"أم الفحم" تنتفض في وجه استفزازات المتطرفين
نشر بتاريخ: 27/10/2010 ( آخر تحديث: 27/10/2010 الساعة: 15:51 )
بيت لحم- معا- اندلعت، ظهر اليوم الاربعاء، مواجهات عنيفة بين العشرات من الشبان الفلسطينيين وقوات كبيرة من الشرطة الاسرائيلية، عندما اقتحمت الأخيرة مدخل بلدة أم الفحم في أراضي 48 لتفريق متظاهرين تجمعوا احتجاجا على نية جماعات يهودية متطرفة تنظيم مسيرة في البلدة ضد الحركة الاسلامية.
وأدت المواجهات التي شارك فيها عناصر من القوات الخاصة في الشرطة الإسرائيلية إلى إصابة العديد من المتظاهرين الفلسطينيين من بينهم عضو الكنيست عفو اغبارية من حزب "حداش" الذي أصيب بجراح طفيفة، واعتقال 8 آخرين على الأقل.
ووصل حوالي 60 متطرفا يهوديا الى مدينة أم الفحم على رأسهم الناشط اليميني المتطرف ايتمار بن جبير وعضو الكنيست المتطرف ميخال بن ايري، الذي صرح لدى وصوله المدينة أن "الحركة الاسلامية في المدينة هي جزء من تنظيم القاعدة الارهابي".
وقد جاءت هذه التظاهرة التي سمحت بها المحكمة الاسرائيلية بعد يوم واحد من احياء ذكرى مقتل المتطرف اليميني مائير كاهانا، وتحت شعار أن أراضي اسرائيل هي من حق اليهود ومن حقهم التواجد في أي بقعة منها.
وقد استعدت الشرطة الإسرائيلية لهذه التظاهرة بقوات كبيرة منذ الصباح وصلت الى 1500 شرطي، حيث تقوم بتفريق المتظاهرين الفلسطينيين مستخدمة قنابل الغاز المسيل للدموع وكذلك قنابل الصوت، وذلك بعد ان ادعت الشرطة أن مجموعة من الشبان العرب قامت بالقاء الحجارة على عناصر اليمين المتطرف الذين حاولوا الوصول الى مقر الحركة الاسلامية في مدينة أم الفحم.
وقد تواجد في مدينة ام الفحم عناصر من السيار الاسرائيليي وكذلك اعضاء كنسيت عرب بالاضافة الى عدد كبير من أهالي المدينة تعبيرا عن رفضهم لهذه الزيارة الاستفزازية من قبل عناصر اليمين المتطرف.
وأكد رئيس بلدية أم الفحم الشيخ خالد حمدان "أن هذا الوضع غير طبيعي ولا يعقل أن تستنفر الدولة من أجل شخص مجنون وعنصري وتحشد ما يقارب من 1500 شرطي لحمايته، إن هذا العمل يشكل اسفزازا لكافة المواطنين".
اصابة عضو الكنسيت الزعبي بالرصاص المطاطي:
بدوره ذكر موقع " والله " العبري ان عضو الكنيست حنين الزعبي " بلد " اصيبت اثناء تظاهرة نشطاء اليمين المتطرف صباح اليوم الاربعاء في مدينة ام الفحم ، حيث اصيبت برصاصتين مطاطيتين اطلقها عناصر الشرطة الاسرائيلية عليها .
ونقل الموقع تصريحات الزعبي التي اكدت من خلالها انه تم اطلاق الرصاص المطاطي عليها بشكل مقصود ، ولم تكن المسافة التي تم الاطلاق منها الا ما يقارب المترين ، مضيفة ":كانت عناصر الشرطة تعرف شخصيتي في الوقت الذي كان يتواجد العديد من الشبان بالقرب مني لتأمين الحماية بعد اطلاق قنابل الغاز من قبل الشرطة" .
اصابة النائب اغبارية بقنبلة صوتية ونقله الى المستشفى
اصيب النائب عفو اغبارية اصابة مباشرة بقنبلة صوت، القاها افراد الشرطة الاسرائيلية باتجاهه، اثناء مشاركته في التصدي لقافلة اليمين العنصري التي حاولت دخول المدينة، نقل على اثرها الى مستشفى العفولة. وانفجرت القنبلة الصوتية على قدمه، وأدت الى انتفاخها واحتباس الدم فيها.
وكان احد افراد الشرطة قد القى القنبلة الصوتية على النائب اغبارية بشكل مباشر، مستهدفًا اياه، بالرغم من وقوفه على جانب الطريق في تلك اللحظة، وعدم تواجد اي شخص قربه.
وقال النائب اغبارية ان هذا الاعتداء الجبان يندرج ضمن سلسلة التهديدات التي بثتها الشرطة لأهالي ام الفحم، والتحقيقات التي اجرتها في الأيام الخيرة مع مجموعة كبيرة من شبان المدينة، وتهديدهم اثناء التحقيق بعدم المشاركة في النشاطات الاحتجاجية ضد دخول اليمين الى ام الفحم.
واضاف النائب اغبارية:" ان هذا الاعتداء الوحشي ضد اهالي ام الفحم، يندرج ضمن التدريبات العسكرية التي تجريها قوات الشرطة والجيش لطرد المواطنين العرب من البلاد، ولا يمكن السكوت على هذه الاعمال الاجرامية التي تستهدف المواطنين العرب، والسماح للشرطة وقواتها الهمجية بالانفلات كالوحوش عندما يأتون الى ام الفحم والبلدات العربية، بينما يتعاملون مع المتطرفون اليمينيون بكفوف من حرير".
حماس:ما يجري في أم الفحم استهداف عنصري للوجود الفلسطيني.
قال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس أن ما جرى اليوم في أم الفحم من هجوم اسرائيلي تحت حماية جنود الاحتلال ورعاية الحكومة الاسرائيلية هو استهداف عنصري للوجود الفلسطيني على أرضه واستفزاز لمشاعر الشعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه وحقوقه.
وشدد برهوم في بيان وصل "معا" نسخة منه أن احداث ام الفحم اليوم جاءت نتيجة لاستمرار حالة التحريض من قبل حكومة الاحتلال على الشعب الفلسطيني وسن قوانين عنصرية متطرفة تستهدف هويته وحقوقه.
ودعا برهوم أهالي أم الفحم في فلسطين المحتلة إلى استمرار التصدي بكل قوة لجنود الاحتلال، داعيا السلطة الفلسطينية بإعلان انسحابها فوراً من المفاوضات مع الاحتلال والبدء في مرحلة جديدة وعاجلة من توحيد الصف الداخلي الفلسطيني لمواجهة كافة التحديات.