الاحتلال يوجه ضربة قاصمة لقطاع الزراعة الداجنة في الأراضي الفلسطينية ويوقع خسائر بـــ 2 مليون دولار بأحدى المزارع
نشر بتاريخ: 20/07/2006 ( آخر تحديث: 20/07/2006 الساعة: 17:16 )
خان يونس -معا- تسعى قوات الاحتلال الإسرائيلي إلى استكمال خطتها التي كانت قد شرعت في تنفيذها مع بداية الانتفاضة الفلسطينية في أيلول 2000م في تدمير الاقتصاد الوطني الفلسطيني و قتل أي فرصة نجاح يحققها المستثمرون الفلسطينيون لبناء الاقتصاد الوطني.
وبعد أن طالت آلة العدوان الإسرائيلية معظم قطاعات الاقتصاد الفلسطيني امتدت مؤخراً إلى قطاع الطيور و الدواجن الذي حقق فيه رجال الأعمال المحليين اكتفاءً ذاتياً يسد حاجة السوق الفلسطينية , الأمر الذي يعد محط تقدير سيما في السنوات الاخيرة .
فقد أقدم جيش الاحتلال المستمر في عملياته العسكرية داخل قطاع غزة منذ نهاية الشهر الماضي على تدمير أكبر شركتين فلسطينيتين للتفريخ و الدواجن و ذلك في خضم توسعه في عدوانه على المنشآت و البنى التحتية و البيوت الفلسطينية في عموم محافظات و مخيمات القطاع .
فبعد أن تعرضت مزارع شركة الزهور للتفريخ في منطقة الشوكة بمحافظة رفح المملوكة لرجل الأعمال علي زايد المصري إلى التدمير الكلي بتاريخ 16/7/2006م أتت الدبابات الإسرائيلية يوم أمس على مزارع شركة المصري و غبون للتفريخ في منطقة صوفا بالقرب من مطار عرفات الدولي في محافظة رفح و التي يملكها نفس رجل الأعمال علي زايد المصري و شركاه .
وتقدر قيمة مزارع الشركتين وفق ما هو مسجل لدى هيئة الاستثمار الفلسطيني و وزارتي الزراعة و الاقتصاد بما يزيد عن مليوني دولار .
ويضيف المصري " إن الناظر لمزارع الشركتين بعد التدمير يظن أن زلزالاً قويا قد ضرب المنطقة و قلب أعلاها بأسفلها" مشيرا إلى أن وزارة الزراعة لم تأت بعد لزيارة مزارعه المنكوبة بحجة أن منطقتي صوفا و الشوكة لا زالتا تتعرضان لعدوان مما يعرض سلامة وفد الزراعة للخطر !
وحول مزارع الشركتين يؤكد المصري"أن مزارع شركة الزهور للتفريخ بالشوكة و مزارع شركة المصري و غبون للتفريخ بصوفا تعملان على أحدث الطرق التكنولوجية في العالم في هذا القطاع الزراعي و هما الوحيدتان اللتان تعملان على أجهزة الكمبيوتر و الكنترول و يقوم خبراء بالإشراف عليهما للحفاظ على جودة الإنتاج التي تضاهي الإنتاج الزراعي الداجن في دول العالم المتقدمة" .
ويضيف قائلاً " المزارع هي مزارع أمهات بياض للفقاسات التي توزع الصوص على كل المزارع المربية في القطاع و قد حققت اكتفاءً ذاتيا رغم كل ما نتعرض له من ضغوط سببها الاحتلال طوال سنين الانتفاضة" و قد وجه المصري مناشدة للرئيس محمود عباس و رئيس الوزراء إسماعيل هنية و وزيري الزراعة و الاقتصاد التدخل العطوف من اجل تعويضه و مساعدته لإعادة بناء مزارع شركتيه من اجل معاودة العمل في أقرب وقت ممكن.
ويقول عياد حدايد ، أحد العاملين القدامى في مزرعة المصري و غبون " أن الخراب و التدمير قد طال عنابر المزارع للشركة القائمة على مساحة ستة دونمات و نصف و ذلك بعد أن دمروا غرف الكمبيوتر و التحكم التي تتحكم بكل ما هو موجود في العنابر بأحدث التقنيات و ذلك بعد أن أتى جيش الاحتلال بالخراب على مخازن الأعلاف التي تتسع لكثر من 250 طن و حاووز المياه و مولدات الكهرباء الضخمة و غرف التحكم بها و الملاحق العمرانية الأخرى التي تشمل بناية العمال التي تتسع لأكثر من ستين عاملاً و المكاتب الرئيسية للموظفين بالإضافة إلى مرآب السيارات الناقلة و الثلاجات الخاصة بالبيض".
وحول الخسائر التي لحقت بشركة الزهور للتفريخ فإنها تتطابق من حيث الموجودات بما هو موجود بشركة المصري و غبون للتفريخ إلا أنها تقع على مساحة خمسة دونمات و نصف لم يبق فيها شيء على حاله .
وكانت الشركتان قد بنيتا على يد خبراء زراعيين من بلجيكا التي زودت مزارع الشركتين بكل الآلات و المعدات و الأجهزة التقنية اللازمة .
ويتوقع أن يشهد سوق الدواجن الفلسطينية غلاء ملحوظا في الطيور بعد أقل من أسبوعين نتيجة لغياب أكبر منتج للبيض و الصوص في القطاع مما يتيح الفرصة من جديد للاعتماد على السوق الإسرائيلي من جديد في هذا القطاع الزراعي .