوات الأذان الشائكة والمتداخلة في المساجد الثلاثة والتي في بعدها الحالي لا تتجاوز المسافة بين مآذن الحرم الشريف الواحدة ، قلصت مساحة الوضوح وألغت الصوت والمعنى لكلام الله الذي لا مثيل له .

مواطنو دير استيا طالبوا وعبر تقرير لإذاعة الشمال في سلفيت برفع الفرقة والشتات في كلام الله ، فالبعض عبر عن انزعاجه من الأصوات المتداخلة ، مطالبين بألم بتوحيد الأذان ليصل إلى الجميع، بصوت ندي جميل، يرتفع من كل المآذن في نفس الوقت.

عمر سمارة احد أئمة المساجد الثلاث ارجع أسباب التداخل الى التكلفة المادية التي يتطلبها توحيد الأذان اللاسلكي ، وردها ايضا الى عدم وجود مؤذن لمسجد البلدة الكبير الذي يحوي شبكة الأذان الموحد .

برنامج " على الطاولة " والذي تبثه شبكة معا الإذاعية طرح الموضوع برمته أمام وزير الاوقاف والشؤون الدينية د. محمود الهباش ، والذي بدوره اعتبر ان هذه القضية هي نتاج لحقبة سابقة شهدت فوضى عارمه في تنظيم وبناء المساجد ، وبالتالي فان الحل هو بشبكات الاذان الموحد والتي اصبحت جاهزة في مدن رام الله ونابلس وقريبا في بيت لحم .

الهباش ارجع السبب في التأخير الى التكلفة المادية الباهظة لهذه الشبكات وما تحتاجه من ترددات ، لكنه وعد بدراسة موضوع مساجد دير استيا مع مديرية الاوقاف هناك لايجاد حل في القريب العاجل لايصالها بشكل سلكي ولفترة مرحلية حتى تدخل شبكة الاذان الموحد الى محافظة سلفيت .

ومن هنا وهناك ، تطرح اليوم فكرة توحيد الآذان, فلماذا لا نوحد الأذان بصوت إنسان صاحب الصوت الندي العذب،الذي يعشقه ويحلو له كل سامع ، ولا نخرج كلام الله من جماله وحكمة مشروعيته ، فلا اجمل للسامع من كلام الله.