الخميس: 26/12/2024 بتوقيت القدس الشريف

عسكريون امريكيون عبروا عن اعجابهم بحزب الله وغير مقتنعين بقدرة اسرائيل الجوية وحدها على تدميره

نشر بتاريخ: 21/07/2006 ( آخر تحديث: 21/07/2006 الساعة: 10:55 )
لندن ـ القدس العربي- معا -قلل محللون غربيون من قدرة سلاح الجو الاسرائيلي على تدمير القدرات الدفاعية لحزب الله. وقالوا ان تجارب المعارك العسكرية السابقة اثبتت ان اي سلاح جوي مهما كانت قدرته لن يكون قادرا علي هزيمة عدوه بدون دعم من القوات البرية.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن محللين عسكريين امريكيين يراقبون العمليات التي تقوم بها اسرائيل منذ اكثر من اسبوع، وتستهدف كامل البنية التحتية في لبنان قولهم ان اسرائيل قد لا تكون قادرة علي تجريد حزب الله من اسلحته معتمدة فقط علي القصف المدفعي والطلعات الجوية.

وكان الجيش الاسرائيلي قد اعترف بدخول قوات كوماندوز لجنوب لبنان، وقال مسؤول عسكري اسرائيلي ان الجيش يقوم الان بعملية لتحديد مواقع حزب الله في الجنوب اللبناني، ولكن القوات البرية التي دخلت الجنوب قوبلت حـــــتي الان بمواجهـــــة قوية من مقاتلي حزب الله، الذين نجحوا حسب مصادر الحزب بتدمير اكثر من مدرعة اسرائيلية. واشارت الصحيفة ان قادة الجيش الاسرائيلي يخشون من اعادة تكرار تجربة احتلال الجنوب اللبناني التي استمرت لثمانية عشر عاما، وعليه ليست لديهم الان خطط لاحتلال مواقع في الجنوب والسيطرة عليها. وعوضا ذلك يخطط العسكريون الاسرائيليون لتدمير مراكز وقواعد حزب الله، والخنادق التابعة له وبعدها الانسحاب للحدود الاسرائيلية.

وقال خبير انه في الوقت الذي لن يكون بمقدور اسرائيل تدمير حزب الله بشكل كامل، فانها، اي اسرائيل ستكون قادرة علي شل قدرة الحزب علي نشر الصواريخ واستهداف المدن والبلدات الاسرائيلية في الشمال. ولكن الباحث اكد ان عملية القصف الشديدة التي تقوم بها اسرائيل للبنان لن تنهي تهديد حزب الله علي اسرائيل في المدي البعيد. ولكن عسكريين امريكيين قالوا ان عمليات الجيش الاسرائيلي لم تكن قادرة علي ملاحقة او ضرب الصواريخ قصيرة المدي التي يستخدمها حزب الله في ضرب شمال اسرائيل. ومن اجل تحديد مواقع اطلاق الصواريخ او اعتراضها تحتاج اسرائيل الي اجهزة رقابة متقدمة، خاصة انه من الصعوبة بمكان تحديد مكان راجمات الصواريخ.

ولهذا ركزت اسرائيل في الايام القليلة الماضية علي الضاحية الجنوبية لبيروت التي تعتبر معقل حزب الله، حيث دمرت مقر قيادة الحزب وموقع تلفزيون المنار، وكانت تهدف من هذا الي استهداف القيادة وحرمانها من مكان للتخطيط، كما استهدفت الطرق والمطار علي فرضية ان حزب الله يستخدمها لتأمين السلاح من ايران او سورية بحسب المزاعم الاسرائيلية. ولاحظ المحللون الامريكيون ان العملية الاسرائيلية لم تستهدف فقط مواقع حزب الله، بل الحكومة اللبنانية والمدنيين اللبنانيين، وذلك لاحداث شرخ بين الحزب والمدنيين واضعاف الحكومة.

ونقلت عن السفير الامريكي السابق لسورية ادوارد دجيرجيان قوله ان استهداف المدنيين يهدف لخلق نوع من الرد المحلي علي ما اسماه مغامرات حزب الله . ولاحظ السفير الامريكي السابق قائلا انه لا يوجد حل عسكري لتخفيض تهديد حزب الله، وان العسكريين الاسرائيليين يعرفون بمحدودية الوقت المتاح لهم لتحقيق اهدافهم.

وقال ان المخرج الحقيقي هو قيام واشنطن وحلفائها بالضغط علي اسرائيل من اجل التفكير بعواقب قصفها العشوائي للبنان وتدمير البنية التحتية وقتل المدنيين. وحذر باحث قائلا ان افتراض اسرائيل القائم علي الاضرار بالمدنيين لاجبارهم علي كره حزب الله، مضلل، لان المدنيين سيتسامحون مع الحزب وسيكرهون اسرائيل.

وحذر العديد من حلفاء امريكا الاوروبيين من الاثر العكسي الذي تسببه اسرائيل في تدميرها للبنان وقالوا ان هذا التدمير سيعطي مبررا لبن لادن وسيزيد من متاعب امريكا وحلفائها في العراق. وقال مسؤول اسرائيلي ان واشنطن وضعت نفسها خارج اللعبة في الوقت الحالي من اجل منح اسرائيل الوقت الكافي لتدمير حزب الله ولبنان معه. وقال المسؤول ان الشيء الذي سيدفع العرب والايرانيين للحافة، هو ان تظهر امريكا بمظهر المتورط مع اسرائيل في ضرب لبنان . وحتي الان رفضت واشنطن الدعوات التي تقدمت بها دول اوروبية لوقف اطلاق النار، حيث قال المتحدثون باسمها ان الوقت لم يحن بعد للحل الدبلوماسي. ودافع مسؤول عن اسرائيل وعملياتها قائلا ان هناك قتلا غير مقصود للمدنيين لان حزب الله يتمترس بالمدنيين علي حد زعمه.

