مختصون: "عمالة الأطفال" .. الحصار والانقسام يفاقمان الظاهرة
نشر بتاريخ: 26/10/2010 ( آخر تحديث: 26/10/2010 الساعة: 15:49 )
غزة – معا -اجمع عدد من الباحثين والخبراء ان "عمالة الأطفال" أصبحت ظاهرة بالفعل في قطاع غزة ، حيث بلغ عدد من تسربوا من المدارس واتجهوا الى العمل في الاسواق والشوارع نحو 50000 طفل محرومين من حقهم في طفولة مشروعة لهم ، نتيجة الحصار الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة منذ أربع سنوات .
الخبراء في مؤسسات المجتمع المدني في موضوع "عمالة الأطفال" ناقشوا الملف خلال ورشة بعنوان " ظاهرة عمالة الأطفال في قطاع غزة والجهود المبذولة للحد منها " أقيمت اليوم الثلاثاء في مدينة غزة .
وحملت إيناس الخطيب من جمعية الوداد للتأهيل المجتمعي المسئولية لإسرائيل بقولها " ان الأطفال في قطاع غزة يعيشون في ظروف مختلفة عن باقي أطفال العالم ، جراء ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ، مما جعل الأطفال يهربون من مدارسهم بحثا عن عمل " .
وشددت الخطيب على مخاطر العمالة المبكرة للأطفال ، وضرورة تأسيس صندوق دولي لرعايتهم ، وعمل مشاريع تنموية للعائلات الفقيرة لتحسين وضعهم من شأنه ان يحد من ظاهرة عمالة الأطفال .
وتحدث الباحث القانوني كارم نشوان عن وجود خلل في التشريعات ، إذ ان التشريعات اعتمدت سن 15 لعمل الشخص ، فيما ان القانون الفلسطيني يعتبر ان الأطفال من هم دون الثامنة عشرة ، مضيفا ان القانون استثني الأطفال من حماية قانون العمل ، وأنه منذ العام 2000 وحتي اللحظة تم تغيير العديد من وزراء العمل ولم يتم تطبيق قانون الحد الأدنى من الأجور .
وحمل نشوان وزارة العمل ودائرة التفتيش العمالي المسئولية عن عدم المراقبة على أجور العمال ، وان العاملين في هذه الدائرة غير مدربين على قانون العمل ، مؤكدا ان 99% من الأطفال العاملين لم يروا مفتش العمل .
وأضاف :" ان وزارة العمل لديها العديد من مراكز التدريب المهني ولكنها غير مفعلة ويجب تفعيلها ، وبالمقابل هناك إقبال على مراكز التدريب التابعة لوكالة الغوث بسبب وجود الحافز فيها على عكس المراكز الحكومية " .
ودعا نشوان وزارة التربية والتعليم في الحكومة المقالة لتحمل مسئولياتها تجاه الأطفال :" ان معظم الأطفال يعملون وهم يدرسون والبعض يتسرب من المدرسة للعمل ، والقانون يلزم المشرف الاجتماعي في المدرسة على التواصل معهم ، وكذلك عدم وجود الحوافز في المدارس الحكومية ، ووجود العنف في بعض المدارس يزيد من تسرب الأطفال من المدارس تجاه العمل ".
ورجح العديد من الحضور ان الانقسام الفلسطيني احد أهم أسباب ظاهرة عمالة الأطفال إذ انه سبب في تراجع الوضع الاقتصادي في المجتمع الغزي ، بالإضافة إلى الحصار الإسرائيلي المستمر ، وعدم الوعي لدي الكثير من الأهالي وعدم معرفة خطورة عمل الأطفال وحرمانهم من طفولتهم ، ما جعل إعدادهم في ازدياد مستمر .