الأربعاء: 02/10/2024 بتوقيت القدس الشريف

بالصور مارزل يفشل بدخول ام الفحم ويغادر بعد مواجهات المتظاهرين والشرطة

نشر بتاريخ: 27/10/2010 ( آخر تحديث: 28/10/2010 الساعة: 08:30 )
القدس- معا- وصل باروخ مارزل برفقة عدد من مستوطني"اليمين المتطرف الاسرائيلي" اليوم الأربعاء الى مدينة أم الفحم للتظاهر حاملين اللافتات "العنصرية" التي نادت بسجن الشيخ رائد صلاح، رئيس الحركة الإسلامية في البلاد مدى الحياة.

وقال الناطق بلسان شرطة الشمال في بيان، "إن التظاهرة بدأت برشق الحجارة، وانه تم إضرام النيران في عدد من الإطارات وإلقاء الحجارة على أفراد الشرطة، في حين استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفرقة المتظاهرين علما انه وقع العديد من المعتقلين والمصابين خلال المواجهات".

هذا وكانت الشرطة قد صادرت لافتات حملها أفراد من اليهود اليمينيين في الطريق للتظاهر في مدينة أم الفحم بعد ان كتبت عليها شعارات "عنصرية" وعبارة "لنرمي رائد صلاح".

وتم إحالة نائب رئيس بلدية أم الفحم سلام عياش وعضو الكتلة الإسلامية خالد ماجد الى الحبس المنزلي لمدة يومين وذلك بعد اعتقالهما الليلة الماضية على خلفية إغلاق شارع الأقواس حيث من المتوقع ان يدخل منه مارزل الى المدينة.

وفي حديث خاص لموقع العرب وصحيفة كل العرب بالداخل الفلسطيني، مع باروخ مارزل قال: "لقد حضرنا اليوم لنحتل مدينة أم الفحم حيث نعتبر بأن هذه الأراضي وهذه المدينة هي لليهود ولا نعتقد أن العرب اشتروا هذه الأراضي من أموالهم، ومن هنا نحن جئنا لنؤكد أنه حان الوقت ان يستوطن اليهود في أم الفحم ولن نخاف من أي وجود عربي أينما كان وعليه نقول بأن مطلبنا واحد وهو إخراج الحركة الإسلامية والشيخ رائد صلاح خارج القانون لأن الحركة الإسلامية هي جناح للقاعدة والجهاد الإسلامي وهذه المعلومات تؤكدها الأجهزة الأمنية والشاباك" على حد تعبيره.

وأكد الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم بأن الحياة الطبيعية في المدينة قد انتظمت في جميع المرافق الحياتية بما فيها المدارس، مشيرا الى ان أعضاء المجلس البلدي وممثلي مختلف التيارات السياسية وأبناء الشبيبة هم متواجدون في شارع "الأقواس" بهدف التصدي "لباروخ مارزل وزمرته" من "تدنيس" مدينة النور أم الفحم عنوان التسامح والمحبة.

وقال خالد حمدان لقد سبق وأن تحدثنا بأننا لن نعلن الإضراب وذلك لأن مارزل ومن يمثلهم لا يساوون أي قيمة حتى نعلن الإضراب لهذه المظاهرة التي تهدف الى استفزاز الجماهير الفحماوية والعربية.

وختم الشيخ خالد حمدان حديثه قائلا: إننا نؤكد وجودنا وترابطنا على هذه الأرض ونقول بأن كل محاولات اليمين من مظاهرات استفزازية وشعارات "عنصرية" على طريق وادي عارة إنما تزيد من رباطنا وصمودنا وقوة ارادتنا بالحفاظ على أرض الآباء والأجداد.

كما وتم الإعتداء بشكل "همجي" على كل من الشيخ خالد حمدان رئيس بلدية أم الفحم وعضو الكنيست د. عفو إغبارية، حيث أن الشيخ حمدان كان واقفا بين رجال الشرطة والمتجمهرين بهدف تهدئة الخواطر الا انه فوجىء بالإعتداء عليه، كما واكد الشيخ حمدان بأن النائب اغبارية أصيب برصاصة مطاطية في قدمه.

واصيب النائب عفو اغبارية اصابة مباشرة بقنبلة صوت، القاها افراد الشرطة باتجاهه، اثناء مشاركته في التصدي للقافلة التي حاولت دخول المدينة، نقل على اثرها الى مستشفى العفولة، حيث انفجرت القنبلة الصوتية على قدمه، وأدت الى انتفاخها واحتباس الدم فيها.

وذكرت مصادر صحفية ان احد افراد الشرطة قد القى القنبلة الصوتية على النائب اغبارية بشكل مباشر، مستهدفًا اياه، بالرغم من وقوفه على جانب الطريق في تلك اللحظة، وعدم تواجد اي شخص قربه.

وقال النائب اغبارية إن هذا الاعتداء "الجبان" يندرج ضمن سلسلة التهديدات التي بثتها الشرطة لأهالي ام الفحم، والتحقيقات التي اجرتها في الأيام الخيرة مع مجموعة من شبان المدينة، وتهديدهم اثناء التحقيق بعدم المشاركة في النشاطات الاحتجاجية ضد دخول اليمين الى ام الفحم.