وكان جون بولتون، سفير واشنطن في الامم المتحدة، قد رفض فكرة وقف اطلاق النار، حيث قال ان امريكا واسرائيل تتعاملان مع منظمة ارهابية تقوم باطلاق الصواريخ علي السكان المدنيين واختطاف المدنيين الابرياء في اشارة للجنديين اللذين اختطفهما حزب الله. ونقلت صحيفة التايمز البريطانية عن مسؤولين اوروبيين وبريطانيين خشيتهم من تزايد عدد القتلي بين المدنيين، وبدون تحقيق نتائج عسكرية ملموسة. وعكست تصريحات مسؤولين بريطانيين خوفا من توسع الازمة، والتي جاءت خلافا للموقف الامريكي الداعم للعملية العسكرية الاسرائيلية. وقال مسؤول بريطاني كبير للصحيفة ان قلقنا يتركز علي فكرة ان العملية العسكرية لن تحقق نتائجها المرغوب فيها .

وقال ان حزب الله لا زال ناشطا في جنوب بيروت، كما يواصل اطلاق الصواريخ علي اسرائيل، التي لا يعرف الاسرائيليون من اين تطلق. وأضاف المسؤول أن العمليات الإسرائيلية عطّلت حركة حزب الله، لكننا لا نعتقد أن بإمكان إسرائيل أن تفعل أكثر من ذلك بحملة مكثفة، ونحن قلقون من أن إستمرار العمليات العسكرية من قبل إسرائيل سيلحق أضراراً كبيرة في البنية التحتية ويودي بحياة الكثير من المدنيين بحيث يصبح من المتعذر تبرير تدمير حزب الله.

وفي تقرير لصحيفة لوس انجليس تايمز قال محللون عسكريون امريكيون انهم دهشوا من قدرة حزب الله الذي اثبت علي انه ليس ميليشيا افرادها يلبسون زيا رثا، بل جيش منضبط لديه قواعد واصول عسكرية. وقال المحلل ان الحزب لديه خبرة اكثر من الجيش اللبناني نفسه. ونفي عدد من المحللين وجود ايران او افراد من حرسها الثوري في العمليات التي يخوضها حزب الله، علي الرغم من ان اسرائيل اتهمت كلا من سورية وايران باشعال فتيل الازمة. وعلي الرغم من تأكيد الاسرائيليين عن وجود صواريخ ايرانية الصنع بيد الايرانيين ، الا ان معلقين قالوا ان ترسانة حزب الله قد تتكون من قذائف الكاتيوشا، ومن صواريخ قصيرة المدي فجر2، و فجر3، الا ان العسكريين الامريكيين قلقون من احتمال وصول صاروخ زلزال2 .

ويقدر باحثون مدي هذا الصاروخ بما بين 60 ـ 240 ميل مما يجعل معظم اسرائيل في مداه. وقــــدم عدد من مســــؤولي الدفاع تقيــــــيما مختلفا حول نجاعة العملية الاسرائيلية، حيث قالوا ان اكثر من الف صاروخ اما اطلقت او دمرتها اسرائيل.

وقال المسؤولون ان جزءا من مشكلة اسرائيل في متابعة صواريخ حزب الله التي يعتقد انه يملك اكثر من 12 الف صاروخ هو تحرك راجمات الصواريخ. واكد مسؤول ان قدرات حزب الله لم تتأثر كثيرا ويستطيع مواصلة الحرب لوقت اطول. وكان مسؤولون اسرائيليون قد اعلنوا عن تدمير اكثر من 50 بالمئة من قدرات حزب الله العسكرية. وكتب في اتجاه اخر، روبرت فيسك قائلا، الي متي يموت الاطفال بسبب الهجمات الاسرائيلية قبل أن نرفض عبارة (خسائر جانبية)، ونبدأ في الحديث عن محاكمة أولئك الذين ارتكبوا جرائم ضد الانسانية . وقال الكاتب الصحافي ان الطفلة الملقاة كدمية بالية هي رمز الحرب اللبنانية الأخيرة. وأضاف قائلا إن تلك الطفلة الملقاة إلي جوار سيارة كان من المفترض أن تنقلها وأسرتها إلي مكان آمن رمز لهذه الحرب، لقد أطيح بها من العربة هي وعائلتها بينما كانوا يهربون من قريتهم في الجنوب اللبناني.

وأضاف قائلا انه وبسبب مقتل والديها في هذه الغارة الاسرائيلية فلا احد يعرف اسمها الا انها تظل رمزا لمجزرة قرية مروحين، وتساءل الكاتب عن السبب الذي يجعل اسرائيل تهاجم وتدمر مصنعا للألبان في البقاع وهو أكبر مصنع للألبان في لبنان؟ ولماذا يدمرون مصنع صناديق ورقية خارج بيروت؟ ولماذا تهاجم إسرائيل قافلة عربات إسعاف؟ فهل هذه جميعا أهداف إرهابية؟ ولماذ تهاجم إسرائيل حي الأشرفية ذا الأغلبية المسيحية في بيروت؟ هل يخزن حزب الله أسلحته في منطقة مسيحية؟