واضاف النائب اغبارية، أن هذا الاعتداء الذي وصفه بـ "الوحشي" ضد اهالي ام الفحم، يندرج ضمن التدريبات العسكرية التي تجريها قوات الشرطة والجيش لطرد المواطنين العرب من البلاد، ولا يمكن السكوت على هذه الاعمال "الاجرامية" التي تستهدف المواطنين العرب.

من جانبه أعرب محمد زيدان رئيس لجنة المتابعة للجناهير العربية في البلاد في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب عن امتعاضه وسخطه لهذا الإعتداء على الشيخ حمدان والنائب اغبارية، قائلا: "نؤكد بأن زيارة باروخ مارزل الاستفزازية انما تمثل الحكومة الاسرائيلية والقادة الاسرائيليين الذين يتبعون سياسة عنصرية تمييزية ضد المواطنين العرب".

وأفاد المصادر أن عضو الكنيست حنين زعبي أصيبت برصاصتين مطاطيتين في الظهر والرقبة وانها نقلت الى عيادة محلية في أم الفحم لتلقي العلاج على اثرها.

وفي تعقيبها على الاعتداء قالت الزعبي: "كنت على مقربة 3 امتار من الشرطة وتواجدت في الصف الأول بمحاذاتهم، ابتعدت عن المكان ولكن وبدون أي سابق انذار بدأوا بإطلاق قنابل مسيلة للدموع ورصاص مطاطي، حيث بدأت أشعر بألم في الظهر ثم بعدها في الرقبة ولم يكن لدي أدنى شك عن مصدر الأوجاع لكنني الآن اعرف ما هو الشعور بالإصابة برصاص مطاطي".

وأكدت الزغبي أنها كانت مستهدفة قائلة: لقد قصدونني بشكل شخصي وقد رأيت عشرات المصابين في العيادة وبعضهم يصرخ من شدة الألم، مضيفة ان الشرطة لم تأت لحماية المواطنين وانما شاركت ليس فقط في الاستفزاز بل في الهجوم العنيف والمباشر، وعليه نحن لسنا مهددين من يمين فاشي ومتسلط بل من مؤسسات الدولة بالمعنى السياسي والجسدي ايضا، بحيث قتلت الشرطة 13 شهيدا في هبة اكتوبر وها هي اليوم تستهدف اعضاء كنيست ومواطنين فلسطينيين.

وقالت النائبة زعبي "نحن لم نكن في مواجهة العنصريين، ولم نكن مهددين فقط من قبلهم، بل إن التهديد العيني والأخطر والمباشر كان من قبل أفراد الشرطة، الذين أتوا بمخطط مبيت وواضح يهدف إلى إصابة المتظاهرين العرب بإصابات مباشرة.

كما وإستنكر النائب إبراهيم عبد الله صرصور رئيس حزب الوحدة العربية الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، سماح محكمة الاحتلال للمستوطنين بالتظاهر في مدينة أم الفحم تحت شعارات تعتبر الأكثر "تطرفا وعنصرية" وكراهية للعرب والفلسطينيين داخل الخط الأخطر.

وقال صرصور: "قد يغضب بعضنا لتصرفات المستوطنين والمتطرفين اليهود وهذا من حقنا، إلا أنني حينما أتجاوز ظاهر الصورة إلى ما وراءها، ألمسُ أن من يجب أن يقلق بسبب تعاظم المد المتطرف في المجتمع اليهودي هم اليهود أنفسهم، وذلك لسبب بسيط، فهذا السلوك الإسرائيلي وقبول المؤسسات الرسمية به بل وحمايته، سيؤدي حتما إلى الإضرار أولا وقبل كل شيء بإسرائيل، لأننا مهما غالت إسرائيل في عدائها لنا فلن تجدوا منا إلا مزيدا من الإصرار والثبات، لأننا على قناعة تامة بأننا الدائمون في هذه الأرض والمنزرعون في هذا الوطن".

وخلص الشيخ صرصور القول: "الدولة يجب أن تفهم أن جماهيرنا العربية لن تستسلم أبدا أمام هذا الإرهاب اليهودي المدعوم بأجهزة الدولة، ومن مصلحة الحكومة أن تجد الطريقة لإبعاد هؤلاء وشرهم عنّا، الأمر الذي سيفتح الطريق نحو حياة أكثر إستقراراً لكل شعوب المنطقة".

وجاء في بيان للشرطة الاسرائيلية حسب المصادر ان نائب مفتش عام الشرطة "نيتساف ايلان فرانكو" كان حاضرا خلال المواجهات في أم الفحم في لواء الشمال، مشيرا الى انه لا مانع من اقامة التظاهرة مع ضرورة الحفاظ على النظام العام وأمن وسلامة الجمهور، لا سيما وان الحديث يدور عن دولة ""ديموقراطية""! يسمح فيها التظاهر للتعبير عن الرأي وعليه رد أفراد الشرطة على المخلين بالنظام